العدد 20 -

السنة الثانية – العدد الثامن – جمادى الأولى 1409هـ، الموافق كانون الأول 1988م

مسلسل التنازلات

المجلس الفلسطيني اعترف بإسرائيل في مؤتمر الجزائر وقبل قراري 242 و338، ولم تكتف أميركا بذلك.

أعطى عرفات في السويد تصريحات أكثر وضوحاً، وطلبت أميركا المزيد.

صاغ عرفات خاطبه في جنيف أمام الأمم المتحدة ليلبي رغبة أميركا، ولكنها طلبت المزيد، إرضاءً لليهود وإمعاناً في إذلال هذا الشعب. ومَنْ يَهُنْ يسهل الهوان عليه.

لم ينتبه أهل فلسطين والعرب والمسلمون لفظاعة الجريمة حتى الآن، لأنهم قابلوها فرحين كما يفرح الأبله بالمصيبة والعار.

عمر بن الخطاب سلَّمنا القدس ومعها العهدة العمرية أن لا يسكن في القدس يهود.

صلاح الدين حرَّرها من الصليبيين.

السلطان عبد الحميد قاوم الضغوط والاغراءات ورفض أن يعطي اليهود أية قطعة من أرض فلسطين.

شعب فلسطين المرابط تحمَّل النكبة والتشريد رافضاً وعد بلفور، ورافضاً قرار التقسيم، ورافضاً المساومة، والتفريط بالأمانة، وعرف قيمة الأرض المقدَّسة وقيمة أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم

.

واليوم، نعم اليوم، تأتي شرذمة باسم قيادة منظمة التحرير، وبشعار أنها الممثل الشرعي لفلسطين، تأتي هذه الشرذمة لتطيح بكل أمجاد المسلمين وبكل التزاماتهم.

عجز الكفَّار طيلة أجيال أن يأخذوا صكاً فيه تنازل عن فلسطين من شعب فلسطين. وتأتي هذه الشرذمة في هذا الجيل لتعطي هذا الصك في جرة قلم.

ليتها شُلَّت تلك الأيدي قبل أن ارتفعت لتعلن التنازل، ولتطيح بالكرامة، ولتخون عهود الشهداء.

إن هذه الجريمة تذكرنا اليوم بجريمة كمال أتاتورك حين أجهز على الخلافة، وهم اليوم يجْهزون على فلسطين، إنهم يهتكون ملاءة فخرهم، ويفرطون بأمانة عمر بن الخطاب.

إذا لم يسارع هذا الجيل لتمزيق قرارات هذه الشرذمة الخائنة، فإنه سيتحمل جريرة هذه الخيانة مع هذه الشرذمة، وسيسجل وصمة عار في الدنيا وأكبر إثم في الآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *