العدد 306-307-308 -

العدد 306-307-308 ، السنة السابعة والعشرون، رجب وشعبان ورمضان 1433هـ

مَذبَحَةُ الحُولَة-قصيدة

مَذبَحَةُ الحُولَة

 

لا أمْلِكُ إلا دَمْعَاتِيْ

لا أمْلِكُ إلا الآهاتِ

لا أمْلِكُ إلا نَبْضَاتٍ

حرّى أُرسِلُها في ذاتي

لا أمْلِكُ إلا أنفاسًا

ألفِظها عِبرَ الزفراتِ

لا أمْلِكُ إلا دَعَواتٍ

أرفعُها في كلِّ صلاةِ

عَفوًا يا وَلَدِيْ، فلِسَاني

يَعْجَزُ عَنْ نُطقِا لكَلِمَاتِ

عُذْراً يا بِنْتِي فَفُؤادِيْ

مِنْ جَزَعٍ يُخفيْ الدَّقَاتِ

يا ويحَ دُمُوْعِيْ قدْ جَمُدَتْ

أعْجَزُ عَنْ ذَرْفِا لعَبَراتِ

يا وَيْلَ عُيوني إذْ شَهِدَتْ

أطفالاً مِثْلَ الزَهْراتِ

قَلَعَتْهُمْ أيْدٍ غاشِمَةٌ

لا تَصْنَعُ إلا الفَاقَاتِ

ذَبحتهُم سِكينُ وضيعٍ

مَسْعورٍ يَهْوَى الظُلُماتِ

مَذبحةٌ ودِماءٌ تجريْ

أشلاءٌ تعْلو الطُرُقاتِ

يَحرقُهمْ أتباَعُ حَقِيرٍ

شَبِّيحَةُ مَشْؤُومٍ عَاتي

تَقتُلُ بِسلاحٍ مَسْلولٍ

يُشْهِرُهُ أتباعُ طُغاةِ

ودِماءٌ نزف تْطاهرةٌ

في الحولةِ واْدْلِبْ، وحماةِ

يا ليتَ عيوني لو سُمِلَتْ

أفديهِمْ منْنورِ حَياتي

حَتى لا أشْهَدَ مجزرةً

تَنْحَرُ أبْنَائِيْ وَبَنَاتي

يا ويحيْ كيفَ تُراوِحُني

صُوَرٌت رسِمُها أنَّاتي

يا ويليْكي فَتُعاتِبُني

نظرات ٌتفضحُ عَوراتي

نظراتُكَ يا وَلَدِي ْخَرَقَتْ

قَلْبِي ْفانفَطَرتْ دَقَّاتي

نظراتٌ تَسْتَعْطِفُ وَحْشًا

لا يُشْبِهُ وَحْشَ الغَاباتِ

تَبْحَثُ عنْ مأوىً وملاذٍ

مِنْ سَطوةِ أبْنَاءِ زُناةِ

رَاغَتْ تَستَجْدِيْ وَتُنادِيْ

لمتَلْقَ مُجِيْباً بِفَلاةِ

تُصْدِرُ مِنْكُل ِّجَوانِحِهَا

ألماً يَعْتَصِرُ جَمادَاتِ

وَحَنِيْنٌ مِنْأُمٍّ فُجِعَتْ

بِبَنِيْها تُخفيْ الدَّمْعَاتِ

وَتَقولُ دَمُاْ بنِي ْيَشفَعُلِيْ

حَيٌ يُرزَقُ فيْ الجناتِ

إيمانٌ وَثباتٌ يُحييْ

في النفسِ شُمُوْخَ الحُرَّاتِ

نظراتُكَ فَضَحتْ أقَوامًا

سَكتوا كَسُكُوتِ الأمواتِ

جاؤ والِيَ كُونوا شُهَدَاءً

فَاسْألْ مَسؤولَ البَعْثاتِ

عَن ْقَتْلى تَدْمُرَ أو دَرْعا

زُوراً كتبوا في النَشَراتِ

أَحْصَوا قتلانا وانصَرفوا

بِضيافةِ سفاحِ حماةِ

شهداء ُالزورِ من العَرَبِ

مِنْفَارِ سَأعو انُبُغاةِ

والغربُ تآمرَ مُنتَظراً

والأمَّةُ غَطَّت ْبِسُبَاتِ

والشرقُ يُسانِدُ مُفتَخِراً

وَيلٌ للظالمِ مِنْآتِ

يا ظُلْمُ سَيَمْحُوْكَ عُقابٌ

حَلَّقَ فيْ كُلِّ السَّاحَاتِ

فِيْ حِمْصَ وَدُومَا وأريحا

وَالشَّعبُ يُناديْ بثباتِ

ثورتُنا للهِ صَنَعْنَا

وَسَنَبْلُغُ أسْمَىْ الغَايَاتِ

لِنُقيمَ العدلَ ونَرفعَهُ

إسلاماً يُعليْ الراياتِ

يا شامَ الأحرارِ سلامٌ

شُهَداؤُكِ رَفَعُوا الهَامَاتِ

وَدِمَاءُ الأطفالِ منارٌ

جَمَر اتٌتُ لهبُ جَمْراتِ

تُشعِلُ آمالا تُنقِذُنا

وَوَقودٌ يُذْكِيْ الثَّوْراتِ

تُنْبِتُ للعِزَّةِ أجْنِحَةً

لِنُحَلِّقَ فوقَ الغَيْمَاتِ

يا أهلَ الحُوْلَةِ قتلاكُمْ

أحْياءٌ بينَ الأمْواتِ

مِنْ نورِ اللهِ لهم ْنورٌ

وَطيورٌ سَكنوا الجنَّاتِ

صَبْراً أُمَّاهُ فإنَّ لَنَا

رَبًّا سَيُجيبُ الدَّعَواتِ

إنَّ المظلومَ لهُ حقٌّ

مِنْ فَوقِ السَّبعِ سماواتِ

كتبَها سيفُ الحقّ  01.06.2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *