العدد 39 -

السنة الرابعة – ذو الحجة 1410هــ، تموز 1990م

رُوّام الرضوان

محمد محمد البقاش ـ المغرب

إلهي قصدْتُك، قَصْد الْمنيبِ

وأوقنُ أنّي عند رب مجيبِ

تجاوزْ عن المذنبين بعفوكَ

ثَقُلْتُ بأوزاري وأنتَ حبيبي

أنا عبدكَ، المخذولُ بالنّفْس والهَوى

ولكنّ حِلْمَكَ فيه نصيبي

وأطمعُ في الرَّضوانِ بُغْيَةَ نَيْلِهِ

وأسعى إليه كسعي الكئيب

وُثُوقي من الاستجابة راسخٌ

شَكِيٌّ أنا من ثقْل كُثْر الذنوب

وشاكٍ إلى الله نفسي، وبيئةً

قدِ اسْتُمْرِئتْ رُغْمَ ظلْمٍ عصيب

تنامين يا أُمّةَ المصطفى

فكيف يحلو لكِ النومُ بين الذِّئاب؟

لقد غَصَبوا السُّلْطانَ، سلطان دينِكِ

فَبِتْنا يتامى عَصْرِ قَهْرِ الشعوب

وَقيمتُنا أُسْقطتْ، والخلافةُ

فصرنا نجاري الغَرْب (جَرْي) الكلابِ

وحينَ يُشاهَدُ حامل دَعْوةٍ

يُشاهَدُ أيضاً عِشْق الرِّقابَ

يُشاهَدُ قَمْعٌ لغاية منعهِ

ويودع بالسِّجْن بعد العذاب

تطبيق شَرْع الله في الأرض حُلْمهُ

وإن صار مِنْ جِسْم الفتى كَالكَباب

ألا إنّ نصرْ الله آتٍ ومحْذق

فصبرٌ جميلٌ وَهْوَ زيُّ الشباب

لقد نلْتُمُ العزّ، واللهِ نلتموهُ

رُغْمَ الأنوف ورُغْمَ الخُطوب

فأمّتنا أنْتُمُ لها أَمَلٌ كما

لَكُمْ هِي ركنٌ خالصُ كاللُباب

ألا فاثبتوا حتّى تُلاقوا الصحابة

إلى جنّة الخُلْد، بفِعْلٍ دؤوب

إلهي قَصَدْناك قصد المنيب

قَصَدْنا حليماً كاشفاً للْكُروب

قصَدْناه بعْدَ اليَأس مِمَّنْ

سواه، نَحْن رُوَّام رِضْوانٍ بِمِلْءِ القلوب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *