العدد 54 -

السنة الخامسة – العدد 54 – ربيع الأول 1412هـ الموافق تشرين الأول 1991م

الحقد الفرنسي على الإسلام والمسلمين

(قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)

في 25/09/91 نشرت صحيفة «لوكو تيديان دوباري» مقابلة مع رئيس مصلحة الهجرة الفرنسية (جان كلود بارو» وهو كاهن كاثوليكي سابق ترك الكهنوت لكي يتزوج، وهو أيضاً مستشار سابق للرئيس الفرنسي ميتران. قال في مقابلة: «إن الديانة الاسلامية هي الأكثر انغلاقاً وتشدداً» وقال: «إن المسلمين يرفضون التقيد بالقواني المدنية وبطريقة عيش (الكفار). والذين تطوروا منهم يتركون الإسلام ويقطعون العلاقة مع أمتهم ومحظوراتها المرعبة… من الوضع العائلي إلى ظروف المرأة المخالفة لقيمنا». وقال، مهدداً بطردهم من فرنسا بصفته رئيس مصلحة الهجرة: «يجب التوقف عن اخفاء المشكلة عن أنفسنا… الاستيعاب الناجح يمرّ عبر التخلي عن ممارسة الإسلام الذي هو دين سياسي بعيد عن العلمانية».

وفي 26/09/91 قال هو نفسه للإذاعة الفرنسية: «من أجل استيعاب المهاجرين المسلمين في المجتمع الفرنسي لا بأس إذا مارسوا شعائر دينية في إطار قوانين الجمهورية، ولكن يجب أن يبتعدوا عن الشريعة الاسلامية» وقال: «إن الديانة الاسلامية شبيهة في كثير من جوانبها بالماركسية التي انهارت أخيراً». وقال: «بأن الإسلام لم يتطور وفيه جوانب بالية».

وكان جاك شيراك زعيم المعارضة اليمينية وعمدة باريس والرئيس السابق للحكومة تحدث قبل أشهر عن المهاجرين المسلمين في فرنسا واصفاً إياهم بالأصوليين المتطرفين الذين تنبعث الرائحة الكريهة من أحيائهم.

وقبل أيام تحدث الرئيس الفرنسي السابق ديستان فدعا إلى إعطاء الجنسية الفرنسية على اساس «حق الدم» بدل «حق التراب».

وكان الرئيس الفرنسي ميتران أصدر تصريحاً مذهلاً بخصوص الجزائر عندما فازت جبهة الانقاذ الاسلامية بانتخابات الولايات والبلديات عام 1990، إذ قال: «إذا نجح الأصوليون في حكم الجزائر فسوف أتدخل عسكرياً كما تدخل بوش في بنما».

وقد ارسل ميتران هذا وزير داخليته فيليب مارشان على رأس وفد يضم عشرة مسؤولين رفيعي المستوى في وزارته إلى تونس حيث وصل في 13/09/91 واجتمع بالرئيس زين العابدين بن علي ووزير داخليته عبد الله القلال. وذكرت وكالتا (رويتر و ا.ف.ب) أن مارشان ووفده بحثوا مع المسؤولين التونسيين مسائل مشتركة «في مقدمتها اللامركزية والشرطة والتعاون في مجال الأمن الداخلي ومسائل عدة مهمة للتونسيين وللفرنسيين» وأضاف مارشان أنه يعني بذلك «المشاكل التي تطرحها الحركات الأصولية» وقال مارشان أن بلاده لن «تسمح بالقيام بأي شيء من شأنه تهديد أمن تونس واستقرارها». وصرح مصدر فرنسي في باريس بأن زيارة مارشان تناولت نشاطات القياديين الاسلاميين التونسيين في فرنسا.

فرنسا لا تكتفي بالتضييق على المسلمين في فرنسا بل تلاحقهم إلى تونس والجزائر وإلى كل مكان. وقامت فرنسا بشتى الأعمال لدعم سلطات الجزائر ضد جبهة الإنقاذ الاسلامية. وتحمست فرنسا ومعها إيطاليا ودول أوروبية أخرى لتدبير قرض عاجل وتقديمه إلى الجزائر كي لا يستفيد (الأصوليين) من الأزمة الاقتصادية الجزائرية في تحريكهم للشعب ضد السلطة.

حكام الجزائر وحكام تونس ينسّقون مع فرنسا لضرب الإسلام ولضرب شعبهم المسلم!

إن موجة الخوف بل الرعب من الإسلام والمسلمين تجتاح فرنسا الآن، وتجتاح كثيراً من دول الغرب. وحين نشر سلمان رشدي آياته الشيطانية التي تطعن بالاسلام قام الغرب كله يدافع عنه ويشجع على نشر كتابه، حتى أن تاتشر رأت أن الدين الاسلامي لا يتمتع بالحرمة التي يحميها القانون كما تتمتع النصرانية واليهودية مثلاً.

الفرنسيون الآن يمنّون على المهاجرين المسلمين أنهم يقبلون ادخالهم إلى فرنسا، ونسي الفرنسيون أنهم استعمروا كثيراً من بلاد المسلمين ومصوا خيراتها وجهود شعوبها. نسوا أنهم كانوا في بلاد المسلمين لمص دمائها وصدّقوا دعايتهم أنهم هناك لنشر الحضارة والإنسانية والحرية!

رئيس مصلحة الهجرة الفرنسية يقول: «الديانة الإسلامية شبيهة في كثير من جوانبها بالماركسية التي انهارت» وهو في هذا يتمنى انهيار الإسلام كما انهارت الماركسية. ونقول له: «طويلة هذه على رقبتك ورقبة العرب كله معك، قال تعالى: ]إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[. وإذا كان المسلمون قد كَبْوا في هذا العصر فليس غريباً (فلكل جواد كبوة والكل صارم نبوة) كما يقول المثل، وسرعان ما سينهضون من كبوتهم ليعودوا إلى أصالتهم التي أكرمهم الله بها: ]كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ[. وإذا كنتم الآن تجدون في حكام المسلمين، أثناء كبوتهم، عملاء لكم فهذه سحابة عابرة، وسينهض جيل المسلمين الحاضر ليحمل لكم الخير ويأمركم بالمعروف وينهاكم عن المنكر وينقذكم من حضارة الخمور والمخدرات والإباحية والإيدز.

الإسلام ليس فيه «جوانب بالية» يا حضرة الفرنسي، والعلة موجودة في مفاهميك ومقاييسك وليس في الإسلام. الإسلام دين الله نزل به الوحي الأمين ]لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ[.

لقد قامت فرنسا باستعمار الجزائر 130 عاماً وجهدت خلالها للقضاء على الاسلام، فرنسا التي تتبجح أنها أمّ الحضارة الغربية وأنها حاملة لواء الثقافة إلى العالم، ماذا حصدت مع مسلمي الجزائر بعد استعمارها الطويل؟ لقد خرجت مطرودة شر طرد، ولم تستطع أن تزحزح أهل الجزائر عن إسلامهم، وها هي الآن ترتعد خوفاً منهم: تخاف أن يستلموا السلطة ويقيموا دولة اسلامية تعود إلى فتح فرنسا وأوروبا من جديد.

إن الانفعال والتحامل قد أخذ من هذا الفرنسي (الكاهن السابق) مأخذاً جعله يناقض نفسه في المقابلة الواحدة، فهو من جهة يصف الإسلام «بالانغلاق والتشدد» ويصف المسلمين بأنهم «يرفضون القوانين الفرنسية وطريقة عيش الكفار والقيم الفرنسية خاصة المتعلقة بالمرأة والأسرة» ومن جهة أخرى يتمنى «انهيار الإسلام كما انهارت الماركسية». وهذا التمني يتعارض مع الأوصاف التي يلمسها، فالماركسية رأينا اتباعها قد نفضوا أيديهم منها، وقاموا هم باسقاطها وتحطيم رموزها. أما المسلمون فيتمسكون بالاسلامن وسيزدادون تمسكاً به وعضاً عليه النواجذ كلما زالت عن أبصارهم الغشاوات التي حاول الغرب وضعها أثناء استعماره لهم.

ونود أن نبشر الفرنسيين ومعهم سائر الأوروبيين والأميركيين بأن الحضارة الغربية هي التي نخرها السوس وعفنت وأصبحت مهترئة من الداخل وهي التي على وشك الانهيار.

الحضارة الغربية ظالمة وفاسدة ومهترئة من قبل ولادة الماركسية. ماركس أصلاً وضع فكرته لإنقاذ الناس من الرأسمالية التي لمس ظلمها وفسادها. ولكن اتباع الرأسمالية قاموا بعمليات ترقيعية وتجميلية أطالت عمرها قليلاً كما يطول عمر الثوب البالي بالترقيع والصباغ.

إن الازدهار الاقتصادي الظاهر في بعض دول الغرب ليس من ثمار النظام الرأسمالي الغربي بل هو من ثمار التقدم العلمي من جهة ومن فرة الثورة من جهة أخرى. وهو قبل هذه وتلك من ثمار الاستعمار ومص دماء الشعوب وخيراتها في العالم الثالث. إن هذا الازدهار في بعض دول الغرب هو على حساب الدول والشعوب المتخلفة، انه نتيجة الظلم والسرقة. وازدهاركم هذا لن يدوم لأن ظلمكم وسرقتكم واستعماركم لن تدوم.

لقد رأينا قوة الدول الغربية أثناء حرب الخليج، قوة تتمثل بالأسلحة الحربية والإعلامية والاتصالات وما شاكل ذلك من ثمار العلم والتكنولوجياز وهذه الوسائل قد تحمي الغرب من هجوم خارجي، ولكنها لا تحميه من اهتراء وتصدع وانهيار داخلي. هذا الاتحاد السوفياتي يملك ترسانة ضخمة من الأسلحة التقليدية والمتطورة ويملك الوسائل الاعلامية والاتصالات والعلم والتكنولوجيا، فهل حفظته من الانهيار؟ كلا. ولو كان هناك هجوم خاجري على الاتحاد السوفياتي لاستفاد من هذه الوسائل، ولكن انهياره كان من الداخل فلم تنفعه هذه الوسائل في شيء.

الحضارة الغربية تحمل عوامل موتها في داخلها:

1- هذه المخدرات على اختلاف أنواعها إنها بنت الحضارة الغربية. الحضارة الغربية تقوم على الحريات ومن ضمنها حرية تعاطي المخدرات. في 12/09/91 صرح جورج بوش رئيس أميركا بشأن المخدرات وغيرها، قال: «لن تكون المعالجة ناجعة في مجتمع يشعر بالعجز. ويعتقد الناس أن المسألة هي في الكراك (نوع من المخدرات) والانتحار أو الامهات المراهقات. هذه كلها عوارض. المرض هو نوع من الفراغ الأخلاقي».

2- وهذه الخمور على اختلاف أنواعها، إن تعاطيها هو من ضمن الحريات في الحضارة الغربية. وهم ينشئون الجمعيات لمقاومة تعاطي الكحول وفي بعض دولهم يسنون قوانين ولكن بدون جدوى لأن طبيعة الحريات عندهم تسمح بها. ومن المضحك القانون الذي يسمح بكل أنواع الدعاية للتدخين، ويوجب إضافة كلمة: التدخين مضر.

3- وهذه الحرية الشخصية في الحضارة الغربية التي أدت إلى الإباحية الجنسية التي فاقت إباحية الحيوانات. وأدت إلى إباحية اللواط، حتى أن البرلمان الانجليزي وغيره من البرلمانات الغربية شرعته في قوانين وشرعوا الزواج رسمياً بين رجل ورجل. وشرعوا علاقة السحاق رسمياً بين امرأة وامرأة وهذه لاعبة المضرب (نافراتيلوفا) وصديقتها تقيمان الدعاوي في المحاكم. هذه الإباحية وهذا الشذوذ تولّد عنه مرض العصر (الإيدز). وهذا هو الوجه الحقيقي لحضارة فرنسا والغرب.

4- وهذه هي الشهوات على اختلاف أنواعها تشكل المثل الأعلى عند اتباع الحضارة الغربية. فالشهوات هي السعادة وهي الانتصار وهي غاية الغايات. فإذا شعر أحدهم أنه حُرم من الشهوات فإنه ييأس وغالباً ما يسعى في الانتحار. لأن شهوات الدنيا هي عنده نهاية المطاف وخاصة بعد أن تحررت الحضارة الغربية من الديانة النصرانية وقامت على العلمانية وعلى فصل الدين عن الحياة.

5- وهذا هو الهروب من المسؤولية طبع عند اتباع الحضارة الغربية. عمليات الاجهاض هي مظهر للأنانية والفردية والهروب من المسؤولية. يريدون اقتناص اللذات والتمتع بالشهوات ويهربون مما يترتب على ذلك من تبعات ومسؤوليات فيكون الإجهاض ويكون تقليل أفراد الأسرة إلى أدنى حد. وكثير منهم لا يبني أسرة بالمرة تهرباً من المسؤوليات.

6- الحضارة الغربية تنحدر لتصبح حضارة الكلاب وليس حضارة الانسان، فقد قال الكاتب الأوروبي (اندره كسبار) مؤلف كتابَيْ: «ألغاز من عالمنا» و«الحقيقة أغرب من الخيال» قال: «أبرزت دراسة فرنسية حديثة أن تكاليف حفظ الحيوان الأليف الواحد والعناية به منذ ولادته حتى وفاته (بمعدل 12 سنة) تعادل ثمن سيارة. وإذا كان الحيوان ذا نسب كريم فقد يوازي سعره عشرات آلاف الدولارات» ويتساءل الكاتب: «هل تصرّف هذه المجتمعات تصرّف سليم يتلاءم مع المستوى الحضاري الذي يلغته؟ أو أنه مؤشر على نوع من الانحطاط في القيم وانحراف في تحديد الأولويات؟ قيل أنه من الفاضح الاهتمام والإنفاق على حيوانات لا فائدة اقتصادية منها، في زمن لا تزال جماعات بشرية بكاملها تعاني من المجاعة. وقيل أيضاً أن من اللافت بروز ظاهرة تفضيل الحيوانات على الأطفال في هذه المجتمعات، بحيث أنه ثمة معادلة بين انخفاض نسبة المواليد وازدياد عدد الحيوانات الأليفة في المنازل.

7- الحضارة الغربية مقياسها النفعية، وتجعل العلاقة بين الإنسان والإنسان التنافس على المنافع بل التكالب عليها والقتل من أجلها. الحضارة الغربية لا يوجد فيها ما يربي اتباعها على التضحيات أو الكرم أو أي شيء من القيم الرفيعة. ولن يستطيعوا أن يضيفوا هذه الرقعة إليها لأنها ليست من جنسها ولا يمكن لصقها فوقها. وها هو بوش يصف المجتمعات الغربية بأنها «تشعر بالعجز». ويقول بأن: «المرض هو نوع من الفراغ الأخلاقي». وهذه المجتمعات الغربية هي كالنار ستأكل بعضها إذا لم تجد ما تأكله.

8- الحضارة الغربية تتبجح بالديمقراطية والواقع أنهم كاذبون. إنهم في الحقيقة ميكيافيليون. إنهم يتظاهرون بالديمقراطية والإنسانية والعدالة، ولكن الواقع يكذبهم، وإذا آمنوا بالديمقراطية لشعوبهم فهم في الحقيقة ينكرونها على غيرهم وإن خادعوا. حتى الديمقراطية لشعوبهم في عقر دارهم هي مزيفة لأن الرأسماليين الكبار هم الذين يتحكمون بالمجتمع ويوصلون النواب إلى البرلمانات، ويوصلون الرؤساء إلى المراكز ويفرضون سن القوانين التي تناسب مصالحهم. فلا توجد ديمقراطية حقيقية حتى في البلاد الغربية العريقة بالحضارة الغربية.

يا حضرة الفرنسي: هذه هي الحضارة المرشحة للسقوط بعد سقوط الماركسية وليس الإسلام. الإسلام هو المرشح الآن للظهور والانتصار على الأديان والمبادئ كلها تحقيقاً لوعده سبحانه وتعالى: ]يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ @ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[.

ونستحث هِمَمَ أبناء الإسلام أينما كانوا في مشارق الأرض ومغاربها أن يتحركوا ليُفْهِموا هذا الفرنسي واضرابه أن أمة الإسلام تنهض الآن من كبوتها، وأن إسلامها أغلى عندها من هوية أو إقامة فرنسية، وأغلى عندها من الروح. لقد جاء دوركم الآن يا شباب الإسلام فلا تتأخروا إلى غدٍ. جاء دوركم لوقفة عز تقفونها تنفعكم في الدنيا والآخرة ]وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[. واذكروا حين كان المسلمون محاصرين في غزوة الخندق، وقد تجمعت أحزاب الكفار من جزيرة العرب وجاءت لاستئصال شأفة المسلمين في المدينة، وقام المسلمون يحفرون الخندق لحماية مدينتهم، واعترضت سلمان الفارسي صخرة أثناء الحفر فأخذ رسول الله r المعول منه وضرب الصخرة ثلاث ضربات ومع كل ضربة كانت تلمع برقة قال ابن اسحاق (سيرة ابن هشام): قال r: «أما الأولى فإن الله فتح عليّ بها اليمن؛ وأما الثانية فإن الله فتح عليّ بها الشام والمغرب؛ وأما الثالثة فإن الله فتح عليّ بها المشرق».

ونحن الآن رغم ضعفنا العسكري ورغم قوة الغرب العسكرية ولكننا أقوياء بديننا وحضارتنا والغرب ضعيف مهترئ متعفن من داخله وفي مبدئه وحضارته.

فأبشروا، واللهِ لكأنَّ اللهَ يحدثنا بنصرٍ منه وفتح قريب□

ندوة عن المسيح..

اختتمت مؤخراً في سونوما بولاية كاليفورنيا الندوة المثيرة عن المسيح بعد ست سنوات من البحث في تاريخ عيسى عليه السلام واستبعدت قرابة ثمانين في المائة من الكلمات المنسوبة إليه في الأناجيل وخاصة ما نسب إلى عيسى عليه السلام في إنجيل يوحنا حيث قرر العلماء المجتمعون بأنها جميعاً غير صحيحة. وقد شارك فيها مائتا عالم منذ 1895. ويمثل هؤلاء المشتركون أساتذة من الندوات، والجامعات المسيحية في أميركا، هذا وقد قرروا بأن عشرين في المائة فقط من الأقوال المنسوبة إلى المسيح في الأناجيل صحيحة وأما الباقي فلا أصل له□

عن جريدة اللواء البيروتية 10/07/1991

يتوهمون أن تحولهم من الشيوعية إلى الرأسمالية سينعش اقتصادهم

ماركس وأتباعه لمسوا فساد النظام الرأسمالي الغربي وظلمه فدعوْا إلى الاشتراكية. وبعد التجربة ثبت فساد الاشتراكية أيضاً وفشلها. وبدل أن يبحث الاشتراكيون الفاشلون عن نظام صحيح عادوا القهقري إلى الرأسمالية متوهمين أنها ستمطر عليهم ذهباً وفضة وتسيقهم لبناً وعسلاٍ. لقد بهرتهم الثروات التي تتمتع بها أميركا ودول أوروبا الغربية، وظنوا أن النظام الرأسمالي الحر هو السبب في الازدهار الاقتصادي.

إن الازدهار الاقتصادي في هذه الدول ليس ناتجاً من النظام، بل هو ناتج من التقدم العلمي للبلاد ومن غنى البلاد نفسها بالثروات. وهو ناتج قبل كل ذلك من الاستعمار، ذلك أن دول أوروبا الغربية وأميركا تستعمر بلدان العالم الثالث وتمتص خيراتها.

هذه مثلاً دول أميركا الجنوبية مثل الأرجنتين والبرازيل تسير على النظام الرأسمالي الغربي وهي أشد فقراً وأكثر ديوناً من الدولا الاشتراكية. ولأنها متخلفة علمياً وصناعياً وليست لديها مستعمرات فهي فقيرة□

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *