العدد 270-271 -

السنة الثالثة والعشرون ـ العددان 270 – 271

ثمان وثمانون سنة من هدم الخلافة: ألم… وأمل

ثمان وثمانون سنة من هدم الخلافة: ألم… وأمل

 

ثمانٍ وثمانون سنة من السنوات العجاف مرت على الأمة الإسلامية منذ سقط تاجها وهدمت خلافتها واحتل الغرب الكافر بلادها… ثمانٍ وثمانون سنة فرض فيها الغرب الكافر إقصاء الإسلام عن الحكم بعد أن ضيّق عليه المجال وسحب منه عناصر القوة فيه (العقيدة السياسية… نظام الحياة الشامل.. الخلافة.. الجهاد..) وغيّر وبدّل في الدين بعد أن صاغ عقلية المسلمين صياغة جديدة على أساس من قواعده الفكرية المنقطعة الصلة بالله تعالى، وأعانه في ذلك علماء سوء في الدين أفتوا على قواعده فخرجت فتاويهم ضالة مُضلة… ثمان وثمانون سنة فرض فيها الغرب الكافر على المسلمين قوانين وضعية هجينة وسلم الحكم لحكام نواطير اجتمع فيهم الشر كله، وجعلهم أذناباً له وحركهم في ذبح الأمة وسلب خيراتها، فأصاب الأمة منهم بلاء عظيم: قتل وسجن وتعذيب ونفي وتهجير، وإذلال وإفقار وتجهيل، وإفساد وتضليل… ثمان وثمانون سنة بدأت معها رحلة عذاب الأمة في طريق الآلام والدموع، والتآمر عليها مازال مستمراً.

ولكن الأمة أخذت تنظر من خلال الثماني والثمانين سنة هذه أنها ظلمت نفسها بابتعادها عن الفهم الصحيح للإسلام والتطبيق الصحيح له فأصابتها سنّة ضنك المعيشة التي ذكرها القرآن الكريم جراء الإعراض عن ذكر الله، عن شرع الله، عن حكم الله، ورأت أن لا خلاص لها إلا بالخلافة الراشدة؛ لذلك حزمت أمرها بهذا الاتجاه وهي مطمئنة له رغم ما تلاقيه، بينما الغرب يكاد يجن جنونه خوفاً من هذه العودة ويرى فيها اندثار حضارته، وهذا ما نراه في معظم بلاد المسلمين اليوم من أفغانستان إلى العراق إلى فلسطين إلى الصومال إلى كشمير إلى تركستان إلى الشيشان… هم واحد يشغل المسلمين هو تغيير حالهم بالعودة الصادقة إلى الله عز وجل عن طريق الخلافة الراشدة، وهمّ واحد يشغل الغرب الكافر هو منع ذلك… هذه هي حقيقة الصراع القائم اليوم بين المسلمين والغرب الكافر، وكل ما أعطي له من شعارات محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف وغيرها وإنما هي لذر الرماد في العيون.

إن الأمة اليوم تتطلع إلى التغيير الجذري وهي ممتلئة بالأمل أمل الخلاص.

إن حالة الأمة هذه تلتقي مع وعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه في آخر الزمان ستقوم الخلافة الراشدة، وتلتقي مع ما يعبر عنه أساطين الغرب الكافر متخوفين من «العودة إلى القرنين السادس والسابع الميلاديين إلى وقت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)» «إحياء الخلافة» «إمبراطورية إسلامية واسعة». وتلتقي مع ما يدعو إليه حزب التحرير من إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وما التزم به طيلة سنوات عمله.

اللهم إن هذه الدعوة دعوتك، والنصر نصرك، وكلنا طوع أمرك، اللهم أعزنا بخلافة راشدة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها الكفر وأهله، واجعلها باب خير يدخل الناس عبره أفواجاً في دينك، وحقق على يديها جميع بشائر الخير، اللهم آمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *