العدد 282 - 283 -

العدد 282 – 283 ، السنة الرابعة والعشرون، رجب وشعبان 1431هـ، الموافق تموز وآب 2010م

جريمة إجراء التجارب الطبية على البشر

جريمة إجراء التجارب الطبية على البشر

 

لا تقدم التقارير الصحفية إلا القليل القليل عما يحدث من انتهاكات تطال المعتقلين في السجون (الإسرائيلية) والعراقية، وذلك عبر استخدام أجساد الأسرى في إجراء تجارب طبية على غرار استخدام الطب في الجامعات ومراكز الأبحاث للحيوانات، ومع ذلك فالصورة مخيفة ومخيفة جداً. ومن المعروف أن هناك «القانون الدولي الإنساني» أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة يتضمن في مادته الـ13 أنه «يجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات… ولا يجوز تعريض أي أسير حرب للتشويه البدني أو التجارب الطبية أو العلمية من أين نوع».

وقد سبق أن عرضت على شاشات التلفاز أبشع صور التشويه الطبي التي يمارسها اليهود بحق أسرى المسلمين وأثارت ضجة عالمية، ولكن أين أصبحت القضية؟ وأين العقاب؟.. فقد طويت الصفحة وكأنها لم تكن، فلا حسيب ولا رقيب بالرغم من أن الموضوع قد تجاوز الغرف الداخلية وبات محل نقاش واعترف به المسؤولون (الإسرائيليون). فقد صرح عضو الكنيست ورئيس لجنة العلوم البرلمانية (الإسرائيلية) أن هناك مئات الأذونات لشركات الأدوية لإجراء تجارب على أدوية ذات طابع يتسم بالخطورة يجري اختبارها على الأسرى الفلسطينيين.

ولا تقل الصورة رعباً عما يجري في المعتقلات الأميركية في العراق، حيث شكل المعتقلون مادة اختبار حيواني لشركات الأدوية الأميركية من دون أية مراعاة للحياة البشرية فتحت حجة “البحث العلمي” كان يتم حقن أسرى سليمي الصحة بحقن سرطانية واختبارات ما يعرف بـ”عقار الهلوسة”.

وأكثر ما ظهرت هذه المأساة في أفريقيا حيث تحولت المختبرات الغربية فيها إلى ما يشبه مختبر الفئران. وقد أشار الصحفي الفرنسي فيليب شيبو في مقال له نشرته جريدة لوموند الفرنسية بعنوان: «أفريقيا حقل تجارب» بالقول: «إن كلفة التجارب في أفريقيا يقل 5 أضعاف عن كلفتها في البلدان المتطورة، أضف إلى ذلك أن ظروف انتشار الأوبئة في أفريقيا هي في أغلب الأحيان مناسبة لإجراء الاختبارات.

واللافت للنظر أن مواطني الولايات المتحدة هم أنفسهم لم ينجوا من هذا؛ حيث يذهب بعض الفقراء منهم بملء إرادتهم لإجراء التجارب عليه من أجل الحصول على المال، وتتصرف شركات الأدوية معه بشكل مشابه لما يجري مع المعتقلين أو مع الأفارقة لجهة الامتناع عن تنبيه هؤلاء على النتائج السلبية والعوارض الخطيرة التي قد تصيبه.

إن ما يجري على صعيد التجارب الطبية يمثل انتهاكاً فاضحاً لحقوق الإنسان حتى الغربي. وإنه لنتيجة طبيعية لتطبيق الرأسمالية التي يظل حصولها على الربح في رأس أولويات شركات الأدوية. فهل هذه الحضارة يجب أن تسود أم يجب أن تباد؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *