العدد 306-307-308 -

العدد 306-307-308 ، السنة السابعة والعشرون، رجب وشعبان ورمضان 1433هـ

المفهوم الصحيح للدولة الإسلامية ورعاية الشؤون

المفهوم الصحيح للدولة الإسلامية ورعاية الشؤون

 

أمانة – رام الله

 إن نشوء الأمم يتعلق دائماً بوجود المبدأ الذي آمنت به وحملته أية أمة من الأمم، والأمة المشار إليها تلك المجموعة من الناس التي توحدت على نفس الأفكار والمفاهيم والمشاعر، بمعنى آخر حملت نفس العقيدة ونفس المبدأ، وإن اختلفت أعراقها وبلدانها ولغاتها.

 

فالأمة الإسلامية هي تلك المجموعة من الناس الذين آمنوا بمبدأ الإسلام، وتوحدت آمالهم ومشاعرهم وعلاقاتهم ونظام حياتهم عليه، وإن اختلفوا في بلدانهم وأعراقهم وألوانهم. قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ). وقال تعالى في وصف المسلمين كأمة: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا). وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ». رواه مسلم، وفي رواية: «لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ» رواه مسلم. ويصف الرسول صلى الله عليه وسلم: المؤمنين أنهم «أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ دُونِ النَّاسِ». سيرة ابن هشام. إذاً، فالأمة الواحدة هي من تعتنق نفس المبدأ .

والمبدأ يشتمل على العقيدة العقلية التي ينبثق عنها النظام. فالمبدأ الإسلامي يشتمل على العقيدة الإسلامية بما فيها من إيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وما يتعلق بها من أفكار ومفاهيم عن الحياة وعما قبل الحياة وعما بعدها وهو اليوم الآخر وما فيه من أهوال، وكذلك يشتمل على النظام وهو مجموعة الأحكام الشرعية التي تعالج مشاكل حياة الإنسان وتنظم علاقاتهم بمجالاتها الثلاثة، مع الخالق ومع أنفسهم ومع غيرهم، بالإضافة إلى الأحكام الشرعية التي تبيِّن لنا كيفية تطبيق هذه الأحكام وكيفية المحافظة عليها، وكيفية نشرها .

فالإسلام إذاً مبدأ شامل يشتمل على العقيدة والنظام، ولكن حتى يكون موجوداً مطبقاً ومؤثراً في معترك الحياة لا بد أن تحمله أمة وتتوحد عليه؛ لأن المبدأ بالمعنى الصحيح (مثل مبدأ الإسلام) إذا حملته الأمة بإيمان صحيح واعتقاد صادق مع الفهم الصحيح والعميق له، لا بد أن تعمل على إيجاده في معترك حياتها وتتخذه قيادة فكرية لها وللعالم أجمع، وهذا لا يتم ولا يتحقق إلا عن طريق إيجاد دولة تعمل على حكم هذه الأمة وقيادتها بهذا المبدأ. وبما أن المبدأ الإسلامي يشتمل على العقيدة والنظام، فمعنى ذلك وجود النظام أي وجود دولة، أي وجود كيان تنفيذي يعمل على حكم الأمة صاحبة المبدأ أي الأمة الإسلامية بالإسلام.

فما هو المفهوم الصحيح للدولة؟ وما هو المفهوم الصحيح للحكم ورعاية الشؤون؟

أولاً: المفهوم الصحيح للدولة:

  الدولة أية دولة هي كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقبلتها مجموعة من الناس، أي أمة من الأمم؛ لأن الدولة تنشأ بنشوء أفكار جديدة آمنت بها مجموعة من الناس ثم تحولت هذه الأفكار إلى مفاهيم وأثرت على سلوكها؛ لأن تحولها إلى مفاهيم يعني أنها أدركتها وآمنت بها وصدقتها وأثرت على سلوكها، وبذلك أصبحت أمة واحدة عملت على إيجاد هذا الكيان، وهو الدولة، الذي يحكمها على أساس هذه الأفكار. ولكن كون هذه الدولة قوية ومتينة يرجع إلى الأساس الذي قامت عليه، أي على هذه الأفكار.

فإن كانت تقوم  على أساس فكر أساسي وهو العقيدة العقلية التي انبثق عنها النظام والحلول لجميع مشاكل الحياة، كانت دولة قوية الأركان حيث العقيدة العقلية تشكل الرابطة القوية لهذه الأمة صاحبة المبدأ.

أما إن كان الأساس فكراً فرعياً مثل فكرة الوطنية أو القومية، تكون غير متينة البنيان ويسهل القضاء عليها لأنها لا تشكل رابطة قوية صحيحة ودائمة لأنها عاطفية مؤقتة منحطة حيث إنها رجع غريزي، ولأنها لا تعالج جميع مشاكل الحياة.

والدولة الإسلامية هي كيان تنفيذي لما تحمله الأمة الإسلامية من مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقبلتها وآمنت بها، أي العقيدة الإسلامية وما انبثق عنها من أفكار ومفاهيم ومقاييس وأنظمة للحياة، وبذلك شكلت العقيدة الإسلامية الأساس الفكري للدولة، والقيادة الفكرية التي تقود الأمة الإسلامية والأمم الأخرى على أساسها، وتشكل الرابطة الصحيحة والقوية التي توحدت الأمة على أساسها بالرغم من اختلاف الأعراق واللغات والألوان والبلدان… الخ.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «رَأْسُ الأَمْرِ الْإِسْلَامُ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ» الترمذي. والأمر أي الحكم. وفي الحديث أيضاً: «وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ» أي لا ننازع على الحكم من هم أهل له وبويعوا عليه. وهذا معنى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((يا معشر العرب أعزكم الله بالإسلام، فمهما التمستم العزة بغير الإسلام أذلكم الله)). أي أعزكم بعد أن اعتنقتم الإسلام وتوحدتم كأمة على أساسه، وكانت قيادتكم وحكمكم به.

والدولة الإسلامية هي الخلافة الإسلامية وهي الإمامة. وحتى لا تتوانى ولا تقصر الأمة بإيجادها والمحافظة عليها وبالتالي إيجاد الإسلام في معترك الحياة والحكم به، جعل إيجادها فرض كفاية على الأمة بنص الكتاب والسنة وإجماع الصحابة.

فقد ترتب على من قبلوا الحكم بغير ما أنزل الله أي بغير الإسلام، أي أن يكون لهم دولة تحكمهم بغير الإسلام مثل الدول الحالية، أن يوصفوا بالكفر مرة وبالظلم مرة وبالفسق مرة أخرى. قال تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)). وفي آية أخرى: (فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)). وآية أخرى: (فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)).

وكذلك أمر الله سبحانه وتعالى بوجوب طاعته وطاعة الرسول وأولي الأمر وهم الحكام والخلفاء الذين بويعوا على أن يحكموا الناس بالإسلام، قال تعالى: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ). فلولا فرضية إيجاد خليفة يحكم بما أمر الله ما أمرنا بطاعتهم. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً». رواه مسلِم. أي مات آثماً إثماً عظيماً، والمقصود بالبيعة هنا بيعة الخليفة. بالإضافة إلى الأدلة الأخرى التي نستطيع الرجوع إليها في مضامينها من كتب الحديث والسيرة.

ومما يتعلق بالمفهوم الصحيح عن الدولة الإسلامية أن الأمة الإسلامية أمة واحدة من دون الناس، ومن دواعي وحدتها أن تحكمها دولة واحدة هي الدولة الإسلامية. فالخلافة واحدة ولا يجوز للمسلمين أن يكون لهم أكثر من دولة أو خليفة، بل خليفة واحد ودولة واحدة وراية واحدة ونظام واحد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا» رواه مسلم. حتى لا تتفرق كلمة الأمة، مع أن القتل من أعظم الجرائم في الإسلام، إلا أن الإسلام أمر بقتل الخليفة  الذي ينازع الأمر أهله. وقال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)) فالله وحَّد بين الناس بالإسلام، وحبل الله هو الإسلام؛ ولكن لا تكتمل هذه الوحدة إلا إذا شكل الإسلام الرابطة بين المسلمين والقيادة الفكرية لهم وعندما يوضع موضع التطبيق باعتناق الأمة للإسلام وحكمهم به عن طريق الدولة الإسلامية.

ثانياً: المفهوم الصحيح لرعاية الشؤون:

أما بالنسبة للمفهوم الصحيح لرعاية الشؤون وهو الحكم، فإن الدولة إنما تنشأ لحكم الناس، ورعاية شؤونهم على أساس المبدأ الذي تعتنقه هذه الأمة أي حكمهم وسياستهم، فساس يسوس أي يرعاهم ويدبر شؤونهم ويقودهم بما يصلح أحوالهم في الداخل والخارج.

وبما أن الأمة الإسلامية أمة مبدئية، أي لها مبدأ عريق هو مبدأ الإسلام، فإن المبدأ بالنسبة للأمة يشكل أساس حياتها وقيادتها وأساس مفاهيمها عن الحياة وعن السعادة، وأساس مقاييسها، وتنبثق عنه المثل العليا التي تريد تحقيقها من خلال اعتناقها للمبدأ.

وقد حدد الإسلام كمبدأ المثل العليا أو الأهداف العليا التي يجب أن تتحقق في المجتمع حتى يكون المجتمع الإسلامي مجتمعاً متماسكاً، وحتى تكون الأمة حية تتحقق لها الطمأنينة والسعادة في الدارين وأيضاً العزة والسيادة. وهذه الأهداف هي حفظ النفس والدين والعرض والعقل والنوع، بالإضافة إلى الشعور بالكرامة والعزة والأمن.

فرعاية الشؤون بالمفهوم الصحيح يعني: حكم الناس وسياستهم بما يضمن تحقق هذه الأهداف في المجتمع الإسلامي، وذلك لا يكون إلا بوجود حاكم من جنس الأمة ومن جنس عقيدتها، ويحمل نفس الأفكار والمفاهيم والمشاعر الإسلامية، أي الخليفة يكون بمثابة الأب لكل الأمة كأفراد وجماعات، يحرص على أمنهم وكرامتهم وحقن دمائهم ومقدراتهم وأعراضهم ودينهم ووحدة دولتهم وأمتهم وأرضهم، قال رسول الله رضي الله عنه: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُتَّقَى بِهِ وَيُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ» رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ» متفق عليه، فبدأ بالإمام لأنه أساس وأصل الحكم والرعاية.

وعندما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأقام الدولة الإسلامية ونزل ضيفاً على أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه وكان بيته عبارة عن طبقتين، وقد أراد أبو أيوب الأنصاري أن يقيم في الأعلى حتى لا يزعجه ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أبى إلا أن يقيم في الأسفل حتى يسهل على الناس الرجوع إليه. وعندما اختار الله له الأرض التي سيقيم عليها المسجد وبيوته، وعلم أنها لغلامين يتيمين وقد أرادا أن يهباها للرسول صلى الله عليه وسلم، فأبى إلا أن يدفع لهما الثمن.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا تعرضت المدينة لخطر يهدد أمن المسلمين وأموالهم، يقف في مقدمة الصفوف كما وصفه علي بن أبي طالب حيث قال يصف الرسول: ((إنه ليكون في مقدمة الصفوف وإن كنا لنحتمي به)).

وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده وخاصة الخلفاء الراشدين، تدل على المفهوم الصحيح لسياسة الرعية ورعاية شؤونهم.

فهذا الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق صلى الله عليه وسلم أصر على القضاء على المرتدين لحفظ الدين ونشر الإسلام والقضاء على فتنتهم بالرغم من معارضة بعض الصحابة في البداية، ولم يتوانَ عن تسيير بعث أسامة مع أن القضاء على المرتدين هو الأولى، ومع ذلك قام بالأمرين معاً لفهمه الصحيح لرعاية الشؤون حيث حمى ثغور الدولة من جهة الروم، وهيأ الأجواء لنشر الإسلام واتساع الدولة.

ومما جاء في خطبته: ((أيها الناس إني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حق فأطيعوني، وإن رأيتموني على باطل فقوموني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم، القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، والضعيف قوي عندي حتى آخذ الحق له)).

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول للمسلمين بصفته حاكمهم وولي أمرهم: «أنا أبو العيال»، أي من لم يكن له من يتولّى أمره فإن الدولة هي من تدير شؤونه. ورفض أبو بكر أن يكون له رزق من بيت المال في بداية خلافته، وكان يعمل بيده من أجل قوت عياله حتى ألح عليه الصحابة من أجل أن يتفرغ للحكم، فأخذ ما يكفي حاجته وحاجة عياله.

والمتتبع لسيرة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجد كيف زهد بالدنيا وأحسن تدبير شؤون رعيته حتى تكدست الأموال في بيت المال فبحثوا عمن يستحقها فلم يجدوا.

وكذلك بالنسبة للخليفة عمر بن عبد العزيز فقد روي أن الأموال وضعت على رؤوس الجبال ليجدوا من يأخذها.

ونذكر الخليفة المعتصم عندما استجارت به امرأة جهز جيشاً عظيماً لينقذ هذه المرأة ويحفظ كرامتها ويصون عرضها وكانت النتيجة فتح عمورية.

وهذا صلاح الدين الأيوبي لم يهدأ له بال حتى وحَّد المسلمين وطهَّر البلاد والعباد من الصليبيين ورجسهم، وأعاد الاعتبار للأمة.

وكذلك  المماليك بقيادة السلطان قطز لم يهدأ لهم بال حتى طهَّروا بلاد المسلمين من المغول.

وهذا السلطان العثماني عبد الحميد الثاني –رحمه الله– وقد كانت الدولة الإسلامية تعاني من أزمة مالية، وقد عرض عليه الإنجليز واليهود ما يشاء من أموال مقابل أن يتنازل لهم عن أرض فلسطين المباركة، فكان جوابه: “إن عمل المبضع بجسدي لأهون علي من أن أتنازل عن شبر من أرض فلسطين، فليذهب اليهود بملايينهم وإن مزقت دولة الخلافة ذات يوم فسيكون بمقدورهم أن يأخذوها دون مقابل”.

هكذا يكون الخليفة العادل الذي يدرك المفهوم الصحيح لرعاية الشؤون بالإسلام.

وأبلغ فهم لرعاية الشؤون هو مقارنة تاريخ المسلمين مع أحوالهم بالوقت الحاضر، بعد أن مزقت الدولة الإسلامية، وحل محلها ما يسمى بالدول العربية (بالإضافة إلى الدول الإسلامية اسماً)، كيف أفسدوا على الناس حياتهم، فنشروا الإباحية والفوضى وضيَّعوا ثقافة الأمة ولم يحفظوا لها كرامة ولا هيبة، ولم يعد لها سيادة، وأضاعوا ثروتها وبددوا مقدراتها، فانتشر الفقر والجهل والفساد، بالإضافة إلى نشر الفرقة وتمزيق البلاد وجعلها رهناً للاستعمار مثل فلسطين والعراق وأفغانستان، فانتهبت الأموال وانتهكت الأعراض، ونحن ما نزال نعيش هذا الواقع المرير، ونلمس الكثير من سوء رعاية الشؤون.

خلاصة الأمر:

1- على الأمة أن تعود إلى رشدها وإلى دينها وتقف إلى جانب المخلصين الذين يعملون لإقامة الدولة الإسلامية التي بشر بها الرسول صلى الله عليه وسلم.

2- على الأمة أن تعي المفهوم الصحيح لرعاية الشؤون حتى تعلم حقوقها وواجباتها فتقف موقف المحاسب لولاة الأمر إذا ما أساؤوا رعاية  شؤونها.

3- إن فلسطين ضاعت عندما سقطت الخلافة، ومزقت الدولة الإسلامية إلى أشلاء، وإن الحل الصحيح والجذري لقضية فلسطين وغيرها من قضايا المسلمين هو بيد الأمة الإسلامية وذلك بأن تعيد إقامة الدولة الإسلامية التي يكون من أولويات أعمالها تسيير الجيوش الإسلامية لتحرير فلسطين وكافة بلاد المسلمين وإعادتها إلى حظيرة الدولة الإسلامية. وعلى الله قصد السبيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *