العدد 38 -

السنة الرابعة – ذو القعدة 1410هـ، حزيران 1990م

هكذا يكون الرد

عبد الله حسين أبو الهجاء

ما زالت المجازر تحصد المسلمين، المجازر التي يقوم بها اليهود، وغيرهم من الكفار ما زالوا يذبحون المسلمين كالنعاج، يذبحونهم في بلاد المسلمين، في فلسطين وكشمير وأذربيجان وغيرها كثير، وما زالت الأمة تحس بالألم والفجيعة، فهي كل يوم تطلع فيه الشمس تفجع بفوج أو أفواج من فلذات أكبادها، وتذرف دموع الحسرة، فكيف تترجم الأمة مشاعرها؟

بعض الناس يعلن الإضراب، وبعضهم يقوم بالمظاهرات، فهل تعيد المظاهرات والإضرابات الأمن إلى نفوس المسلمين، وهل تحمي البقية الباقية منهم؟

وبعض الناس يقف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، هذه البدعة التي يقلدون فيها الكفار الذين يذبحونهم، وبعضهم يرفع الأعلام السوداء، وبعضهم يجمع الأموال لمساعدة المسلمين في فلسطين المحتلة وغيرها، فهل يتساءل هؤلاء فيما إذا كانت هذه الأعمال تكفي لحماية الذين يعرضون أجسادهم للحديد والنار.

منظمة التحرير الفلسطينية تشكو بثها إلى هيئة الأمم المتوحشة، هذه الهيئة التي يهمن عليها الأقوياء ليتقاسموا الضعفاء، إنها شكوى الحمل الوديع للذئب المفترس على فصيلته من الذئاب. فهل تجهل منظمة التحرير ذلك أم أنها تتجاهل؟

المسلمون يطالبون بكامل تراب فلسطين، فترد عليهم منظمة التحرير، مسفهةٌ أحلامهم، وتدعوهم إلى نبذ العنتريات والنظر إلى الواقع، بل إنها تتهم من ينادي بكل فلسطين بالعمالة للصهيونية، وشر البلية ما يضحك.

أي واقع تعني منظمة التحرير: واقع ذبح المسلمين في فلسطين، ونحن ضعفاء، والكفار أقوياء، هذه هي الواقعية التي تدعو إليها منظمة التحرير، فهل سمعت أيتها الأمة أن النعجة عندما تبكي وليدها فسيرق لها فؤاد الذئب، ويطلق لها ابنها بالحفظ والرعاية والصون؟!

وأنظمة تتداعى لمؤتمر القمة العاشر والعشرين، لقد زادت المؤتمرات حتى نسينا عددها، مؤتمر القمة العتيد الذي سيفعل يفعل باليهود وأمثال اليهود من سائر الكفار.

هل سيكون مؤتمر القمة أكثر جدوى وفائدة من المظاهرات والإضرابات، وأعلام الحداد السوداء، والوقوف دقيقة صمت.

هل سيقرر مؤتمر القمة الجهاد بالأعلام، كما فعل الفهد بالأمس القريب، أم سيقرر حرباً تمثيلية مثل عام 67 يسلم فيها المزيد من البلاد والعباد لليهود؟

فلتستيقظي أمة الإسلام ولتعلمي أن الرد الصحيح والوحيد هو في اجتثاث إسرائيل وأشباه إسرائيل من الوجود، لا في الإضرابات والمظاهرات، ولا في الوقوف ساعات صمت، ولا في رفع الأعلام السوداء والبيضاء، ولا في اجتماع مؤتمرات القمة ولا حتى في العمليات النوعية.

واسترجاع فلسطين وغير فلسطين يلزمه الجيش والسلاح، فهل عندك أيتها الأمة جيوش وأسلحة؟ إن ديار المسلمين تعج بالجيوش والأسلحة ولكن أين القرار؟

إذا غزي شبر من أرض المسلمين أصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة فيها أيها الجنود البواسل: حطموا القيود والحدود، وحرروا أنفسكم من الطغاة، حرروا أنفسكم من هذه الطغمة الفاجرة التي تحرس أمن إسرائيل وأشباهها، بينما تطلقكم بعضكم على بعض، أو تطلقكم على أمتكم العزلاء.

يا أحفاد خالد وصلاح الدين: إن إسلامكم اليوم على المحك، ألم تحسوا بما تحس به أمتكم: إنها كالأم الثكلى تنظر إلى أبنائها يبطش بهم الكفار، هي تجأر إلى الله، تضج إليه بالدعاء، فهل من معين وهل من نصير.

حطموا قيودكم، وأعلنوها خلافة إسلامية راشدة كي تسترجعوا فلسطين وغيرها، فالله يدعوكم إلى العزة والنصر، والشيطان وقبيلته يدعونكم إلى الذلة وطول العمر، ولو كان الجهاد يقصر العمر لما مات خالد رضي الله عنه على فراشه.

ها هي أمتكم تستغيث، تنتظركم وقد وضع الجلاد سيف الإبادة على عنقها، فهل أنتم مدركوها الآن أو يفوت الأوان؟ وقد وعدكم الله إحدى الحسنيين وفي كليهما العزة والنصر، وسعادة الدارين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *