العدد 350 -

السنة الثلاثون ربيع الأول 1437هـ – كانون الثاني 2016م

الأقصى بحاجة إلى جيوش تحرره، لا إلى كاميرات تراقبه!!

بسم الله الرحمن الرحيم

الأقصى بحاجة إلى جيوش تحرره، لا إلى كاميرات تراقبه!!

حمد طبيب – بيت المقدس

أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية – التي تدَّعي مسؤوليتها عن إدارة المسجد الأقصى في القدس المغتصبة يوم الاثنين 26-10-2015م: «إن شرطة الاحتلال الإسرائيلية منعتها من نصب كاميرات هناك، وذلك بعد إعلان خطة لوضع كاميرات مراقبة في الموقع الحساس والذي شكل شرارة انقدحت منها انطلاقة الأقصى».  وقال عزام الخطيب مدير عام دائرة الأوقاف، في بيان صحفي: «إن طواقم الأوقاف كانت تعمل على نصب كاميرات في المسجد، إلا أن شرطة الاحتلال تدخلت مباشرة، وأوقفت العمل والعمال»
وقال الشيخ الخطيب في حديث لوكالة فرانس برس: «أنا أنفذ تعليمات الديوان الملكي الأردني، ونحن قمنا بتركيب كاميرات، ونريد أن تكون الكاميرات واضحة ومفتوحة لكل العالم؛ ليرى الجميع في أي مكان في العالم ماذا يحدث في المسجد الأقصى على غرار ما يحدث في الحرم الشريف في مكة». وبحسب الخطيب فإنه «عندما بدأنا بالتركيب صباح اليوم، جاءت شرطة الاحتلال، وأوقفت العمل، وقالت إنه ممنوع». وأضاف: «نحن داخل مساحات المسجد الأقصى، ولا يوجد حق لأي أحد بهذا التصرف غير دائرة الأوقاف».

والسؤال الذي نسأله لهؤلاء وهؤلاء ممن يريدون إخفاء الحقائق، وتضليل المسلمين في العالم عما جرى ويجري في الأقصى: ألا يكفي ما جرى ويجري لإثبات فساد اليهود وجرمهم بحق الأقصى، وحرمة الأقصى، وحرمة أهل الأقصى من المسلمين؟!… ألا يكفي احتلال واغتصاب الأقصى من قِبل أشد الناس عداوة لأمة الإسلام؛ منذ ما يزيد عن أربعين عاماً، ومليار ونصف المليار من المسلمين يسمعون ويشاهدون ويقرؤون عما يجري لهذا المسجد العظيم الجليل؟!… ألا تكفي المشاهد اليومية التي تنقلها كل وسائل الصحافة والإعلام؛ بما فيها صحافة وإعلام اليهود لإثبات تدنيس الأقصى من قِبل المستوطنين المغتصِبين الحاقدين على الأقصى وأهله؟!…ألا يكفي ما جرى من حرق وتدمير لمنبر صلاح الدين (21-8-1969م) لإثبات جرائم اليهود لكل العالم؟!.. ألا تكفي تصريحات قادة اليهود السياسيين (من قبل ومن بعد) بأن اليهود لهم الحق في دخول ساحات جبل الهيكل حسب زعمهم متى يشاءون؟!… ألا يكفي ما جرى من حفريات ومن محاولات كثيرة لتخريب أسس المسجد لزعزعة بنيانه، مقدمةً لهدمه؟!…  ألا يكفي كل ما نقلته وسائل إعلام العالم ،بما فيها اليهودية، من قتل وسفك للدماء في ساحات الأقصى أكثر من مرة وبحضور ساسة اليهود من أمثال المقبور شارون؟!… ألا تكفي رؤية آلاف من الجموع وهم يصلون في الشوارع، ويُمنعون من أداء الصلاة في الأقصى، وهو على بعد أمتار منهم؟!…

هل ستوثق الكاميرات مزيداً من الاعتداءات لجرائم اليهود، أم أن هذه الكاميرات قد جاء بها كيري الأفاك بإيعاز من قائد اليهود؛ ليوثق  كيف أن المسلمين يحافظون على مسجدهم من تدنيس اليهود، ويعتبرون ذلك جريمة ضد اليهود، ويعتبره قادة اليهود وكيري وملك الأردن- وغيرهم من ساسة- يعتبرونه انتهاكاً لحق اليهود في زيارة الأقصى، وذلك انطلاقاً من الفرية التي اختلقوها وهي: «المحافظة على وضع الأقصى كما هو علية»؟!.

فأي كذب وأي تضليل هذا بحق الأقصى وحرمة الأقصى؟!، وأي اعتداء على حق المسلمين؛ وهم يشاهدون اليهود أمام أعينهم يتجولون في ساحات الأقصى، ولا يجوز – حسب المؤامرة الجديدة –  لأحد منعهم، بحجة الإبقاء على الوضع على ما هو عليه؟!!…

إننا نخاطب هؤلاء وهؤلاء، ممن يقلبون الحقائق ويزوّرون أحكام الدين ويريدون إرضاء كيري ونتانياهو والملك عبدا لله وغيرهم، نقول: «إن الأصل الشرعي هو أن لا يدخل الأقصى، ولا مدينة القدس يهودي واحد انطلاقاً من قوله تعالى: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ )، وانطلاقاً من أحكام العهدة العمرية التي صاغها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وشهد عليها وأجمع عليها الصحابة جميعاً… فكيف إذا كان الأمر هو دخول اليهود إلى الأقصى جبراً وقهراً عن المسلمين؛ أولى القبلتين وثالث المسجدين الشريفين؟!.

ونقول أخيراً: إن الأقصى بحاجة إلى جيوش جرارة تحرره من رجس يهود، وتحمي المسلمين من أي اعتداء، وليس بحاجة إلى كاميرات توثق دفاع المسلمين عن مسجدهم، وتقلب الحقائق ضد أي ردّ على اعتداء  يهود انطلاقاً من: «إبقاء الوضع في الأقصى على ما هو عليه»!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *