العدد 422-423 -

السنة السادسة والثلاثون، ربيع الأول-ربيع الثاني/1443هـ الموافق تشرين الأول – تشرين الثاني/2021م

ماكرون يجدد رفضه الاعتذار عن الاستعمار الفرنسي في أفريقيا

جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رفضه الاعتذار عن التاريخ الاستعماري لبلاده في القارة الأفريقية، وقال خلال مشاركته في اليوم الأخير من قمة أفريقيا – فرنسا، بمدينة مونبلييه الساحلية جنوبي شرق البلاد، إن الاعتذار «لن يحل المشكلة». ورغم إقراره بـ«مسؤولية فرنسا الكبيرة في تجارة الرق والاستعمار» رفض ماكرون مرة أخرى الاعتذار عن الماضي، مفضلًا «العمل على الحقيقة» وليس على «العار والندم». ودافع الرئيس الفرنسي عن «صدقه» ونفى وجود «وصاية» فرنسية على القارة، معربًا عن رغبته بوضع نموذج جديد للعلاقات بين بلاده وبين القارة يتطلع نحو المستقبل. وشهد الحوار بين ماكرون وبين مشاركين في القمة لحظات توتر بعد أن ندد مشاركون بتاريخ «الاستعمار» و«الغطرسة» و«الوصاية الفرنسية» ودعم الديكتاتوريات والتدخل العسكري. وردًا على اتهامات بدعم أنظمة الاستبداد وانتقاد التدخلات العسكرية، قال ماكرون: إن «فرنسا موجودة عسكريًا بناء على طلب الدول الأفريقية». كما انتقد الساسة الأفارقة قائلًا: إن «القارة فتية، ويحكمها كبار في السن لفترات طويلة جدًا»؛ لكن ماكرون اعتبر من ناحية أخرى أن «دولة مثل فرنسا عليها واجب الاستجابة لمطالب الشباب الأفريقي» معتبرًا أن هذه القمة وأسلوبها الجديد نموذج لعلاقات جديدة بين فرنسا وأفريقيا. وقال الرئيس الفرنسي: «لا يمكن أن يكون لدينا مشروع لمستقبل فرنسا إذا لم تعترف بمكوّنها الأفريقي»، مشيرًا إلى أن «ما يقرب من سبعة ملايين فرنسي مرتبطون بأفريقيا وجدانيًا وعائليًا». وأعلن الرئيس الفرنسي عن إنشاء «صندوق الابتكار من أجل الديموقراطية في أفريقيا» وعدد من المبادرات الثقافية الأخرى، وقال إنه من المقرر أن يساعد الصندوق «الجهات الفاعلة في التغيير» لا سيما فيما يتعلق بمسائل الحكم والديموقراطية على النحو الذي جاء في تقرير أعده المفكر الكاميروني أشيل مبيمبي الذي كلف بتنظيم القمة المنعقدة في مونبلييه في جنوب فرنسا. واختلفت قمة هذا العام عن النسخ الماضية، إذ لم يشارك فيها أي رئيس دولة أو سياسي سوى الرئيس الفرنسي نفسه. وذكرت وسائل إعلام محلية أن ماكرون هو الذي اختار الصيغة الجديدة للقمة رغبة منه في «إعطاء أولوية لشباب هذه الدول الذين يصنعون التغيير في القارة السمراء وفرنسا، ومن أجل الإنصات لهم».

الوعي: تعتبر فرنسا، الدولة العجوز، من أسوأ النسخ التي لاتزال تمثل الاستعمار القديم، وإذا كان هناك من يجب أن يتغير فهو فرنسا. ويعتبر ماكرون من أوقح نماذج الحكم التي تمثل الاستعمار والاستحمار للشعوب، ويكفي ردًّا عليه ما صرّح به الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتيران حيث قال عام 1957م، قبل أن يتقلَّد منصب الرئاسة: «دون أفريقيا، فرنسا لن تملك أي تاريخ في القرن الواحد والعشرين»، وكذلك ما صرح به الرئيس الفرنسي جاك شيراك سنة 2008م الذي قال: «دون أفريقيا، فرنسا ستنزلق إلى مرتبة دول العالم الثالث».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *