العدد 84 -

السنة السابعة ذو القعدة 1414هـ, نيسان 1994م

نظام دولي فاجر يجب هدمه على رؤوسهم

جانب من التظاهرة التي قامت في ساراييفوا تنديداً بالجرائم الصربية

وتقاعس الأمم المتحدة (اب) 18/04/94

كان مجلس الأمن الدولي قرر إيجاد مناطق محمية في البوسنة ـ الهرسك، ومن هذه المناطق مدينة غوراجدا والقرى المحيطة بها. وتم نزع أسلحة أهل هذه المنطقة وإبعاد الأسلحة الصربية عنها. وتم وضع مراقبين تابعين للأمم المتحدة. وأُعطِيتْ الصلاحية للأمم المتحدة بإصدار الأوامر العسكرية للقوات الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي لتضرب الطرف الذي يعتدي على المناطق المحمية. وقالت دول الغرب:  مبرر بعد الآن لمطالبة مسلمي البوسنة ـ الهرسك بالسلاح للدفاع عن أنفسهم، ما دام سلاح حلف الأطلسي تكفل رسمياً بحمايتهم.

وظن سكان هذه المحميات المساكين أنهم صاروا في أمان!

وصار الصرب يحشدون القوات ويجلبون الأسلحة الثقيلة من دبابات وراجمات ومدفعية واجتاحوا قرى غوراجدا ودمروها وقتلوا من طالته أيديهم وفرّ الباقون إلى المدينة. وحاصروا المدينة وأمطروها بوابل النيران أمام دهشة العالم! أين الحماية؟ أين الأمم المتحدة؟ أين قوات الأطلسي؟ أين الضمانات والعهود؟ أين النظام الدولي والشرعية وحقوق الإنسان؟ لم يجف بعد حبر التعهد بالحماية!

وقد بثت إذاعة سراييفو النبأ كالتالي: «الصرب يقتلون ويبيدون سكان غوراجدا. إنها نهاية هذه المدينة الباسلة ومأساة للبشرية جمعاء لأن المجتمع الدولي لم يسمح لسكانها بالدفاع عن أنفسهم. هذه هي الوصية الأخيرة التي يقدمها سكان غوراجدا إلى الرئيس الأميركي بيل كلينتون والأمين للأمم المتحدة بطرس غالي وممثله ياسوشي أكاشي الذين يجب عليه أن يخجلوا لأنهم مذنبون في كارثة غوراجدا».

وبعث رئيس البوسنة علي عزّت بيكوفيتش رسالة إلى بطرس غالي جاء فيها: «… منذ عشرين يوماً والصرب يشنون هجوماً وحشياً عليها وأنتم مستمرون في لعبة… والمناطق الآمنة أصبحت الأقل أمناً على هذا الكوكب. إن المنظمة التي تقفون أنتم على رأسها أعلنت غوراجدا منطقة محمية، وجاء ذلك بالقرارين: (824) و(836) وأنت والموظفون العاملون معك في الأمم المتحدة لم تستخدموا صلاحياتكم لحماية شعبنا وصيانة سمعتكم. السيد الأمين العام، إن شعبي يعتبركم مسؤولاً عن كل ما حدث، هذا الشعب الذي يدفع الآن بدمائه ثمن ما فعلتموه، ولذلك فإن أقل ما يمكن أن تفعلوه الآن هو أن تقدموا استقالاتكم بعدما خذلتم مواطني غوراجدا».

بعض مسؤولي الأمم المتحدة قالوا بأنهم لم يطلبوا تدخل قوات الأطلسي لأن السماء لم تكن صافية من أجل الطلعات الجوية.

كلينتون برر عدم تدخل الأمم المتحدة وقوات الأطلسي ضد الصرب بأنه لتفادي «توسيع رقعة الحرب» في البوسنة. وقال كلينتون: «نحن نستجيب حين تطلب الأمم المتحدة دعماً جوياً، بسبب وجود قواتها في خطر». وأشار إلى أن غوراجدا ليست سراييفوا، واصفاً العاصمة البوسنية بأنها «وضع خاص».

أي أن الدعم الجوي يكون إذا تعرضت قوات الأمم المتحدة للخطر، أما إذا تعرض السكان المسلمون للخطر والفناء فهذا ليس مهماً. وقد حصلت صفقة بين الأمم المتحدة والصرب على أن يطلق الصرب عناصر الأمم المتحدة الذين كانوا محتجزين عند الصرب مقابل عدم ممارسة الأمم المتحدة القصف الجوي.

إن الذين يتسلمون قيادة العالم الآن، ويتشدقون بالشرعية الدولية، والنظام الدولي الجديد ويتربعون على رأس الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول الكبرى كلهم كذابون مخادعون، وكل يوم يتكشف مزيد من جرائمهم. وقد آن لعقلاء العالم أن يهدموا هذا النظام الدولي الوحشي الجائر على رؤوس الكفرة الفجرة. وقد قيل: أما جولة الباطل فإلي ساعة، وأما جولة الحق فإلى قيام الساعة.

{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *