العدد 90 -

السنة الثامنة جمادى الأولى 1415هـ, تشرين الأول 1994م

القتل الإنساني

في 20/10/94 قدمت القوات الدولية في جنوب لبنان – على لسان مسؤولها – احتجاجاً إلى إسرائيل على استخدامها قنابل مسمارية في قصفها لجنوب لبنان. ووصفت عمل إسرائيل بأنه غير إنساني لأنها استخدمت قنابل محظورة دولياً!

هذا يعني أنه إذا قصفت إسرائيل وقتلت وجرحت ودمرت وخربت وهجّرت وشردت… ولم تستخدم قنابل محظورة دولياً، فإن ذلك مسموح به وهو عمل إنساني مشروع ولا اعتراض عليه! فهل هناك فرق بين أن يموت الإنسان بمسمار، وبين أن يموت برصاصة أو شظية أو ردم بيت يقع عليه…؟ أم أن الموت في الحالة الثانية يكون إنسانياً وفي الحالة الأولى غير إنساني!! إي إنسانية هذه؟! وأي حماية دولية هذه؟! وأي حقوق إنسان هذه؟! كله كذب ودجل وافتراء.

ونود هنا أن نلفت النظر إلى عدة أمور مهمة تعليقاً على الموضوع:

أولاً: نحن (المسلمين) نستطيع أن نحمي أنفسنا بإذن الله، ولا نحتاج إلى قوات من الذئاب لتحمي قطعان أغنامنا، فنحن لدينا السلاح والعتاد والجنود والجيوش… ولكن الحكام العملاء يستعملونها ضد شعوبهم لحماية إسرائيل وحماية عروشهم.

ثانياً: إن الأمم المتحدة ومجلس (الأمن) والمجتمع الدولي و(الشرعية) الدولية تقوم على أنظمة كفر ولا يجوز الاحتكام إليها أبداً، ويجب التبرؤ منها. قال تعالى: ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)).

ثالثاً: إن أميركا والدول الغربية هي دول استعمارية كافرة، لا تعرف الإنسانية، وإنما هي تدعي ذلك وتخدع الناس به لكي تغطي جرائمها ومجازرها ضد شعوب العالم عامة وضد الشعوب الإسلامية خاصة، فالإنسانية وحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية… كلها ألفاظ تستخدمها أميركا والدول الغربية لتجعل من استعمارها للدول أمراً مشروعاً وحقاً من حقوقها.

رابعاً: إن أمة جعلها الله خير أمة أخرجت للناس، يجب عليها أن لا ترضى أن تستعبدها شر أمة في الناس، كما هو حاصل في فلسطين وما حولها. لقد آن الأوان للمسلمين أن يعملوا جاهدين للإطاحة بالأنظمة، ولإسقاط الحكام الخونة الذين يحمون اليهود، ويستبدلوا بهم حاكماً مؤمناً يحكم بكتاب الله وسنة رسوله، ويجمعهم على كلمة الإسلام، يوحد أقطارهم جميعها في دولة الخلافة الراشدة تحت راية: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويقود الجيوش لتحرير فلسطين ولتحرير جميع بلاد المسلمين المغتصبة، ومن ثم لحمل رسالة الإسلام إلى العالم بالدعوة والجهاد، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور بإذن الله.

(أبو بكر)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *