العدد 358 -

السنة الواحدة و الثلاثين العدد 358 ذو القعده 1437هـ ، آب 2016م

أيمن الظواهري: الإخوان المسلمون يجترون خطيئة التحالف السياسي مع الأنظمة الحاكمة الفاسدة

أيمن الظواهري: الإخوان المسلمون يجترون خطيئة التحالف السياسي مع الأنظمة الحاكمة الفاسدة

 

شن زعيم تنظيم «القاعدة»، الدكتور أيمن الظواهري، هجومًا مركزًا على جماعة «الإخوان المسلمين»، بدءًا بمؤسسها الراحل، الشيخ حسن البنا، في شريط فيديو مسجل، بثته مؤسسة «السحاب للإنتاج الإعلامي» التابعة للتنظيم.

ولفت زعيم تنظيم «القاعدة»، في الشريط المصور، والذي امتد لقرابة 12 دقيقة، إلى مغالطات تنظيم الإخوان منذ تأسيسه على يد الشيخ حسن البنا بقوله: «فهو بدأ حركته بتأييد الملك فؤاد، الذي كان حاكمًا فاسدًا يحكم بموجب دستور علماني، وكان الملك أداة في يد الإنكليز، وجاء بعده فاروق، الذي بالغ البنا في تأييده، وأعلن مبايعة الإخوان له، وفاروق لم يكن ليقبل بهذه البيعة، وإن سرّ بها، فهو ملك يحكم بدستور علماني يخضع لسلطة الإنكليز».

وأضاف الظواهري: «تراجع حسن البنا عن أفكاره تلك، وكتب مقالة قبل وفاته بـ 8 أشهر أقرَّ فيها بأن ما في الدستور والقانون في مصر لا يجعل مصر دولة إسلامية». لكن الظواهري عاد لينبِّـه مرة أخرى أن جماعة الإخوان كررت أخطاء البنا ذاتها مرة بعد أخرى معتبرًا أن الجماعة تخلت عن «معركة المصحف»، معددًا تحالفاتهم مع السلطة السياسية في مصر، خلال العقود التي تلت اغتيال حسن البنا. وقال في هذا السياق: «تحالفوا مع عبد الناصر ضده (الملك فاروق)، ثم انقلب عليهم الأخير، وكان من قضاته أنور السادات الذي حكم بالإعدام على فقيه الجماعة المستشار عبد القادر عودة ورفاقه، ثم تحالفوا مع السادات، فأفسح لهم حرية الحركة، ثم تحالفوا مع مبارك، قاتل كمال السنانيري (أحد قيادات الإخوان)، وساروا في مظاهرة النفاق من مجلس الشعب إلى القصر الجمهوري، ليبايعوه لمدة ثانية، وتمتعوا معه بقدر من الحرية في صفقة سيئة لتنفيس غضب الشباب، ثم انقلبوا عليه، واصطفوا إلى جانب البرادعي، مبعوث العناية الأميركية، وتحالفوا مع المجلس العسكري عندما قامت الثورة”.

ووصف الظواهري محـمد مرسي بأنه «رئيس علماني لدولة علمانية»، منتقدًا تبني جماعة الإخوان المسلمين للدولة الوطنية. وتابع: «مرسي في التوصيف الشرعي حاكم علماني لدولة علمانية، يشبه مبارك، ويقر مثله بالشرعية الدولية واتفاقيات الاستسلام مع (إسرائيل)، والشراكة مع أميركا، ولا يختلف عنه سوى بأنه التزم بالديمقراطية أكثر منه، وأفسح المجال أمام رموز التيار الجهادي». ويتزامن هجوم الظواهري على جماعة «الإخوان المسلمين»، مع الذكرى الثالثة لمجزرة رابعة العدوية، والتي أوقعت مئات القتلى والجرحى من المصريين الرافضين للانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، على الرئيس السابق، محـمد مرسي.

الوعي: إن الحصاد المر للتحالفات السياسية لجماعة الإخوان مع الأنظمة الفاسدة الظالمة العميلة الحاكمة في البلاد الإسلامية أمر مدرك بالحس، بل لقد دفع الإخوان أنفسهم ثمنًا باهظًا لهذه الخطيئة مرة تلو أخرى. العجيب أنهم يصرون على الاستمرار بهذه المسيرة الآثمة، رغم عواقبها الوخيمة ومخالفتها الصريحة لنصوص الشرع. يقول الله تبارك وتعالى: وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *