العدد 381 -

السنة الثالثة والثلاثين – شوال 1439هـ – حزيران 2018م

الخارطة السياسية في سوريا يرسمها التوافق الدولي!

الخارطة السياسية في سوريا يرسمها التوافق الدولي!

أكد الشرعي العام لفصيل “فيلق الشام”، الشيخ عمر حذيفة، بحسب موقع “الجزيرة.نت”: إن المرحلة المقبلة ستشهد انتهاء اتفاق خفض التصعيد والانتقال إلى اتفاق وقف إطلاق النار في عموم محافظة إدلب، ورجح أن تكون مدة الاتفاق من ستة أشهر إلى سنة، تتولى خلالها الأطراف الضامنة مراقبة تنفيذ الاتفاق، لافتًا إلى أن فصائل المعارضة التي ترفض تنفيذ الاتفاق قد تعرض نفسها للتصفية والاستئصال.

وأضاف “حذيفة”: إن الدول الضامنة تعتبر أنها وضعت خطة مرحلية للحل في سوريا، وإذا ما نجحت هذه المرحلة فسيتبعها مراحل أخرى تدعم الاستقرار وإعادة الإعمار، بحيث تدار منطقة المعارضة من قِبَل مجالس محلية بإشراف الجانب التركي، في حين يقتصر الدور الروسي والإيراني على العمل في مناطق سيطرة النظام.

وعن تهديد جيش النظام المستمر ببدء عملية عسكرية في إدلب، أوضح “حذيفة” أن كلًا من النظام والمعارضة باتا لا يملكان من الأمر شيئًا، وأن المنطقة مرتبطة باتفاقات دولية، وأن النظام لن يستطيع فعل شيء إلا الكلام الذي يستخدمه كحرب نفسية على “الجيش الحر”. وأعرب الشرعي العام لـ”فيلق الشام” في الوقت ذاته عن تخوفه من استمرار النظام والروس باستهداف المنطقة بالطيران بين الفينة والأخرى، متذرعين بوجود بعض الفصائل المصنفة على قوائم الإرهاب. وعن مستقبل فصائل المعارضة، لفت “حذيفة” إلى أن هذه الفصائل ستذوب تباعًا وستُشكِّل جيشًا وطنيًّا تتوحَّد فيه ضمن بوتقة هيئة أركان ووزارة دفاع، وسيتزامن ذلك مع تشكيل الإدارات المدنية والخدمية.

في الإطار نفسه، اعتبر مسؤول إدارة الشؤون السياسية في هيئة تحرير الشام “يوسف الهجر” أن العلاقة مع الجانب التركي متوازنة ومستمرة بما يحقق الاستقرار والأمن في الشمال السوري، كما أكد أن تركيا تشكل عمقًا حقيقيًا للثورة السورية رغم تبدل مواقفها السياسية. وذكر “الهجر” في حوار مع موقع “الجزيرة نت” أن موقف الهيئة من نقاط المراقبة التي تقوم أنقرة بنشرها في المناطق المحررة يطابق موقف الثورة السورية، مشيرًا إلى أن “تحرير الشام” هي من ساهمت بإدخالها وتثبيتها وأفشلت المخططات التي كان يراد منها خلق اصطدام بين الثورة والجانب التركي.

يُشار إلى أن صحيفة “العربي الجديد” نشرت قبل أسابيع تسريبات تحدثت فيها عن جهود تبذلها أنقرة هدفها تجنيب محافظة إدلب أي عمل عسكري مصدره النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران، وذلك من خلال وضع خيارين أمام هيئة تحرير الشام: إما أن تحل نفسها، أو أن يتم حلها بالقوة عبر الفصائل التي تدعمها تركيا مباشرة. ما يجعل كلام “الهجر” يرجح الخيار الأول، فمضمونه تسليم صريح بالأجندة التركية.

الوعي: إن العالم الإسلامي وفي قلبه بلاد الشام هي منطقة نفوذ للدول الكبرى، سواء من خلال تبعية الأنظمة الحاكمة، أو من خلال التواجد العسكري المباشر كما هو الحال في العديد من الدول، لا سيما في سوريا؛ حيث تتواجد فيها قوات عسكرية لأربع دول كبرى لديها حق النقض في مجلس الأمن (أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا)؛ لذلك فإن مستقبل سوريا والمنطقة معها سيبقى رهن صراعات وتوافقات هذه الدول ما لم يستيقظ المسلمون من غفلتهم، ويدركوا أن أولويتهم المطلقة هي إقامة دولة الخلافة التي تمثلهم كأمة، وترعى مصالحهم بحسب عقيدتهم، لا حسب الصياغات الوطنية والقومية المبتذلة، التي تجعلهم لقمة سائغة لأعدائهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *