العدد 388 -

السنة الثالثة والثلاثون – جمادى الأولى 1440هـ – ك2 / يناير 2019م

ميدل إيست آي: بعد ثماني سنوات لا يزال الربيع العربي حيًا؟

ميدل إيست آي: بعد ثماني سنوات لا يزال الربيع العربي حيًا؟

 

نشر موقع “ميدل إيست آي” في لندن مقالًا للأكاديمي والباحث ألين غابون، يقول فيه إنه بسبب انتفاضات عام 2011م، فإن الخارطة السياسية الحالية للمنطقة تصبح مؤلمة حقًا، والوضع يبدو أسوأ بكثير مما كان عليه قبل أن يقدم محمد بوعزيزي في 17/12/2010 على حرق نفسه. ويلفت الكاتب إلى أن مصر ترزح اليوم تحت نير طاغية فاشيٍّ أسوأ بكثير من سلفه حسني مبارك… وبقيت السعودية والإمارات والبحرين تحت حكم ملكيات مطلقة أو شبه مطلقة… وينوه الكاتب إلى أن “اليمن، مُزِّق شعبه بتشكيلة من الحروب بالوكالة والحرب الأهلية والمجاعة والأمراض… بالإضافة إلى سوريا وليبيا، كلها تشرذمت أو انهارت. ويقول غابون: “لم يتعافَ العراق بعد ثماني سنوات من الاحتلال الأميركي وموجات العنف التي أثارها الغزو الأميركي عام 2003″… و”الوضع الإسرائيلي الفلسطيني وصل إلى طريق مسدود بسبب إصرار إسرائيل (وحلفائها) لمنع قيام دولة فلسطينية، والنزعة الاستعلائية اليهودية، وتحيز إدارة ترامب ودون قيود لإسرائيل” ويعلق غابون: “يبدو أنه تم التخلي عن الفلسطينيين نهائيًا من الجميع،

ويلفت غابون إلى أنه “لا شك أن العنصر الأساسي خلف هذه النتيجة التاريخية الحزينة هو القمع الوحشي الذي شنَّه رؤساء الحكومات مثل الأسد في سوريا، أو الدولة العميقة متمثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر ضد تلك الانتفاضات”. ويقول الباحث: “لقد فهموا جيدًا بأن هذه معركة بقاء” ويرى غابون إلى أنه “في مواجهة فاعلين يمتلكون الإمكانيات والقوة والذكاء والوحشية فإنه كان يصعب على الثوار بملايينهم الانتصار، فالثوار لم تكن لديهم قيادات ولا إمكانيات حقيقية غير أجسادهم وروحهم وشجاعتهم، (وهذه تثير الإعجاب لكنها ضعيفة أمام الرصاص) ويلفت غابون إلى أن “السبب الثاني لفشل الربيع العربي هو أن المحتجين بالغوا في تقدير أنفسهم وقوتهم وإمكانياتهم…”.

 ويستدرك الكاتب بأنه بالرغم من الوضع الكئيب، إلا أن هناك أملًا في معظم البلدان التي ذكرت أنفًا، فمن الخطأ الرفض العرضي للربيع العربي، أو وصفه بأنه كان فشًلا تامًا، كما فعل معظم المحللين، بمن فيهم أفضل علماء السياسة الخارجية لسنوات عديدة. فأولًا: يجب عدم اعتبار الإطاحة بما لا يقل عن أربعة ديكتاتوريين إنجازات متواضعة. ثانيًا: تجربة الربيع العربي التي أحس فيها الملايين بطعم الحرية وسيادة الشعب ستبقى مصدر إلهام للشعوب. ثالثًا: سقطت فكرة أن الشعوب العربية غير قادرة على فعل أي شيء. رابعًا: تلك الأنظمة الاستبدادية لم تكن سوى نمورًا ورقية يمكن تحديها والانتصار عليها.

الوعي: إن الغرب، مسؤولين وباحثين، يعيش هاجس التغيير أن خلافة المسلمين ستفرِّخ في مكان ما، وليس هذا تفكيرًا من خيال… نعم، إن خلافة المسلمين الراشدة ستعود، بإذن الله؛ لتقود العالم من جديد؛ ذلك وعد غير مكذوب. 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *