العدد 338 -

السنة التاسعة والعشرون ربيع الأول 1436هـ – كانون الثاني 2015م

فورين بوليسي: الولايات المتحدة متغطرسة وغير مؤهلة لأن تصبح السلطة الأخلاقية في العالم

فورين بوليسي: الولايات المتحدة متغطرسة

 وغير مؤهلة لأن تصبح السلطة الأخلاقية في العالم

نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية مقالاً لأستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد ستيفن والت تناول فيه تداعيات أحداث فيرغسون والاحتجاجات التي اندلعت في نيويورك في أعقاب قرار هيئة المحلفين الكبرى بعدم توجيه اتهام إلى ضابط الشرطة المسؤول عن وفاة إريك غارنر، معتبراً  أن حركة الاحتجاجات تعكس أن قضية التمييز العنصري لا تزال الإشكالية الأعمق في الولايات المتحدة. ولفت «والت» إلى أن فيرغسون تشكل ضربة لصورة الولايات المتحدة الأميركية بصفتها حامل لواء المساواة وحقوق الإنسان في العالم، وأنها لم ترتقِ بعد إلى مستوى المثل العليا التي تدعو إليها الآخرين، مضيفاً «لقد ظهر للعالم إخفاق الولايات المتحدة في تعاطيها مع تداعيات إعصار كاترينا والأزمة المالية في العام 2008، وفشلها الذريع في معالجة الانقسامات الاجتماعية العميقة».

ويشير «والت» إلى التكاليف الباهظة للمغامرات الأميركية الخارجية وأثرها على الداخل بقوله: «إنني على يقين من أن أوضاع الأميركيين كانت ستصبح أفضل إذا لم نضيع ثلاثة تريليون دولاراً في الإنفاق على مغامراتنا الخاطئة في العراق وأفغانستان، ولا شك في أن إنفاق بعض من هذا المال على البنية التحتية يخلق الكثير من فرص العمل ويدفع الإنتاجية الإجمالية للاقتصاد الأميركي».

ووصف «والت» أجندة السياسة الخارجية الأميركية بأنها «غير واقعية وبالغة الطموح»، وأشار إلى حقيقة أنها تصرف انتباه المسؤولين الأميركيين عن المشكلات الداخلية، فعندما اضطر الرئيس الأميركي أوباما إلى اختبار القلق لعدة أسابيع جرّاء القضايا الخارجية التي تتعلق بأوكرانيا وسوريا وداعش والقدس وأفغانستان والعراق والإيبولا وجنوب السودان، وغيرها، فلا شك أن ذلك كان على حساب الوقت الذي كان أولى به أن يكرسه للقضايا المحلية المحورية، وبالمثل يستهلك المدعي العام الكثير من الوقت على قضايا تتعلق بالسياسية الخارجية – مثل غوانتانامو – بدلاً من إصلاح نظام العدالة الجنائية في الولايات المتحدة الذي وصفه «والت» بأنه «معيب للغاية».

يقول «والت»: «بالطبع لا يعني ذلك أن تنعزل السياسة الخارجية للولايات المتحدة، إذ يجب على كبار المسؤولين الأميركيين إيلاء الاهتمام بأحداث العالم واستخدام نفوذ الولايات المتحدة في حماية مصالحها الحيوية، ولكن في الوقت نفسه ينبغي الاعتراف بأهمية العلاقة المتوازنة بين طموحاتنا الخارجية وقدرتنا على بناء الدولة بصورة أفضل في الداخل».

الوعي: لقد أثبتت أميركا التي تتزعم العالم أنها فاشلة هي ومبدأها الرأسمالي. فمن أولى مقتضيات المبدئية هو النظر إلى الناحية الإنسانية بنظرة واحدة عادلة، والقضاء على فكرة العنصرية قضاءً جذرياً وإلا يصبح هذا المبدأ يحمل بذور فنائه بنفسه. وهذا مثل واحد من كثير من الأمثلة التي تثبت فشل هذا المبدأ فكرياً وعملياً. فما لم تستطع أميركا تحقيقه في 150 عاماً حققه الإسلام في الأيام الأولى من الدعوة، حيث أصبح بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي وعبد الله ابن قحافة (أبو بكر الصديق) إخوة في الإسلام لا يفضل أحدهم عن الآخر إلا بالتقوى مصداقاً لقوله تعالى:  (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *