العدد 23 -

السنة الثانية – العدد الحادي عشر – شعبان 1409هـ، الموافق آذار 1989م

أخبار المسلمين في العالم

سياسة التدجين

يقال في اللغة دَجَنَ الحمام ودَجَنتْ الشاة أي أَلفَت البيوت فأصبحت داجناً وجمعها دواجن، ويقال جَمَلٌ دجون وداجن، وناقة مدجونه. والإبل التي دُجّنت وأصبحت تحملُ المتاع والإنسان بعد أن كانت تمتنع عن امتطاء ظهرها. هذا في اللغة أما في السياسية فإن الغرب وأنصاره عندنا قد قولّوا مهمة تدجين الشعوب والحركات والزعماء والثوار بما يتفق تماماً والهدف الذي يسعون للوصول إليه، وقد قطع الغرب وخصوصاً أميركا وأعوانها شوطاً بعيدا ً في سياسة التدجين هذه حتى تكاد تشمل العديد من الأفراد والجماعات والحركات، وقد بدأ التدجين بأكبر دولة عربية وهي مصر حينما أوعزت أميركا إلى السادات بالتنكر للجهاد كوسيلة لاسترجاع الحق المغتصب بحيث أصبح الجهاد في نظرهم نوعاً من الهمجية وأصبح الجلوس على طاولة المفاوضات هو مظهراً حضارياً، كما حاول السادات إقناع مسلمي مصر بذلك، ولكنه لم ينجح بدليل سرعة تنفيذ إعدامه على يد الاسلامبولي، ثم طال التدجين لمسلمي فلسطين والذي بدأ منذ عشرات السنين وانتهى باستقبالهم للاعتراف بدولة اليهود بفتور عند البعض وترحيب عند البعض ولا مبالاة عند البعض الآخر، ومسلمو إيران خضعوا لعملية تدجين أنستهم شعار «طريق القدس تمر عبر إسقاط الأنظمة» وأنستهم شعار «تصدير الثورة» وأنستهم «الشيطان الأكبر»، وثوار أفغانستان خضعوا لعملية تدجين أوهمتهم أن الانتصار على الروس يلزمه الاستعانة بأميركا أو بالأنظمة العميلة لأميركا لمدّهم بالمال والسلاح، وكان هنالك فرق بين الهيمنة الروسية والهيمنة الأميركية. ومسلمو لبنان خضعوا لعملية تدجين جعلتهم لا يفكرون سوى بقُوت يومهم، ومسلمو السودان ليس لديهم صوت يعلو فوق صوت المجاعة، وحركة الاتجاه الإسلامي في تونس تم وضعها في قوالب السلطة الحاكمة حينما حوّلت نفسها إلى حركة علمانية، والجماعات الإسلامية في مصر تسير عملية تدجينهم على قدمٍ وساق باستخدام النظام للأزهر وبعض العلماء المعروفين كمطية له في سبيل تشريع ملاحقة النظام للجماعات وقمع تحركها، وثورة الحجارة في فلسطين تجري محاولات حثيثة لتدجينها مقابل صفقة تُعقد مع اليهود الأنجاس، إلى آخر السلسلة لا ترى إلا انقلابات في المواقف والمواقع وتحولات جذرية، فإذا بالمطلب المقدس يتحول إلى مَعَرّة عند من كان يطالب به، فيتنكر لمبدئه وأهدافه بين عشية وضحاها، فيصبح مِطْواعاً ومُروَّضاً ومُدجّناً إلى آخر الحدود.

«القذافي أصبح مفتياً»

في البيان الختامي لمؤتمر عقد في مدينة «البيضاء» في ليبيا حضر حشد من العلماء من أقطار مختلفة ومن بينهم الشيح محمود أبو زهرة، طلب القذافي من المؤتمرين موافقاته إلى معسكر العزيزية، وبعد طول انتظار حضر العقيد وطلب تلاوة مقررات المؤتمر وحينما ورد بند «أن المرتد يُقتل شرعاً» طلب العقيد من العلماء شرحاً لهذه النقطة فيتولى الشيخ أبو زهرة الشرح ولكن القذافي انتهره قائلاً: اسكت… واجلس، والله أن أحداً لم «يخرّب» الإسلام مثلكم أنتم المشايخ. فجلس أبو زهرة مبهوتاً وقد ظهرت عليه بوادر الانكسار وبدأ يتمتم بكلمات: أجلس؟ ما اجلسش ليه؟ أسكت؟ ما اسكتش ليه؟. وتابع القذافي قوله: على كل حال إن هذه القرارات تدل على الجهل، فكيف يُقتل المرتد شرعاً وهناك آية تقول: ]لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ[ وسكت العلماء على فتواه الباطلة لأنهم في معسكر العزيزية، وتجاهلوا فتوى من العقيد تنكر أمراً معروفاً من الدين بالضرورة.

غيض من فيض التعذيب في سجون دول العالم الإسلامي

ناشدت ـ ما تسمّى ـ منظمة العفو الدولية، والتي تديرها دول الكفر الكبرى، الحكومة العراقية إنهاء ما وصفته بالمعاملة الوحشية وعمليات السجن والإعدام التي يتعرض لها أطفال لأسباب سياسية.

وأوضحت في تقرير وزعته أمس في جنيف وعنوانه «الأطفال: ضحايا بريئة للقمع السياسي» أن هناك أدلة كثيرة على أن قوى الأمن العراقية تستهدف عمداً أطفال المعارضين السياسيين، وأن هؤلاء يتعرّضون للتعذيب لحملهم على البوح بمعلومات عن أهلهم أو أقاربهم أو كوسيلة لجعل الأهل يعترفون. وقالت أن بعض الضحايا لا يتجاوز الخمسة أشهر.

وعددت المنظمة ما لا يقل عن 30 وسيلة تعذيب تستخدم مع الأطفال في السجون العراقية، منها الضرب والجلد والاعتداءات الجنسية والصدمات الكهربائية.

وأكدت أن «انتهاكات منتظمة ترتكب في حق الشبان في العراق منذ سنوات عدة». وأشارت مثلاً إلى اعتقال 300 ولد عشوائياً في أيلول وتشرين الأول 1985 في السليمانية وإعدام 29 تلميذاً بالرصاص في كانون الثاني 1987.

وذكرت أن «الجلادين ينتزعون عيون ضحاياهم ويقطعون أنوفها وآذانها والأثداء والأعضاء التناسلية والأطراف».

وأضافت أنه بعد تسليم جثث أشخاص أعدموا في كانون الثاني 1988 إلى عائلاتهم، كان على كل عائلة دفع 300 دينار (1350 دولاراً) في مقابل كل جثة. وأصبح ذلك تقليداً تصفه العائلات بأنه «ضريبة الإعدام».

والجدير بالذكر أن أساليب وقمع النظام العراقي لا تختلف كثيراً عن ما ترتكبه أمثاله من أنظمة العالم الإسلامي.

«مجلس الشيوخ والخمرة»

صوتت لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ الأميركي ضد تعيين جورج تاور كوزير للدفاع في أميركا والسبب في رفضهم هو تعاطي الخمرة وملاحقة النساء، وما يهمنا التعليق عليه هو أنه إذا كانت عملية تعاطي الخمرة وملاحقة النساء من الأعمال التي تُشين متعاطيها وتحرمه من الوظائف المهمة في الدولة فلماذا يقدّسون الحريات في دستورهم ومنها الحرية الشخصية؟ ثم أليست عملية معاقرة الخمرة وملاحقة النساء من الحريات الشخصية التي يحميها القانون عندهم؟ فلماذا هذا التناقض العجيب عندهم حينما يعاقبون مسؤولاً بحرمانه من منصب بدون أن يكون قد خرق دستورهم؟ لو حصل هذا الأمر في بلاد المسلمين لكانوا أقاموا الدنيا ولم يقعدوها مع ما يرافق ذلك من حملة تشهر بالسلام والمسلمين ووصفهم بالتطرف والتشدد والتأخر والهمجية ومعاداة الحريات الشخصية وحقوق الإنسان إلى آخر ما في جعبتهم من اتهامات جاهزة، ولكن ذلك لا يعني أن الإسلام والمسلمين يقلقون كثيراً من اتهاماتهم وأباطيلهم لكن التذكير يقي من النسيان.

وجّه دعوة صريحة إلى اتحاد اقتصادي مع إسرائيل

في حديث مع شبكة التلفزيون الأميركية «سي.بي.أس» دعا ياسر عرفات إلى إقامة اتحاد اقتصادي رباعي بين الأردن وفلسطين ولبنان «لإقرار سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط» واقترح عرفات «إقامة سوق مشتركة في الشرق الأوسط بمشاركة إسرائيل والأردن ولبنان لأن مثل هذه السوق هي الضمانة الأساسية للحل الشامل والعادل والدائم».

التيار الإسلامي في الجزائر

في بيان نشرته الوكالة الجزائرية للأنباء اقترح ثلاثة من زعماء التيار الإسلام أن ينص الدستور على «أن الإسلام هو المصدر الرئيسي والوحيد للتشريع وأن القرآن هو مصدر الدستور» وقال الموقعون على البيان «أن الجزائر أرض للإسلام والجهاد، أن القيم الرئيسية للشعب الجزائري تعرضت للنبذ منذ الاستقلال»، وطالب البيان بتطبيق الشريعة لتنظيم شؤون الأسرة والأحوال الشخصية وتنظيم الحريات.

ومن جهة أخرى نقلت الوكالة الجزائرية للأنباء أن بعض (المسلمين المتشددين) على حد قولها هددوا بمهاجمة الناخبين الذين يصوتون على الدستور العلماني الجديد الذي وضعه النظام، وأضافت أن بعض (رجال الدين) المسلمين على حد قولها دعوا إلى مقاطعة الاستفتاء لأنه تجاهل تطبيق الشريعة الإسلامية، ونُقل عن سكان العاصمة الجزائرية أن كرّاسات وُزّعت في شوارعها تدعو لمقاطعة الاستفتاء على الدستور.

لماذا

نقلت الوكالة الإيرانية للأنباء (ارنا) حديثاً لآية الله منتظر أجرته معه صحيفة (أبرار) وتكرر نفس الكلام في خطاب له في مدينة قم بمناسبة ذكرى الثورة، ومما ورد في الحديث والخطاب قوله: «أن أهداف الثورة لم تتحقق» ثم قوله: «في مناسبات مختلفة أظهرنا تصلباً ورددنا شعارات وأفزعنا العالم وأعتقد الكل أن مهمتنا الوحيدة هنا في إيران هي القتل» ومضى يقول: «عندما تخضع تصريحاتي أنا بصفتي فقيه متعاطف مع الثورة للرقابة فكيف بالأصوات التي يمكن خنقها بسهولة أكبر؟». وانتقد منتظري الاحتفالات الكبيرة، مشيراً إلى أن الأموال التي تصرف في هذا المجال يجب أن تصرف لتحسين أوضاع ملايين الفقراء، وتساءل «هل نجحنا في الحرب المفروضة، أم أن الأعداء الذين فرضوا الحرب تحولوا إلى منتصرين؟ وتابع يجب أن ننظر كم من الأشخاص فقدنا؟ كم من الشباب استشهدوا؟ كم من المدن دُمّرت؟ يجب أن نأخذ كل هذا في الاعتبار، ثم إذا قلنا أننا ارتكبنا خطأ فإن علينا أن نتوب، وتساءل هل نجحنا في حماية الثورة وتحقيق أهدافها؟ وهل قدمنا للشعب ما وعدنا بتقديمه؟ وختم خطابه بالقول أن ملء السجون لن يُلئم الجروح يجب إفراغ السجون وتعبئة كل القوى من أجل البناء.

أيضاً النظام الأردني وحَمَلة الدعوة

ذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن الملك حسيناً أصدر أمراً بإطلاق سراح 30 سجيناً لأسباب أمنية أو لانتمائهم إلى أحزاب سياسية محظورة، وقال وزير داخلية النظام أن بين المفرج عنهم (متشددين إسلاميين) على حد قوله، ونسبت الوكالة حديثاً لمصدر أمني أردني قال فيه أن بين المفرج عنهم (مسلمين أصوليِّين) هما الشيخ عبد الله الكوفاهي العضو السابق بمجلس النواب الأردني المنحل والشيخ عبد الرحمن أبو زنط وهو إمام مسجد، وقال نفس المصدر أن الشيخ الكوفاهي اعتقل بسبب خطبة دعا فيها إلى عودة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية في الأردن.

ثوار أفغانستان

يعيش ثوار أفغانستان هذه الأيام في هاجس قطف ثمار الانكفاء العسكري للعدو الروسي لكن فرحتهم لم تكتمل بعد، ويبدو أنها بعيدة المنال، وذلك لأن قادة التنظيمات المسلحة هناك (اختلفوا على جلد الدّب قبل صيده) ولا زال الخلاف قائماً على عدد المقاعد في مجلس الشورى وفي حكومة المنفى، وليس هذا الخلاف بمستغرب لسببين: أولهما أن قادة التنظيمات يتصرفون ضمن الأطر المذهبية الضيقة التي لن تنتهي إلا إذا نظروا إلى شعبهم كشعب مسلم بغض النظر عن المذاهب، وبالتالي النظر إلى التنظيمات المسلحة كتنظيمات مسلمة بغض النظر عن مذهبها وبغض النظر عن حجمها وعن عددها النسبي، لأن الإسلام لا يعترف بالانقسام المذهبي بين المسلمين ولكن الأطماع السياسية هي التي تستفيد من الجو المذهبي السائد. أما السبب الثاني لعدم استغراب الصراع على المقاعد فهو ارتباط قادة التنظيمات المسلحة بأنظمة محلية والتي بدورها ترتبط بأنظمة الغرب، والكل يعرف الدعم الباكستاني لهم وكذلك الدعم السعودي ومعروف مدى الدعم الأميركي لهما ولغيرهما من الدول المجاورة للثوار، وذلك عدا عن الدعم الأميركي المباشر بكافة أنواع الأسلحة والدعاية، الأمر الذي جعلهم أسرى لذلك الدعم المحلي والدولي وهذا الأسر سوف يحد من حرية الحركة وحرية اتخاذ القرار لدى الثوار، ويجعلهم أسرى القرار الباكستاني والإيراني والسعودي والأميركي طالما بقيت أيديهم ممدودة للمال والسلاح الخارجي، وإذا سئل الثوار: ما هو الفرق بين الهيمنة الروسية على نجيب الله والهيمنة الأميركية على قادة الثورة سواء بشكلها المباشر أم غير المباشر فبماذا يجيبون يا ترى؟.

أسبوع ثقافي ومعرض للكتاب في السودان

أقام حزب التحرير في السودان أسبوعاً ثقافياً ومعرضاً للكتاب الإسلامي بمدينة مدني ثاني مدن السودان في الفترة ما بين 31/12/88 و 06/01/1989م وتخللت المعرض حلقات نقاش وتوزيع كتاب تعريف بـ دعوة (حزب التحرير) كهدايا للزّوار وبعض المنشورات التي خاطب بها الحزب الأمة الإسلامية في السودان.

كما وأقيمت ندوتان في شكل حوار مفتوح، الأولى عن كيفية قيام الدولة الإسلامية وذلك في منتصف الأسبوع الثقافي (الثلاثاء 04/01) والثانية في اليوم الختامي وموضوعها مشكلة الغلاء: الأسباب والحلول في الإسلام وقد أدار الندوتين شباب حزب التحرير.

المؤتمر السنوي الأول للجنة فلسطين الإسلامية في أميركا الشمالية

تحت شعار «الإسلام طريق فلسطين» وبدعوة من لجنة فلسطين الإسلامية في أميركا الشمالية انعقد المؤتمر السنوي الأول تحت عنوان «الإسلام والانتفاضة والمستقبل» في مدينة لويس بولاية فيروي في يوم الجمعة 15 جمادى الأول 1409 هـ الموافق 23 كانون الأول م إلى يوم الاثنين 18 جمادى الأول 1409 هـ الموافق 26 كانون الأول 1988م.

وقد اجتمع في هذا المؤتمر مئات من المسلمين حضروا من العديد من أقطار العالم الإسلامي، وناقشوا عدة موضوعات حول القضية الفلسطينية وسبل دعم الانتفاضة في فلسطين المحتلة.

وكان أبرز المناقشين شباب حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وشباب حزب التحرير الموجودون في أميركا وبعض شباب منظمة التحرير الفلسطينية.

وقد أكّد المؤتمرون على أن الاعتراف بالكيان الصهيوني بشكل مباشر أو غير مباشر محرّم شرعاً بإجماع علماء المسلمين وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين… ودعا المؤتمرون الشعوب العربية والإسلامية للأخذ بمنهج الانتفاضة ـ الثورة ضد منهج الموالاة لأعداء الله ودعوة علماء المسلمين الأفاضل لأخذ دورهم القيادي بين الجماهير من أجل نصرة الإسلام.

وقد ختم المؤتمر بتلاوة من القرآن الكريم ودعاء طويل من إمام الجامع الأزهر الشريف الشيخ إسماعيل العدوي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *