العدد 376 -

السنة الثانية والثلاثين – جمادى الأولى 1439هـ – شباط 2018م

الإمام الأعظم: أبو حنيفة النعمان

بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام الأعظم: أبو حنيفة النعمان

(80-150ه)

أساتذته:

يقول الإمام أبو حنيفة (رحمه الله):” كنت في معدن العلم والفقه، فجالست أهله، ولزمت فقيهًا من فقهائهم” وبهذا القول يعلن الإمام أنه قد استنَّ لنفسه سنة لزوم الشيخ الواحد. وذلك الانقطاع إلى شيخ واحد، سوف نلاحظه عند كل من الإمام مالك حيث انقطع إلى ابن هرمز، والإمام الشافعي إلى مالك، والإمام أحمد إلى الشافعي إلى أن غادر الشافعي العراق. وهذا الانقطاع إلى شيخ بعينه لا يعني الاستغناء عن السماع من مشايخ آخرين، أو الامتناع عن سؤالهم والتلقي عنهم، وإنما يكون الدارس مرتبطًا بالشيخ الذي يرى أنه أكثر علمًا، وأرحب صدرًا، وأنه بانقطاعه إليه تكون حصيلته منه أكثر من حصيلته فيما لو انقطع لغيره.

فاما الشيخ الذي انقطع الإمام إليه فهو حمّاد بن أبي سليمان؛ فقد صحبه ثماني عشرة سنة كاملة. وعن هذه الصحبة المباركة ينقل الإمام عن شيخه الذي رأى فيه قوة في الحفظ، وإقبالًا على الدرس، وامتيازًا على رفاقه: ” لا يجلس في صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنيفة”.

 على أن أبا حنيفة لم يختر حمَّادًا شيخًا له وأستاذًا دون سبب ظاهر؛ فقد كانت الكوفة مليئة بالعلماء والشيوخ، وإنما اختاره لأن حمَّادًا كان حامل علم الصحابة الأولين ممن عرفوا بالعلم الغزير، وأخذوا عن صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله وسلم دستور العقيدة وأصول الشريعة، وهم: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، رضي الله عنهم أجمعين.

لقد أخذ أبو حنيفة العلم عن حمَّاد، وأخذ حمَّاد عن إبراهيم النخعي الذي كان من كبار التابعين، وكان فقيه العراق، ومحدِّث الكوفة، اتصف بالورع والتقوى، وعرف بالزهد والعبادة، مات سنة ست وتسعين هجرية في الخمسين من عمره. ولما دفن، قال الشعبي: “دفنتم خير الناس”. فسأل سائل: “ومن، الحسن؟” يعنون الحسن البصري. قال: “أفقه من الحسن، ومن أهل البصرة، ومن أهل الكوفة، وأهل الشام، وأهل الحجاز”. وقد كانت للنخعي مكانته عند سعيد بن جبير الذي كان يقول: “تستفتوني وفيكم إبراهيم النخعي”. وكان إبراهيم لفرط تواضعه لا يتكلم حتى يسأل، وكان يقول إذا سئل فأجاب: “لقد تكلمت ، ولو وجدت بدًا ما تكلمت، وإن زمانًا أكون فيه فقيه الكوفة لزمان سوء”. وكان لإبراهيم النخعي آراء في الفقه تجعله قريبًا من أن يكون صاحب مذهب. وكان إبراهيم، بالرغم من أنه كان أعور وزاهدًا، ذا مهابة بحيث يقول عنه سفيان بن مغيرة: “كنا نهاب إبراهيم النخعي مهابة الأمير”. وكان إبراهيم يدخل على عائشة  وهو صغير حين كان يرافقهم إلى الحج.

كذلك أخذ حمَّاد بن سليمان شيخ أبو حنيفة العلم عن عامر الشعبي الذي كان صديقًا حميمًا لإبراهيم النخعي، وكانا توأمي علم ويذكران معًا، وكان من أئمة فقهاء المسلمين بالكوفة وغير الكوفة، وقد أدرك خمسمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذ من علمهم واستمع إلى أقوالهم، وكان صاحب حلقة كبيرة بالكوفة، يقول محمد ابن سيرين: قدمت الكوفة، وللشعبي حلقة عظيمة وأصحاب رسول الله يومئذ كثير. وكان ابن شهاب الزهري يقول: العلماء أربعة: ابن المسيِّب بالمدينة، والشعبي بالكوفة، والبصري بالبصرة، ومكحول بالشام.

وكان العالم الثالث الذي أخذ عنه حمَّاد بن سليمان شيخ أبو حنيفة سعيد بن جبير، وهو الذي قتله الحجاَّج سنة خمس وتسعين، عن عمر مقداره خمسين سنة، وعلى كثرة ماقتل الحجَّاج من أئمة العلم، فإن جسم الأمة الإسلامية لم يتوجع كما توجع لقتل سعيد بن جبير. كان سعيد بن جبير أحد أعلام التابعين، وكان عالـمًا قارئًا فقيهًا، يؤم المسلمين في رمضان؛ فيقرأ ليلة بقراءة عبد الله بن مسعود، وليلة بقراءة زيد بن ثابت، وليلة بقراءة غيرهما من القرَّاء. وقد تميَّز سعيد بن جبير على كثير من التابعين في زمانه بمجمل العلوم الدينية، فقد قيل إن أعلم التابعين بالطلاق سعيد بن المسيِّب، وبالحج عطاء بن أبي رباح، وبالحلال والحرام طاووس، وبالتفسير مجاهد بن جبر، وأجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير. وقال الإمام أحمد بن حنبل: قتل الحجَّاج سعيد بن جبير، وما على وجه الأرض إلا وهو مفتقر إلى علمه.

أما حمَّاد بن سليمان الذي أخذ عنهم، فقد كان من أهم شيوخ أبو حنيفة، لازمه وجلس إليه أطول مجلسًا، متفرغًا له مقبلًا عليه. وكان شيخًا لأكثر من إمام وفقيه، منهم سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، الفقيه، المحدث، الراوية، الأديب الذي قال عنه الإمام الشافعي: لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق. وكان اتجاهه الفقهي يتجه نحو فقه الصحابيين الجليلين علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما.

أما الشيوخ الآخرين الذين أخذ عنهم أبو حنيفة فمنهم كوفيون، ومنهم: محارب بن دثار، وسماك بن حرب الذي أدرك ثمانين صحابيًا أخذ عن أكثرهم، وروى عن بعضهم، كما أخذ عن كبار التابعين. كما كان منهم عبد الكريم أبو أمية، وعطية بن سعد بن جنادة الذي روى عن بعض الصحابة… وكان من هؤلاء من وصف بغزارة العلم بالحديث والفقه والشعر وأيام الناس والقضاء، ويتصف بالأمانة والصدق والثقة وكثرة العبادة والزهد، حتى والفروسية… ومنهم شيوخ غير كوفيين، ومنهم الصحابي الجليل أنس بن مالك الذي كان آخر من توفي من صحابة رسول الله وفي البصرة، ومنهم التابعي هشام بن عروة بن الزبير وهو ابن أخ الصحابي عبد الله بن الزبير وقد رأى الصحابيين عبد الله بن عمر وأنس بن مالك. والتابعي عطاء بن أبي رباح الذي كان مفتي مكة وفقيهها، وهو كان قد أخذ من كثير من الصحابة وقد ذكر أنه رأى مائتين من الصحابة. ومنهم نافع مولى عبد الله بن عمر الذي سمع عن عدد من الصحابة، وقد بعث به عمر بن عبد العزيز إلى مصر ليعلم المصريين السنن. وأهل الحديث يقولون: رواية الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر سلسلة الذهب لجلالة كل واحد منهم… ومنهم شيوخ من أهل البيت، فقد كان أبو حنيفة محبًا لأهل البيت، موقرًا لهم، مقبلًا عليهم، معترفًا بفضلهم، يأخذ عنهم العلم. لقد لقي أبو حنيفة محمدًا الباقر ، وأخاه زيدًا، وهما ابنا زين العابدين علي بن الحسين، وكلاهما أكبر من أبي حنيفة فأخذ عنهما، وبخاصة عن زيد، علمًا كثيرًا.

أما محمد الباقر، فقد كان عالمـًا سيدًا جليلًا متصفًا بأخلاق بيت النبوة من سماحة وعلم ووقار، وقد لقب بالباقر لأنه تبقَّر في العلم، أي توسع فيه، وهو سليل لبيت النبوة أبًا وأمًا، وكان من طبقة العلماء التابعين، فقد روى عن أبيه وجديه الحسن والحسين وعمه، وأبي هريرة، ومحمد بن الحنفية وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو، وغيرهم، وقد روى عنه من العلماء الأفاضل ولده جعفر الصادق، ومحمد بن شهاب الزهري، وعمرو بن دينار وغيرهم. وكان الإمام محمد الباقر شديد التوبيخ لمن يتعرض للخلفاء الراشدين بالسوء.

وأما زيد بن علي زين العابدين من أهل بيت أهل النبوة، ممن أخذ عنهم أبو حنيفة، وهو أخو محمد الباقر، فقد كان غزير العلم، وافر الحديث، فارسًا مقدامًا ذا شمائل وصاحب زهد؛ حتى إن ابن أخيه جعفر الصادق قال فيه: يرحم الله عمي، كان والله سيدًا، والله ما ترك فينا لدنيا ولا آخرة مثله. وزيد هو إمام المذهب الذي يحمل اسمه. وقد حاز الإمام زيد فقه السنة بروايته عن أبان بن عثمان وابن شهاب الزهري وعروة بن الزبير وشعبة بن الحجاج وغيرهم. وحاز فقه الشيعة بروايته عن أبيه زين العابدين، وعن أخيه محمد الباقر الذي كان يكبر زيدًا ببضعة عشر عامًا. ومذهب الإمام زيد يعترف بخلافة أبي بكر وعمر، وكان يفضل عليًا عليهما، ولكن مذهبه يجيز إمامة المفضول مع وجود الأفضل، وكان يرى أن الخلافة قد فوضت إلى أبي بكر لمصلحة رآها الصحابة ولقاعدة دينية راعَوها. وكان زيد أستاذًا لأبي حنيفة إبان إقامته في الحجاز، وقد وصف أبو حنيفة زيدًا بقوله: “شاهدت زيد بن علي، كما شاهدت أهله، فما رأيت في زمانه أفقه منه، ولا أعلم ولا أسرع جوابًا، ولا أبين قولًا، لقد كان منقطع القرين”.

أما عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فقد كان من شيوخ أبي حنيفة، كان عالمـًا جليلًا ذا شرف وهيبة، وكان محدثًا صدوقًا، قال عنه مصعب بن عبد الله: ما رأيت أحدًا من علمائنا يكرمون أحدًا مثلما يكرمون عبد الله بن حسن بن حسن. وقد روى عن أبيه وأمه وابن عم جده عبد الله بن جعفر بن أبي طالب والأعرج وعكرمة. أما من روى عنه فكثيرون منهم بعض الأئمة مثل مالك وسفيان الثوري، وكان ذا مكانة ومنزلة عند الخليفة عمر بن عبد العزيز.

الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر، وقد لقب بالصادق لصدقه وفضله.

وقد ذهب أكثر مؤرخي أبي حنيفة إلى أنه حج خمسًا وخمسين حجة، هذا فضلًا عن إقامته المتصلة بمكة بين سنتي مائة وثلاثين ومائة وست وثلاثين.

حلقة أبي حنيفة:

لم يجلس أبا حنيفة في حلقة مستقلة به إلا بعد وفاة أستاذه حمَّاد بن أبي سليمان سنة 120ه، وهو قد حاول ذات مرة أن يترك حلقة أستاذه، ويصنع لنفسه حلقة منفردة، ولكنه ما إن دخل المسجد، ووقع نظره على أستاذه حتى شعر بخجل شديد، وأخذ مكانه بين يدي أستاذه الذي دعت الضرورة إلى أن يسافر في اليوم نفسه إلى البصرة بلدته لتسلم ميراث استحقه؛ فأناب أبا حنيفة ليكون رأس الحلقة وأستاذها. وغاب حمَّاد شهرين، ثم عاد إلى الكوفة، فإذا بتلميذه يعرض عليه ما قد سئل عنه من مسائل كان قد سجَّل إجاباته عنها جميعًا؛ فيقره الأستاذ على صحة أربعين، ويخطئه في عشرين. فيحس أبو حنيفة في داخل نفسه بغير قليل من الندم لأن نفسه قد نازعته إلى الانفراد بحلقة وحده، ولمـَّا يستكمل بعد كل أسباب النضوج الفكري.

  • حلقات مسجد الكوفة:

كانت الكوفة معدن العلم، حسب تعبير أبي حنيفة، وكان مسجدها الأعظم قد حفل بحلقات الفقهاء الأعلام، كحلقة الأعمش سليمان بن مهران الذي كان مشهورًا بالفصاحة والزهد، وحلقة مسعر بن كدام الذي كان يقال عنه “المصحف” لحفظه، وحلقة سفيان الثوري… إلا أن حلقة أبي حنيفة كانت أكبرها وأكثرها امتلاء بالمستمعين، خاصة وأن كلًا من مسعر وسفيان قد غادر إلى مكة، وانتقلت معه حلقته. ولم تكن هذه الحلقات قاصرة على الفقه والحديث، وإنما كانت هناك حلقات القراءات كحلقة حمزة بن حبيب القارئ الذي انعقد إجماع على تلقي قراءته بالقبول، والذي قال عنه سفيان الثوري إنه ما قرأ حرفًا من كتاب الله إلا بأثر. وكانت هناك حلقة شعبة بن عياش بن سالم الأزدي وهو من مشاهير القرَّاء. هذا وقد سبقت حلقتي حمزة وشعبة حلقةُ عاصم صاحب القراءة المشهورة، وهو شيخ أبو حنيفة في القراءة… ومع هذه الحلقات جميعًا في مسجد الكوفة كانت حلقة أبي حنيفة متميزة يتدفق منها العلم. وكان أبو حنيفة إذا ما قصد إلى أداء فريضة الحج، وقد أداها خمسًا وخمسين مرة، انتقلت حلقته إلى المسجد الحرام تسبقها شهرته، وكذلك الحال إذا انتقل إلى المدينة للزيارة… والتقى الإمام مالك وتناقشا في قضايا الدين ومسائل الفقهاء، وغالبًا ما كانا ينتهيان إلى رأي واحد… وكانت صورة أبي حنيفة في أذهان العلماء أنه يملك ثلاثة أرباع العلم، وكان يضع الأسئلة ويجيب عنها، وقد وصفه العالم الإمام الفقيه الزاهد فضيل بن عياض فقال: “كان أبو حنيفة معروفًا بالفقه، مشهورًا بالورع، واسع المال، معروفًا بالأفضال على كل من يطيف به”. وقال عنه أيضًا: “كان صبورًا على تعليم العلم بالليل والنهار، حسن الليل، كثير الصمت، قليل الكلام، حتى ترد مسألة في حلال أو حرام؛ فكان يحسن أن يدل على الحق، هاربًا من مال السلطان”. وعنه قال أيضًا إمام معاصر له، هو عبد الله بن المبارك، وهو يصف حلقة من حلقاته ضمت مسعر بن كدام: “رأيت مسعرًا في حلقة أبي حنيفة جالسًا بين يديه، يسأله ويستفيد منه، وما رأيت أحدًا تكلم في الفقه أحسن من أبي حنيفة”. بل إن مسعرًا يصف هذه الحلقة فيقول: “كانوا يتفرقون في حوائجهم بعد الغداة، ثم يجتمعون إليه- أي إلى الإمام أبي حنيفة- فيجلس لهم، فمن سائل، ومن مناظر، ويرفعون الأصوات لكثرة ما يحتج لهم”، ويستطرد مسعر فيقول: إن رجلًا يُسكن الله به هذه الأصوات لعظيم الشأن”.

كانت حلقة أبي حنيفة كمجمع بحث علمي يفتح فيها باب المناقشة ويستمر البحث في المسألة أو القضية الواحدة أيامًا وليالي، وإذا ما انتهى الإمام الأستاذ إلى رأي ارتضاه فيها قال لتلميذه أبي يوسف: ضعها في الباب الفلاني.

والإمام أبو حنيفة عالم متفتح، لا يسمح بكتابة رأيه إلا إذا كان مطمئنًا إلى كامل صوابها، وكان متأدبًا بآداب الفاروق عمر، رضي الله عنه، فقد كانت وصية سيدنا عمر لأبي موسى الأشعري في القضاء ألا يتمسك بحكم أصدره ثم تبين بعد ذلك أنه خاطئ، وكذلك يفعل أبو حنيفة إذا أصدر رأيًا في مسألة ثم اتضح له أنه ليس صوابًا.

وقد كان أبو حنيفة يحذر من أن يكون العلم للدنيا فيقول: “من تعلم العلم للدنيا حرم بركته، ولم يرسخ في قلبه. ومن تعلمه للدين بورك له في علمه، ورسخ في قلبه، وانتفع المقتبسون منه”. وكان أبو حنيفة واسع المال، وله تجارة رابحة، وكان ينفق على تلاميذه؛ بحيث يحصلون على راتب شهري يستعينون به على أعباء الحياة، وهو ما يشبه ما يسمى اليوم بـ “المنح الدراسية”. وهذه الفعال ورثها الإمام من أستاذه حمَّاد، وحمَّاد ورثها من أستاذه إبراهيم النخعي. وكان أبو يوسف يقول: “كان أبو حنيفة يعولني وعيالي عشرين سنة، وإذا قلت له: ما رأيت أجود منك! يقول: كيف لو رأيت حمَّادًا. وكان يقول: “ما صليت صلاة منذ مات حمَّاد إلا استغفرت له مع والديَّ، وإني لأستغفر لمن تعلمت عليه علمًا، ومن علَّمته علمًا”. وكان ينصح أبا يوسف، بعد أن توسم فيه النجابة، ولمس في شخصه الطموح: “كن من السلطان كما أنت من النار، تنتفع بها وتتباعد عنها، ولا تدنُ منها؛ فإنك تحترق وتتأذى منها؛ فإن السلطان لا يرى لأحد ما يرى لنفسه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *