العدد 149 -

السنة الثالثة عشرة – جمادى الآخرة 1420هـ – تشرين الأول 1999م

خريطـة القـوى السـياسـية

مصطلح الخريطة السياسية مصطلح محلي يُقصَد به مجموعة الفعاليات السياسية أحزاب وزعمـاء وحكام وأفراد ممن يمارسون السياسة قولاً وعملاً، أو قولاً فقط، فيمثلون في البرلمان أو يدخلون الوزارة، أو يقفـون في صف المعارضـة الكلامية، وقد يكونون من المرتزقة أو من العاملين المخلصين وقليلٌ ما هم.

أما عن كيفية وضع هذا الأساس السياسي على الخريطة السياسية فغالباً ما يكون عن طريق الحكام الذين ينتقون مَنْ يَدين بالولاء لهم ولنظمهم فيسلطون عليه أضواء الإعلام فيلمعونه لتحسين صورته لدى الرأي العام.

وفي بعض الأحيان يقوم بعض الأشخاص أو بعض التكتلات بحركات وتحركات مقصودة من أجل إبراز شخص أو كتلة، وغالباً ما تُستغل عاطفة الجماهير الدينية، أو عصبيتهم القبلية، أو غرائزهم الجاهلية من أجل ربط الناس بهذا الشخص أو هذه الكتلة بحيث يَربط مصالحهم بمصلحته هو فيصبح في نظرهم الحامي والمنقذ والمدافع عن القيم العشيرية القبلية أو القيم الطائفية، وقد يشعر هؤلاء الناس بأن مستقبلهم سيصبح مهدداً وفي مهب الريح إذا مات هذا الزعيم أو ترك موقعه.

ولكي يحافظ هذا السياسي على موقعه على الخريطة السياسية فإنه يلجأ إلى استغلال مناسبة لهـا قداسة أو احترام لدى الجمهور فيقوم باستغلالها من خلال إحياء ذكرى موت شخص أو اختفائـه أو ذكرى مولده، أو ذكرى استقلال بلد ما أو قد يستغل مناسبة صوم أو حج أو عيد أو زواج أو مناسبة وفاة أو ما شاكل ذلك.

أما إذا كان هذا السياسي زعيماً بالوراثة فإنه غالباً ما يلجأ إلى تراث والده ليتخذ منه وسيلة جذب للجمهور فيستغل الذكرى السنوية لموته أو قتله فيجعل من هذه المناسبة أمّ المناسبات حيث يضع ثقله للحشد والتضخيم الإعلامي لعله بذلك يحافظ على موقعه على الخريطة حتى حلول العـام القادم، فيدعو كبار القوم للدلالة على أنه لا يزال من عالم السياسة وينتمي للنخبة، ولا بأس أن يستعين بصورة قديمة تجمعه بالمتوفى أو عبارة مديح سطرها له الغائب.

وإذا كان هذا السياسي يريد توجيه رسائل سياسية للمعارضة أو الموالاة فإنه قد يستغل هذه المناسبة أفضل استغلال فيوجه ما يريد من رسائل يَمنةً ويسرة، فتصل الرسائل إلى ذوي الشأن، وإلى عام قادم ومناسبة أثريّة قادمة طواها النسيان، وإلى تلميع قادم، فهذه هي السياسة لدى هؤلاء الدخلاء على السياسة والخريطة السياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *