العدد 49 -

السنة الخامسة – شوال 1411هـ، أيار 1991م

لماذا لم يعلنوها منطقة منكوبة؟!

ليست أول مرة تجمع فيها دول العالم على الباطل، ولكنها المرة الأولى التي ينكشف فيها باطلهم للقاصي والداني، وأميركا من كثرة غيظها على بعض الزعماء عاقبت الشعوب التي يتزعمها هؤلاء الزعماء، فبوش أميركا مزج بين طموحاته الشخصية وخطط بلاده للانتقام من العراق بشراً وحجراً، ووجّه كل حقده على رئيس العراق إلى الشعب المسلم في العراق، وكذلك وجّه كل حقده الشخصي على عرفات للانتقام من الشعب الفلسطيني في الكويت ولبنان بطرق شتى، ووجّه حقده الشخصي على الملك حسين بقطع المساعدات عن الشعب الأردني، وقام بقصف صهاريج البنزين وهي في طريقها إلى الأردن وفرض حصاراً غير معلن بتصرفه هذا.

والشعب العراق بعد أن عانى من حصار شامل دام أكثر من سبعة أشهر وحرب جوية وبرية مدمرة أعقبته فَقَدَ خلالها كل مرافقه الحيوية وكل مقومات العيش لا زال يعاني من نقص المؤمن والأدوية والماء والكهرباء والاستشفاء، وهو يعاني من انتشار الأوبئة ومن الجوع ولم نسمع صراخ العالم (المتحضّر جداً) يطالب بتأمين سبل العيش لهؤلاء المنكوبين. فالعراق منكوب. أو بلد تعرّض لكارثة أو زلزال اصطناعي، وكلنا يذكر كيف تصرف العالم تجاه زلزال أرمينيا قبل عام وكيف أُنشئ جسر جوي لتقديم المساعدات، وكيف تم تعاطف كل الدول مع المنكوبين، وكيف تسابقت جمعيات الصليب الأحمر وهيئات الإغاثة والجمعيات لتقديم العون للمنطقة المنكوبة، ولم نسمع حتى الآن عن تسابق شبيه تجاه مسلمي العراق، ولم نسمع جمعيات وهيئات ومؤسسات تستصرخ أهل النخوة على إنقاذ شعب كامل من الكوليرا والأمراض الفتاكة والجوع.

من حق المسلمين أن يروا أن هذا العالم الذي تقوده أميركا هو عالم صليبي، ينظر بعين واحدة، ويمارس تمييزاً عنصرياً تجاه المسلمين، ومن حقهم مقارعتها ومقاتلتها حتى تنتهي عن اللعب في بلادهم وفي مصيرهم، ومن حقهم أن يرفضوا النظام العالمي الجديد الذي تروّج له أميركا الظالمة المتجبّرة¨

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *