العدد 169 -

السنة الخامسة عشرة صفر 1422هـ – أيار 2001م

وانطلقتِ القافلةُ

هيهاتَ هيهاتَ أَنْ يَنْتَابَكِ الكَلَلُ
أنتِ الحقيقةُ فارمِي كلَّ كاذبةٍ
شوقُ الشهادةِ يَعدو حيثُ قافلةٌ
أشبالُ قافلةِ الإسلامِ قدْ زحفُوا
يا واثقَ الخطوةِ ارفعْ هامةً عَرَفَتْ
وأنَّ عزمَ التحدِّي صاغَ مقْدرةً

هيّا اهْزئي مِن دهاليزِ الطغاةِ معي
ومَطلعُ الفجرِ آتٍ لا مردَّ لهُ:
ودَولةُ الحقِّ حتمٌ لا ارتيابَ بهِ
وموعدُ النصرِ دانٍ كيفَ تُوقفُهُ
أَمَا دَرَوْا أنَّ أمْرَ اللّهِ عاجزةٌ
أَمَا رَأَوْا صفحةَ التاريخِ ناصعةً

لا تَهْدَئِي، لا تَذوقي النومَ، لا تَقِفِي
لا تَأبهي لنباحِ الكلبِ وانطلقي
لا تُمهِلي الكفرَ فَلْتُجْتَثَّ رايتُهُ
سِيري على بركاتِ اللّهِ واقتلعي
ومَزِّقي صُحُفَ الكُفّارِ في غضبٍ
لا حُكْمَ بعدُ لطاغوتٍ ولا صنمٍ
آنَ الأوانُ لراياتِ (العُقاب) تُرَى
آنَ الأوانُ لقُرآني الذي سَجَنُوا

ما عدتُ أَرضى حذاءَ الكفرِ يَسْحَقُني
عهداً لأَنْتَقِمَنْ فالعزّةُ انتفضتْ
بغدادُ هادرةٌ، والقدسُ زائرةٌ
جراحُ أندلسٍ كشميرُ تعرِفُها
ما عدتُ أَرضى أسيرَ الخمر يَحْكُمُني.
أمْ يَحْكُمُ الناسَ زانٍ ثُمَّ يَرْجُمُني
أمْ يَعتلي العرشَ سَرّاقٌ يُهَدِّدُني
هذي ضلالاتُ حكّامي: أَأُحْجِيَةٌ ؟

بِاللّهِ، قافلةَ الإسلامِ، لا تَهِني
وتَرْتَدي دَوْلَةُ القرآنِ حُلَّتَها
ويَصْدَحَ الصوتُ في بطحاءِ أندلسٍ:
ويستعيدَ يهودٌ قَدْرَ أَنْفُسِهِمْ
وتستقرَّ أباطيلُ الطغاةِ هنا:
سِيري
لِنُصْرةِ دِينِ اللّهِ واحتسِبي…

 

عزمُ النبوّةِ في مَسراكِ والأَمَلُ
كَرَمْيِ طفلٍ قُصاصاتٍ بها خَطَلُ
تجاهدُ الكفرَ حتى يأتِيَ الأَجَلُ
فوقَ الدماءِ وما في سَيرِهمْ زَلَلُ
أنَّ العقيدةَ منها يُصْنَعُ الرَّجُلُ
ليستْ تُزَلْزَلُ إنْ ما زُلْزِلَ الْجَبَلُ

فصحوةُ الدِّين صقرٌ ليس يُعْتَقَلُ
لا الغيمُ لا الليلُ لا الإرجافُ لا الدَّجَلُ
مهما أَضَلُّوا ومهما أُسْبِلَتْ سُدُلُ
خُزَعْبَلاَتٌ وأضغاثٌ ؟ أَمَا عَقِلُوا ؟
عنه الجيوشُ وإنْ دانتْ لها الدُّوَلُ
وكيف تُشْرِقُ شمسي بعدما أَفَلُوا ؟

بأسُ المجاهِدِ جيّاشٌ ومُتَّصِلُ
حتى يُطِلَّ الضُحى المنشودُ يَحْتَفِلُ
فليس في دينِنا عُزّى ولا هُبَلُ
شوكَ الطريقِ، أَبِيدي الصخرَ، لا مَهَلُ
ولْترفعي سورةَ (الأنفالِ) تَنْتَفِلُ(1)
آنَ الأوانُ لِحُكْمِ اللّهِ يُقْتَبَلُ(2)
في الأُفْقِ شامخةً، تزهو بها الْمُقَلُ
آنَ الأوانُ لإِسلامي الذي خَذَلُوا

يَدوسُ عزّةَ نفسي حيثُ أَنْتَقِلُ
لأُطْعِمَنَّكَ ما قد كنتَ تَنْتَعِلُ
وأرضُ شيشانَ كالبلقانِ تَشْتَعِلُ
تَعْساً لِمَنْ صَمَتُوا، تعساً لمن خَجِلُوا
أيَجلدُ الظهرَ مني ذلك الثَّمِلُ ؟
ويَستحلُّ دمي أنْ لستُ أَمْتَثِلُ ؟
بِقَطْعِ كفّي، ويرجو أنه البَطَلُ ؟
أمْ مَزحةٌ ؟ أمْ سفاهاتٌ بها ثِقَلُ ؟

حتى أَرَى الحقَّ فوقَ العَرْشِ يَعْتَدِلُ
في ساحةِ الحربِ حيثُ الشركُ يَسْتَفِلُ
«اللّهُ أكبرُ، جندُ اللّهِ قدْ وَصَلُوا»
إذْ يُذْبَحُونَ… وإنْ لاذُوا وإنْ رَحَلُوا
تحتَ الترابِ، فدُوسي اليومَ، لا وَجَلُ
هيهاتَ
هيهاتَ أَنْ يَنْتَابَكِ الكَلَلُ q

                                                                                                                       أيمن القادري

ـــــــــــــــــــ

(1) تنتفل: تتبرّأ.  ـ  (2): يُقْتَبَلُ: يُسْتَأْنَف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *