العدد 150 -

السنة الثالثة عشرة – رجب 1420هـ – تشرين الثاني 1999م

أَرْضُ الإِسْـرَاء .. في ذِكْـرَى الإِسْـرَاء

إِلَيْكِ إِلَيْكِ يَا قُدْسُ المسِـيرُ
إليكِ أَجَلُّ نَفْسٍ سوفَ تَسْري
فَقُولي: «إنْ أَكُنْ بُورِكْتُ قِدْماً
وَجِبْرِيلُ الأَمِينُ رَفِـيـقُ طهَ

رَسُولَ اللهِ لا تَحْزَنْ، فهَذا
لَئِنْ أُخْلِيتَ مِنْ زوْجٍ وعَمٍّ
وَمَا وُدِّعْتَ. لَيْسَ العَامُ حُزْناً
سيُعطيكَ الإِلهُ وسَوفَ تَرْضَى

على مَتْنِ البُراقِ طَوَيْتَ أرضاً
مَسَافَاتٌ بِجُزْءِ اللّيـْـلِ غَابَتْ
أَمَا جَسُّوا السَّرِيرَ قُبَيْلَ عَوْدٍ
فَسُبْحانَ الذي بكَ أنتَ أَسْرَى

هوَ الإسْرَاءُ مُعْجِزَةٌ ونَصْرٌ
فَأَنـّـى نَحْنُ هذا الـيَـومَ مِنْهُ
سُيُوفُ المسلِمينَ مُحَجَّبَاتٌ
وَحَوْلَ المسْجِدِ الأَقْصَى ذِئَابٌ

أَنَرْضَى الاحْتِفَالَ ومُحْتَفَانَا
أَزِيلُـوا
كُلَّ رَايَـاتِ احْـتِـفَـالٍ

ولا خُطَبُ الـبَـيَـانِ بها ارْتِواءٌ
أَأُسْمِعُكُمْ صَدَى مَجْدٍ قديمٍ
أَأُطْرِبُكُمْ وأشباحُ المآسي
أَتُتْلَى سُورةُ الإسراءِ فينا
أَتَحْتَفِلونَ والأَقْصَى كَئِيبٌ

ألا فَلْتَرْجِعُوا كُلٌّ لِدَارٍ
بِربِّكُمُ أَيَنْعَقِدُ احْتِفَالٌ
جُيُوشُ الفَتْحِ تَاقَ لها خيَاليْ
أَلاَ واخَجْـلَتَاهُ وَوَيْـحَ نَفْـسِـيْ
نُواحُ يتيمةٍ وأَنينُ ثَكْلَى
فَكيْفَ يُساوِرُ الجَفْنَيْنَ نَوْمٌ

أَعِدُّوا عُدَّةً لِلـثَّـأْرِ هَـيَّـا
أَلَـمّـا يَأْنِ أنْ تَرْوِيْ غَلِيلِيْ
أَلَـمّـا يَأْنِ أَنْ تَطْوِيْ هَوَانِيْ
أَلَـمّـا يَأْنِ أَنْ تَشْـفِيْ اشْـتِيَاقِيْ
أَلَـمّـا يَأْنِ أَنْ تُحْيِيْ رَجَائِيْ

إِذَا لَمْ تُشْعِلِ الذِّكرَى هُيَامِيْ
سَأَذْكُرُ رِحْلَةَ الإسراءِ جُرْحَاً
ونَدْخُلَ والشِّفَاهُ بِهَا هُتَافٌ:

 

 

 

 

 

 

| | |

 

 

 

 

 

 

| | |

 

فَطِيبِيْ سَوْفَ يَعْبُرُ فِيكِ نُورُ
وتَعْرُجُ مِنْكِ، يَحْضُنُها الأَثِيرُ
ومَا حَوْليْ، ففي الآتي كَثِيرُ»
لأَيِّ مِنْهُما الـحَـظُّ الوَفِيرُ؟

مِنَ الرَّحْـمـنِ سُلْوانٌ جَدِيرُ
فَرَبُّكَ واسِعُ النُّعْمَى، مُجيرُ
أَيَلْـقَـى اللهَ مَحْزونٌ كَـسِـيرُ
وهَلْ يَأْبَى الرِّضا عَـبْـدٌ شَكُورُ!

وفُتِّحَتِ السَّـمَـاءُ لِـمَـنْ يَزُورُ
وَأَنـَّـى أَنْ تُحِيطَ بِهَا الشُّهُورُ
وَقَالُوا: «كَيْـفَ قَدْ تُرِكَ السَّرِيرُ؟»
فَجَـفْـنُـكَ بِالذِي تَلْـقَى قَرِيرُ

تَخُـطُّـهُمَـا على الأُفُـقِ الدُّهُورُ
وَقَدْ هُتِكَتْ بِرُمَّـتِهَا الـثُّـغُـورُ؟
أَيُؤْذِيهَا التَّبَرُّجُ والـسُّـفُـورُ؟
وَلاَ أُسْدٌ تَذُودُ وَلاَ نُــسُـورُ

يَـنِـزُّ دَماً وَقَدْ جُهِلَ المصِـيرُ
فَلاَ يُجْدي الـنَّـشِـيدُ وَلاَ البُخُورُ

 

وَلاَ الأَشْعارُ تَنْـسُـجُهَـا البُحُورُ
لِـيُـنْـسَـى ذُلُّ وَاقِعِنَا المرِيرُ
يَئِـدْنَ البِـشْـرَ وَهْوَ شَجٍ نَضِـيرُ
وَمَا في القَوْمِ مُـنْـتَقِـمٌ يَـثُـورُ
أَتَحْتَفِلونَ والمسْرَى أَسِيُر

فَمَا اكْتَمَلَ النِّصَابُ وَلاَ الحُضُورُ
وَلَيْسَ بِهِ الـجُـيُـوشُ وَلاَ الأَمِيرُ
وَنَاجَى طَيْـفَ قائِـدِهَـا الضَّمِيرُ
إذا قَهْقَهْـتُ وانْطَـفَأَ الشُّـعـورُ
وَهَذا دَمْعُ أَرْمَلَةٍ غَزِيرُ
وكَيْفَ يُعَاوِدُ الوَجْهَ السُّرورُ؟

أَلَـمّـا يَأْنِ أنْ يُدْعَى النَّفِيرُ
خُيُـولٌ في سَـنَـابِكِها الـهَدِيـرُ
بُـنُـودٌ خَفْـقُهَـا نَـصْـرٌ كَبِيرُ
فُلُولُ الكُفْرِ تَأْكُلُـهـا الطُّـيُـورُ
يَهُودُ الأَرْضِ تَحْوِيهَـا القُـبُـورُ.

وَشَوْقِي لِلْجِهَادِ فَلِيْ الـثُّـبُـورُ.
إِلى أَنْ يَزْحَفَ الـجَمْـعُ الغَفِـيرُ.
إِلَيْكِ
إِلَيْكِ يَا قُـدْسُ المـسِــيرُ.

أيمن القادري‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *