العدد 52 -

السنة الخامسة – العدد 52 – محرم 1412هـ الموافق آب 1991م

إسلاميون أو مسلمون؟

درجت على الألسنة والأقلام عبارة (إسلاميون) بدل (مسلمون) وهذا فوق كونه خطأً لغوياً هو خطأ فكري أما من حيث اللغة فكلمة (مُسْلِم) هي اسم فاعل وتشير إلى من قام بفعل الإسلام (أسْلَمَ فهو مُسْلِمٌ). أما كلمة (إسلامي) فهي نسبة شيء ما إلى الإسلام. فيقال: رجل مسلم ولا يقال رجل إسلامي. ويقال: كتاب إسلامي ولا يقال: كتاب مسلم. وكذلك يقال: دولة إسلامية ولا يقال دولة مسلمة. ويقال: مجتمع إسلامي ولا يقال: مجتمع مسلم، إلا على سبيل المجاز. ويقال: امرأة مسلمة ولا يقال: امرأة إسلامية.

وأما من حيث الفكر فإن الذين يستعملون تعبير (الإسلاميون) يقولون بأن المسلمين أصناف: صنف يدعو إلى الإسلام وهؤلاء هم (الإسلاميون)، وصفن يدعو إلى العلمانية أو الوطنية أو القومية وهؤلاء مسلمون وليسوا إسلاميين. وهناك أصناف أخرى.

والخطأ الفكري هنا هو هذا التصنيف: مسلم إسلامي ومسلم غير إسلامي! إن هذا نوع من الانجراف مع ما يسمونه التعددية والحرية وهو فكر غربي. والحقيقة أن المسلم هو مسلم لأنه أسلم لله وابتع دين الإسلام، ولا يصح مطلقاً وصف المسلم بأنه غير إسلامي أو غير مسلم إلا مجازاً، أما حقيقة فلا. والذين يستعملون التعبير يستعملونه على سبيل الحقيقة وليس المجاز¨

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *