العدد 49 -

السنة الخامسة – شوال 1411هـ، أيار 1991م

صنم تيرانه

لقد حُطّمت الأصنامُ يوم الفتح على ظهر الكعبة، فتحطيم الأصنام بشارةٌ من بشائر الفتح. وقد زَفّتْ لنا بشائر الأنباء تحطيم تمثال الطاغية الشيوعي (أنور خوجا) فكانت هذه القصيدة.

حَطِّموهُ بَعْدما كان إلهاً يتعالى حَطِّموهُ

حطِّموهُ فهو للنمرودِ والشيطانِ والعُزّى نظيرٌ وشبيهُ

حطِّموهُ، ثم سيروا فوقَ أشْلاء حُطامِ الظلمِ حتى تسحقوهُ

وانحروهُ مثلَما يُنْحرُ خنزيرٌ حقير، قَطِّعوهُ مَزِّقوهُ

وادفنوهُ تحت أنقاض الجُحود المتداعي، وارْجُموهُ

والعنوهُ كلَّما مَرّتْ بكم ذِكْراهُ سوداءَ الرُّؤى ثُم الْعنوهُ

كانَ مارِكْسُ أباهُ العاهرَ الأشقى، ولينينُ أخوه

أرْضعَتْهُ الفكرةُ العمياءُ حتى شَبَّ بالإلحادِ والكفرِ يَتيهُ

كان قد أَ،ْجبهُ إبليسُ فاعتزَّ بقُرباهُ بَنوُهُ

ثم نادى بالشياطين: إليكمْ قوموا جميعاً واحْضِنوهُ

أيِّدوهُ بجنودِ الشّرِ، شُدّوا ساعديْهِ، أرْشدوهُ عَلّمِوهُ

وانفُثوا في قلبهِ المفتونِ مِنْ وسواسيَ الخنّاس حتى تُفْعِموهُ

وانفخوا في رُوحِهِ من ناريَ الكُبرى إلى أن تُلْهِبوهُ

واسكبوا في دمهِ من خمرة الطغيانِ والعُدوان حتى تُسكِروهُ

وضَعوا في يدِه سَوْطاً يُذِلُّ الناسَ حتى يَرْهبوهُ

ألْبِسوهُ حُلّةً من كِبْريائي، عظِّموهُ قدِّسوهُ

وضَعوا تاجي عليه، وعلى عرشي احمِلوهُ وارفعوهُ

ثم قولوا للشيوعيين: هذا ربُّكمْ، خِرّوا سجوداً واعبدوهُ

هل عرفتمْ نجلَ إبليسَ ومن قد وَلدُوهُ

هل عرفتمْ مبدأَ الكفر الذي قد وَلدُوهُ

إنّهُ الحقد على الإسلام، قد أوقده ناراً تَلَظّى شانِئوهُ

إنه التمثالُ للطاغوتِ في تيرانةٍ قد نَصبوهُ

أنْواراً يُدْعى، وفي أعماقِه من حُلكةِ الظلماءِ بيداءُ وتيهُ

عاشَ وحشاً ضارِيَ الفتك، تَرَوَىّ من دماء الناس كَفّاهُ وفوهُ

قد أرادوكم عبيداً وهو حيٌّ، أفبعدَ الموتِ أنتم عابِدوهُ

حَطِّموهُ بعدما صار رُفاتاً مُنْتِنَ الجُثمانِ لا لا تَرهبَوهُ

صنم التمر تهاوى، آن للألبانِ في تيرانةٍ أن يأكلوهُ

لَيْتَهُ قد شاهد البُنيانَ مُنْدَكّاً ولم يأسفْ عليه ساكِنوهُ

وبعدما شادوه مدعوماً بأجساد الضحايا هَدّمُوهُ

ليته قد شاهد التمثالَ قد ثارَ عليه ناحتوهُ

بعدما صاغوه من إِفْكٍ ومن وَهْمٍ سخيفٍ كَسَّروهُ

ومضى يصفعُهُ بالنعلِ في كل صباحٍ ومساءٍ سادِنوهُ

ليته قد شاهدَ السحرُ الذي زَيّنَهُ للناس زوراً كاهِنوهُ

كيف زال السحرُ وارتدّ بخْزيٍ وصَغارٍ صانِعوهُ

ليتهُ قد شاهدَ المبدأَ ينهارُ ويُرْويهِ بأيديهمْ ذووهُ

بعدما قد كَفروا بالواحدِ القهارِ ثم اعتنقوهُ

خَلَعوهُ ورَمَوْهُ للقِمامات حِذاءً بالياً واحتَقروهُ

¯ ¯ ¯

يا حاملينَ الفأسَ في تيرانةٍ لتحطِّموا أصنامَ آزَرَ والطُّغاةْ

وتُزَلْزلوا عرشاً من الإلحاد والأجسادِ، نُمْرودُ الضلالةِ قد بناهْ

وتُهدّموا صرحاً زها فرعونُ مختالاَ يَتيه على ذُراهْ

ثورُوا على مارِكْسَ والأذنابِ والحزبِ الذي قد راحَ مُقتفياً خُطاهْ

هذي المساجدُ في القيودِ أسيرةُ الساحات مُقْفِرةُ الرياضِ من الصلاهْ

ومنابرُ الإيمانِ غَالَتْها اليدُ الحمراءُ في ليلٍ غريقِ في دِِماهْ

ومآذنُ التوحيد في أيدي الشيوعيين خافِضَةُ الجباهُ

لا عِزّةُ الشُّرُفاتِ شامخةٌ ولا التكبيرُ منطلقٌ نِداهْ

والرُّعْبُ يخنقُ كلَّ خَفْقٍ في الصدور، وكلَّ همسٍ في الشّفاهْ

يا حاملينَ الفأسَ لا تُبْقوا على صَنَمٍ البلاشفةُ البُغاهْ

تِمثالُ أنورَ صَنْعَةُ الشيطانِ من رجس الضلالةِ قد براهْ

وسَقَاهُ من خمرِ الفجورِ، فراحَ نشوانَ الغُرورِ بما سقاهْ

وأنالهُ سيفاً من الإجرامِ سفاحاً فكان من الجبابرة العُتاهْ

ومضى يعربد في البلاد كأنه نَيْرونُ روما حين صالَ بها وتاهْ

واليومَ هزّتْ عرشَه الجبّارَ صاعقةٌ فَنُكِسَ من عُلاهْ

وانهارَ مجدُ إلهِهِ الكَذّابِ وهو مُحَطَّمُ الخُيَلاءِ قد خارتْ قواهْ

جُرُّوهُ مُنْهارَ الحُطامِ على الرَّغام، فللمزابلِ كالقِمامةِ منتهاهْ

لا بد مهما أُفْلِتَ الجاني الأثيمُ من العقوبة أن يبوءَ بما جناهُ

هذي البلاد نما بها غَرْسُ الاباءِ فأرضُها الشمّاءُ مَزرعة الأُباهْ

ما دانَ فيها الأَرنؤوطُ بغير دينِ الله أو عَبدوا سِواهْ

أَهْدى إليها الله روحاً من هداهُ وجادَها غيثٌ عميمٌ من نداهْ

وأضاءها النورُ الذي ما زال عَبْرَ تراكمِ الظُّلُماتِ يغمرُها سَناهْ

فإلى متى يجتاحُها الطغيانُ يسْحقُها يَخْنُقُ كلَّ نبضٍ للحياهْ

وإلى متى يبقى ظلامُ الكفرِ يغشاها كليلِ القُطْبِ مُمْتَدٌ دُجاهْ

يا حاملين الجُرْحَ في الأعماقِ نزّافاً بعيدَ الغوْر لم يَنْضُبْ دِماه

بصدوركم تستقبلونَ الخِنْجَر المسموم والجزّارُ ضاريةٌ مداهْ

خمسونَ عاماً والشيوعيون كابوسٌ، على الأوطانِ جاثمةٌ رؤاهْ

خمسونَ عاماً والوحوشُ تُبعثُر الأشلاءَ في كلِّ اتجاهْ

والظلمُ مَسعورُ النواجِذ والبلاد تَئِنُّ ثكلى تحت أسلحة الجناهْ

يا إخوةَ الإيمانِ أنتمْ شُعلةٌ من ذلك الماضي وعِطْرٌ من شذاهْ

ونَميرُ نبعٍ من ربوع الوحي راحَ العالمُ الظامي يَبُلُّ به صداهْ

نَسَبٌ من الإسلام لُحْمَتُهُ يقرّبُنا، ومن منهاجه الأعلى سُداهْ

ويضمُّنا تحتَ اللواءِ أعزّةً دينٌ بحبل الله قد شُدّتْ عُراهْ

والله ألّف بيننا بضيائه الهادي في أبهى ضياهْ

فجرٌ أطلَّ على ظلام الكونِ في إشراقهِ يجلوا عَماهْ

وسبيلُ رشدٍ مُبْصرٍ ما زاغَ سالكُهُ وما ضَلّتْ خطاهْ

يا إخوةَ الإيمان إنَّ الصَّفَّ يجمعُنا فبورِكَ من حَماهُ ومن رعاهْ

وكتابُنا الأعْلى يوحدنا فبورِك من تلاهُ ومن وعاهْ

وجهادُنا من غاياتِ الذلّ ينقذُنا، فبورك من سقاهُ ومن فداهْ

ما أجملَ البنيانَ باسم اللهِ ترفعه على أسُس الهُدى أيدي البُناهْ

ما أجملَ اللُّقيا يعانقها أخٌ للصدر محتضنٌ أخاهْ

رُوحٌ من الله العليِّ أمدَّ أمتنا بغيثٍ من هداهْ

وأنالها من نعمةِ الحُبّ الحميم وعِزة الإيمان كنزاً من غِناهْ

جسدٌ من التوحيد بُنْيَتُهُ ومن إخلاصِه الشفّاف أنفاس الحياةْ

فإذا شكا عضوٌ تداعب سائر الأعضاء من أَلَم الشَّكاهْ

اليومَ يصحو المسلمونُ ويُبْعثُ الإسلام من ليلٍ طويلٍ قد غشاهْ

ويعودُ مُنْطلِقَ المسيرة موكِبُ التاريخ تيّاهاً، وينهضُ من كَراهْ

سيظلُّ هذا الدينُ منصورَ العقيدةِ، فوقَ أبراجِ المجرّةِ مُرتقاهْ

في الأرض دستورٌ ولكنْ سابحاتُ الشُّهْبِ تَقْصُرُ عن مداهْ¨

الشاعر: يوسف إبراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *