العدد 89 -

السنة الثامنة ربيع الثاني 1415هـ, أيلول 1994م

وزير داخلية فرنسا يحذّر المسلمين من مس القيم العلمانية

في يوم الجمعة 30/09/94 تم افتتاح مسجد مدينة ليون في فرنسا، وهو ثاني أكبر مسجد في فرنسا. يوجد في فرنسا نحو 1270 مسجداً من بينها 909 مساجد صغيرة أقيمت في مختلف المناطق الفرنسية التي يوجد فيها مسلمون. إذ حيث يوجد مجموعة كثيفة من المسلمين يقيمون لهم مسجداً. ويقدر عدد الجمعيات التي تمثل مسلمي فرنسا بنحو 890 جمعية. ويقدر عدد المسلمين في فرنسا بنحو ستة ملايين. وهم أكبر طائفة في فرنسا بعد الكاثوليك.

وقد حضر وزير الداخلية الفرنسي شارل باسكوا حفل الافتتاح، وهو نفسه وزير الأديان الفرنسي أيضاً. وألقى كلمة في الحضور الذين بلغوا حوالي 700 شخصاً، وكانت كلمته عبارة عن تحذير لمسلمي فرسنا من المس بالقيم الفرنسية المبنية على العلمانية. فقال محذراً من أن «تتسرب تأثيرات مناقضة لتقاليدنا وقيمنا ولمفهومنا لحقوق الإنسان والمرأة. وتنامي هذه التأثيرات في صفوف جاليتكم سيؤديان إلى مخاطر رئيسية بالنسبة إليها (الجالية) أولا. وبالنسبة إلى التلاحم الوطني ثانياً. وهذا ما لن نقبل به أو نسمح به».

ومعروف أن باسكوا يسعى إلى عزل مسلمي فرنسا عن أية تأثيرات خارجية من شأنها تهديد ما يسميه «بالسلام الاجتماعي». وشدد على التعامل مع الإسلام كقضية فرنسية. أي أنه أعطى التوجيهات المشددة للمسلمين أن يعتبروا إسلامهم إسلاماً فرنسياً، إسلاماً خاصاً بفرنسا ينسجم مع كل ما فيها من مفاهيم وثقافات وتقاليد، لأنهم صاروا جزءاً من المجتمع الفرنسي وهم لم يعودوا جزءاً من مجتمع آخر خارج الحدود الفرنسية، ولم تعد لهم امتدادات إلى خارج هذه الحدود.

ونحن نعلم أن فرنسا أنشأت بعض المعاهد التي تدّرس الدين الإسلامي لتخريج أئمة ووعاظ وقضاة للمسلمين يفهمون الإسلام فهماً متفقاً مع خصائص المجتمع الفرنسي، وقد تعاونت بعض الدول من البلاد الإسلامية مع الحكومة الفرنسية على ذلك. إن الحكومة الفرنسية وحكومات بعض البلاد الإسلامية يسعون إلى إنتاج «إسلام» خاص يؤمن بفصل الدين عن الدولة أي «العلمانية» ويؤمن بالقيم التي أفرزتها الحضارة الغربية. وبذلك يصلح هؤلاء الوعاظ والأئمة والقضاة ليس للمجتمع الفرنسي وحده بل لجميع المجتمعات الأوروبية وغير الأوروبية حيث تسود الحضارة الغربية. وحكام البلاد الإسلامية يسعون بكل جدية لتعميم هذا النوع من «الإسلام» الذي هو على غرار النصرانية، يقبل بالعلمانية حتى في البلاد الإسلامية.

قال باسكوا في تحذيره أثناء افتتاح مسجد ليون: «إن فرنسا ليست أرضاً للتبشير. وبالأحرى ليست أرضاً للغزو» وقال: «لنعمل جميعاً كي لا يؤدي هيجان البعض إلى إلحاق الضرر بتجانس الجميع» وقال: الإسلام دين تسامح واعتدال واحذروا من أن يتحول إلى التشدد والأصولية. احذروا من أن تغطي شجرة الأصولية غابة الإسلام.

وقال: الفرنسيون فيهم عناصر جاءت من أصل غير فرنسي واندمجت في المجتمع الفرنسي. والمجتمع الفرنسي هو الأقل عنصرية بين الشعوب الأوروبية، ويجب أن نبقى كذلك. والفرنسيون يريدون من كل القادمين من أصل غير فرنسي أن يحترموا الشعب الفرنسي وقيمه وقوانينه وأن يندمجوا فيه. الجالية الإسلامية يجب أن تحرص أن يكون إسلامها إسلاماً فرنسياً .

الهيكل اليهودي مكان المسجد الأقصى في مجلة «العال»

شركة الطيران الإسرائيلية «العال» نشرت على صفحة كاملة بالألوان على غلافها الخلفي صورة لحرم الأقصى مع مدينة القدس. ولا يبدو في الصورة أي أثر للمعالم الإسلامية، بل يبدو مكانها الهيكل اليهودي. وهذا يوضح نوايا اليهود من هدم للأقصى لإقامة هيكلهم مكانه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *