العدد 411 -

السنة الخامسة والثلاثون – ربيع الثاني 1442هـ – تشرين الثاني 2020م

مع القرآن الكريم

( لِّلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ فَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ٢٨٤).

هذه الآيات الثلاث هي خاتمة سورة البقرة، وقد انتهت بما بدأت به: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، ما أنزل إليك وما أنزل من قبلك.

وكما بدأت بالبشرى للمؤمنين بالفلاح، انتهت كذلك بما سماه الصحابة (نزول الفرج) بتجـاوز الله سبحانه عما داخل النفوس، وعدم المحاسبة إلا على ما يظهر من قـول أو فعـل، والله غـفـور رحـيم (لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ ).

ثم كان فضل الله العظيم ورحمته الواسعة وأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم، فعلمنا دعاء يحيي القلوب ويشرح الصدور في ضراعة للرحمن بالإجابة والقبول:

(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٢٨٦).

هذه الآيات الثلاث ختمت هذه السورة العظيمة ببيان فضل الله العظيم على عباده المؤمنين، فسبحان الله رب العرش العظيم! يبين الله سبحانه في هذه الآيات ما يلي:

  1. إن الله سبحانه هو مالك السموات والأرض وكل ما تحتويه، يتصرف فيها كيف يشاء لا رادّ لحكمه، يعلم الجهر وما يخفى ويحاسب عليه، فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير.

أخرج مسلم عن ابن عباس قال: “لما نزلت (وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ ) قال: دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من قبل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا. قال: فألقى الله الإيمان في قلوبهم فأنزل الله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ )”[1].

وفي رواية أخرى أخرجها مسلم عن أبي هريرة وأخرجها أحمد كذلك عن أبي هريرة قال: “لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ) اشتدّ ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جثَوا على الركب فقالوا: يا رسول الله، كلفنا من الأعمـال مـا نطـيق: الصـلاة والصوم والجهاد والصدقة، وقد أنزل الله تعالى عليك هذه الآية ولا نطيقها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم (سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا) بل قولوا (سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ ٢٨٥) فلما أقرأها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الله تعالى في إثرها (ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ) فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى فأنزل سبحانه (لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ ) الآية”[2].

ويتبين من هذين الحديثين أن الآية (وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ) نسخت بالآية ( لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ ) وذلك بالنسبة للمحاسبة على ما يخفيه الإنسان في نفسه (أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ).

أ‌. وهنا لا يقال كيف يُنسَخ الخبر حيث إنَّ الآية في صيغة الخبر (وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ) لا يقال ذلك لأنها وإن كانت خبرًا فهي في معنى طلب الترك أي: لا تظهروا من الأمور إلا الخير، وكذلك لا تضمروا إلا الخير، فالله يحاسبكم على ما تبدونه وما تخفونه، ففيها نهي عن إضمار الشر وعن إظهاره؛ ولذلك فهم الصحابة منها تكليفًا بأن ينتهوا عن إظهار الشر وعن إضماره، وثقل عليهم أن يحاسبوا على ما في داخل نفوسهم لأنهم وجدوا أن المرء قد يخشى الله ويتذكر الجنة فيقلع عن تنفيذ ما أضمره فلا تظهر عليه في قول أو فعل، فإن كان محاسبًا على ما أضمره دون تنفيذه يكون أمرًا ثقيلًا.

وعليه فإن الصــيـغـة الخـبرية في الآية – الجملة الشـــرطـية – هي في معنى طلب الترك أي النهي عن الشـــر، سواء ظهر على الجوارح من قول أو فعل أم لم يظهر بل بقي في النفس مستترًا.

وهذه الآية على نحو قوله سبحانه: ( إِن يَكُن مِّنكُمۡ عِشۡرُونَ صَٰبِرُونَ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِۚ ) الأنفال/آية65 فهو هنا في صيغة الخبر – الجملة الشرطية – ولكنها في معنى الطلب، أي ليقاتل الواحد منكم عشرة من الكفار ولا يفر من أمامهم، ثم نسخت هذه الآية بقوله سبحانه (ٱلۡـَٰٔنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمۡ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمۡ ضَعۡفٗاۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ صَابِرَةٞ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِۚ ) الأنفال/آية66 أي ليثبت الواحد لاثنين.

ب. كذلك لا يقال إن ما يخفيه المرء في نفسه إن كان يتعلق بالعقيدة فإن الله يحاسبه بذلك، وهذا الحكم باقٍ والنسخ يعني إزالة الحكم، وعليه فلا نسخ بل يكون تخصيصًا بالآية الأخرى ( لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ ) في الأحكام الشرعية.

لا يقال ذلك لأن الآية (وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ)ليست في العقيدة بل في الأحكام الشرعية وذلك بقرينة تكملة الآية (فَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ) والمغفرة لا تكون في مخالفة العقيدة لأن ما يداخل النفس من شكّ أو ارتياب فيها هو كفر، والله لا يغفر أن يشرك به ( إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ ) النساء/آية48.

فكون هناك احتمال المغفرة لما يظهر أو يخفى فهذا يعني أن الآية نصّ في الأحكام الشرعية وليست في العقيدة.

ج. كذلك ليس هناك من داعٍ لمحاولة التأويل في الآية لاستبعاد النسخ فيقال مثلًا إنها متعلقة بإبداء الشهادة أو كتمانها، أو أنها متعلقة بإتيانكم بالسوء الظاهر عليكم أو بإتيانكم السوء ولكن خفية، بمعنى أن ( تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ) أي إبداء الشهادة أو إبداء فعل السوء ثم (أَوۡ تُخۡفُوهُ) أي كتمان الشهادة أو فعل السوء خفية، لا يقال ذلك لأن الموضوع متعلق بما يظهر ( تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ) وما لا يظهر أي يبقى مستترًا لا يظهر بقول أو فعل (أَوۡ تُخۡفُوهُ ) وذلك بدلالة (مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ). أما إذا ظهر أي نفذ بقول أو فعل، سواء بشكل معلن ظاهر أم نفذ في الخفاء، فكلّ ذلك واقع تحت (وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ) وذلك إذا سئل شخص الشهادة فأنكرها أو أخفى جزءًا منها وذكر الباقي أو حرف أو بدّل فإن كلّ ذلك لا يقع تحت (أَوۡ تُخۡفُوهُ )بل تحت (وَإِن تُبۡدُواْ ) لأن الإخفاء في الآية هو ما لم يظهر بقول أو بفعل بقرينة (فِيٓ أَنفُسِكُمۡ) ولذلك فلا يصحّ مثل هذا تفسيرًا لما ذكر في الآية (أَوۡ تُخۡفُوهُ ) فالتأويل البعيد لمعنى الآية لإبعاد النسخ لا يصحّ ما دام معنى اللفظ واضحًا دون تأويل. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، فإن الروايات الصحيحة كما ذكرنا في أسباب النزول تقول بالنسخ، ويقول به كذلك عدد كبير من الصحابة – رضوان الله عليهم –

د. كذلك لا يقال لو كان المقصود (مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ) هو الذي يدور في النفس، فإن الله سبحانه بذلك قد كلفنا بما لا يطاق لأن خطرات النفس لا يمكن التحكم بها، أي أن الآية قبل النسخ تكون تكليفًا بما لا يطاق بهذا المعنى.

لا يقال ذلك لأن الإخفاء في الآية غير متعلق بخطرات النفس بل بما تضمره من سوء ولكن لا تنفذه، كأن يضمر شخص في نفسه أنه سيسرق أو يزني أو سيشتم فلانًا أو سيعتدي عليه، هذا هو الإخفاء أي ما يبقى حبيسًا في النفس ولا يظهر بقول أو فعل، وكل هذا في مقدور المرء فهو ليس تكليفًا بما لا يطاق.

والآية قبل النسخ تفيد أن هذه الأمور يحاسب الله عليها حتى لو لم ينفذها الشخص، ولهذا وجده المسلمون ثقيلًا لأن النفس أمَّارة بالسوء، وقد يرد هذا في النفس ثم يخشى العبد ربه فلا يقوم به، فإن كانت العقوبة على غير ما يظهر من فعل أو قول فإن الحمل عندها يكون شاقًا ثقيلًا.

أما إن كانت العقوبة على ما يظهر من قول أو فعل فإن التحكم في هذا أيسر، فالمرء قد يضمر شرًا ولكنه يتذكر غضب الله ونار جهنم فيرعوي ويخشى الله ولا يقوم بتنفيذ ذلك الشر، فثقل على المسلمين أن يكون الحساب والعقاب على ما يخفونه في أنفسهم لكنهم يقلعون عنه ولا ينفذونه لا في قول ولا فعل.

فاستجاب الله لهم ورحمهم ونسخها بأن جعل التكليف والحساب والعقاب على كسب العبد واكتسابه، أي ما يظهره من أفعال وأقوال بجوارحه دون ما يضمره في نفسه ولا بقول أو فعل.

وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح ما يؤكد ذلك: “إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم[3].

وأخرج مسلم من طريق أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ، وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ».

فكانت الآية قبل نسخها تعني أن المرء لو أضمر في نفسه سيئةً ما كأن يسرق أو يعتدي على فلان ثم لم ينفذ ذلك لا بقول ولا فعل، فإنه كان يتعرض لحساب الله على ذلك قبل نسخ الآية، وبعد النسخ أصبح لا يتعرض للحساب إلا عند قيامه بتنفيذ ما أضمره بقول أو فعل، وإن لم ينفذ بقول أو فعل فإن الله سبحانه يتجاوز له عنه فضلًا من الله ورحمته.

ولذلك فإن المسلمين اعتبروا نسخها فرجًا عليهم كما روي ذلك من قول بعضهم “حتى أنزل الله الفرج” بنزول قوله سبحانه: (لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ ).

( فَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۗ ) قدم الله سبحانه المغفرة على العذاب لتقدم رحمته سبحانه على غضبه ولحثّ المؤمنين على الاستغفار والتقرب إليه سبحانه فيتقوا بذلك غضب الله وعذابه.

(وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ٢٨٤) فهو القاهر فوق عباده لا رادّ لقضائه، فإن غفر فهو الغفور الرحيم، وإن عذّب فهو العزيز الحكيم.

  1. تكريمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلموالمؤمنين الذين اتبعوه يخبرنا سبحانه أنهم آمنوا وصدقوا جازمين بالله وملائكته وكتبه ورسله، فهي شهادة من الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلممن باب التكريم له وللمؤمنين السائرين على دربه المهتدين بهديه صلى الله عليه وسلم.

وقد كرمهم الله بصدق إيمانهم وقوة إخلاصهم، يسمعون لله ويطيعون، ويستغفرونه سبحانه، ويؤمنون بيوم يرجعون فيه إلى الله، يرجون منه رحمته سبحانه وفضله. كما أنهم يؤمنون برسل الله جميعًا، ولا يفرقون بينهم، فرسل الله من حيث النبوة لا فرق بينهم، وإن كان الله سبحانه قد ميزهم بميزات أخرى مثل نسخ الشرائع حيث أكرم الله رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم بأن جعل رسالته خاتمة الشرائع وناسخة لأحكامها كما بيناه في الآية الكريمة (۞تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ) وعدم تعارضها مع (لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ ) فهو عدم تفريق في النبوة، فالرسل أجمعون من حيث النبوة سواء، لا تفريق بينهم.

هكذا بين الله سبحانه في كتابه وبين رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته وسار على ذلك المؤمنون وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، بعد أن كانوا كما قال سبحانه (كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ) فهم مؤمنون صادقون يسمعون ويطيعون سماع قبول واستجابة لا كالكفار من أهل الكتاب في قولهم (سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا) البقرة/آية93، وهم كذلك يسألون الله المغفرة في كل آن، وبالآخرة يؤمنون وأنهم لا بد إلى رب السموات والأرض راجعون.

[1]               مسلم: 180، الترمذي: 2918، أحمد: 1/233، ابن حبان: 11/458

 

[2]               مسلم: 179، أحمد: 1/332

 

[3] البخاري: 5269، مسلم: 201، 202

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *