العدد 84 -

السنة السابعة ذو القعدة 1414هـ, نيسان 1994م

في مذبحة الحرم الإبراهيمي

عبد الحليم العجيمي

في يوم المذبحة الجمعة 15 رمضان 1414هـ، 25 شباط 1994

هذي الدِّماءُ النازفاتُ دمائي
.

 

بيدي كتبت مَذَلَّتي وشَقائِي
.

وقُعودُ أَهلي عَنْ مراتبِ عِزَّهم
.

 

قَد أَطمعَ الطّاغِينَ في إيذائي
.

يا أيُّها الشُّهَداءُ إنَّ دِماءكُمْ
.

 

نَارٌ تُؤَجِّجُ باللّظى أحشائي
.

أبكي دَماً يا إخْوَتي، وَأُعيذُكُمْ
.

 

من دمع ذُليِّ أَوْ نَشيجِ بكائي
.

فَلَقَدْ مَضيتُمْ بالمكارِمْ كُلِّها
.

 

وَبَنو أَبيكم في أَذَلِّ كِساء
.

نَحيا كَأغْنامِ الفلاةِ، مُعَدَّةً
.

 

لِلْذَّبْحِ، قَيْدَ موائد اللُّؤَماءِ
.

يا أيُّها الشهَداءُ، معذرةً لَكُمْ
.

 

فَلَقَدْ مَزَجْت مدامعي برثائي
.

قَسَماً لَكُمْ باللهِ، سَوْفَ نثيرُها
.

 

ناراً على الطّاغِين والزُّعَماءِ
.

ودِماؤكم لا، لَنْ تَضيعَ وأنّها
.

 

لشَبابنا، كالنّور في الظَّلْماء
.

 

* * *

 

يا غِزّةَ الإسلامِ هَيّا زَمجري
.

 

فبنو نضيرٍ أوْلغوا بِدمائي
.

وَرُعاتُنا الأَنْذالُ كانوا مِخْلباً
.

 

لِلكُفْر، يَبطِشُ بطْشَةَ الأعداءِ
.

نصَبوا على الوطنِ السَليبِ مناحَةً
.

 

وهمَ الذين شرَوْهُ لِلدّحلاءِ
.

لا تَخْدَعَنَّكُمُ دموعُ عُيونِهِمْ
.

 

فَأَقَلُّهُمْ كالحيَّةِ الرَّقْطاءِ
.

 

* * *

 

رَكَعوا لِيَسْتَجْدوا السِّلامَ أذِلَّةً
.

 

لا فَرَقَ بَيْنَ حكومةٍ وَفِدائي
.

زُرِعوا لِهذا اليومِ، قادَةَ أُمَّةٍ
.

 

لِلْمَوْتِ جَرُّوها وللأرزاءِ
.

وَتَرَبّعوا فوق العُروُش، وَمَآلهُمْ
.

 

إلا الخَنا مِنْ هذِهِ الأَسْماءِ
.

 

* * *

 

يا أُمَّةَ الإسْلاَمِ هَيّا جَدّدي
.

 

فَتْحَ الفُتوحِ بِعِزَّةً وَإباءِ
.

رُدّي الخِلاَفَةَ، والجيوشُ تَحُفُّها
.

 

بالنّصْرِ نُحْيي سِيرَةً الآباءِ
.

يا بدرُ عودي، فالرجالُ تعاهدوا
.

 

أنْ يَبعثوا التاريخَ في الأَبْناءِ
.

يا خالدَ اليرموكِ، مالكَ نائماً؟
.

 

هذه الجيوشُ تَأَهَّبَتْ لِلِقاءِ
.

يا سَعْدُ، قُمْ للقادسيةِ مَرّةً
.

 

أُخرى، فَرُسْتُمُ عادَ لَلْهَيْجاءِ
.

تَكَلَتْكَ يا هارونُ أُمُّكَ إنْ نجا
.

 

نِكفورُ دونَ هزيمةٍ نَكّراءِ
.

اللهُ أَكْبَرُ أينَ راحَ فوارسي؟
.

 

حتى يُرى رابينَ في الأَحْياءِ
.

هَزُلَتْ وَرَبِّ الكَوْنِ، نَسْمَعُ نَأمةً
.

 

ليهود، ذا كَذِبٌ بِكُلِّ جَلاءِ
.

 

* * *

 

يا جُنْدنا الأَبطالُ هذا دَوْرُكُم
.

 

فَلََنا بَقادَتِكُمْ كَبيرُ رَجاءِ
.

طالَتْ مَآسينا، وما مِنْ مُنْقِذٍ
.

 

يُرْجَى، فَأَينَ قِيادةُ الشُّرفاءِ
.

أَعْراضُنا هُتكَتْ بِهِرْسِكَ بينما
.

 

صَبّوا على لبنانَ جامَ بلاءِ
.

لَمْ يَأبَهوا بِكُمْ، كَأَنّ وُجودَكُمْ
.

 

عَدَمٌ، فيا لَلْقَادَةِ النّجَبَاءِ
.

رُدّوا عَلَبْهِمْ كَيْدَهُمْ يَصواعِق
.

 

تُنْسِي اليهود سَفاهَةَ الخُيَلاَءِ
.

 

* * *

 

اللهُ أكْبرُ يا حُماةَ مَرابعي
.

 

هذه سَبيلُكُمُ إلى العَليْاءِ
.

خَلَفُ القُرودِ بَغَوْا، فَأَيْنَ جِلادُكُمْ
.

 

كَي تُرْجِعوا لِلِقِدْسِ كُلَّ بَهاءِ
.

إنَّ الخلافةَ قَدْ أَظَلَّ زمانُهَا
.

 

فَلْتُسْهموا قس مَجْدِها البَنّاءِ
.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *