العدد 374 -

السنة الثانية والثلاثون، ربيع الأول 1439هـ، كانون الأول 2017

تصفية قضية فلسطين في صفقة القرن برعاية سعودية!

تصفية قضية فلسطين في صفقة القرن برعاية سعودية!

 

نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تفاصيل حصل عليها حصرًا لمضمون خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن عملية تسوية نهائية بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين). ويقول الموقع في تقريره الذي عنونه بـ”خطة ترامب “التي لا خطة بعدها”: إنها إنذار نهائي للفلسطينيين، وإن فريقًا أميركيًا يعكف على وضع “اللمسات الأخيرة” على الخطة التي باتت تعرف باسم “صفقة القرن”. وينقل الموقع عن دبلوماسي غربي تفاصيل الخطة التي تشتمل على إقامة دولة فلسطينية تشتمل أراضيها على قطاع غزة والمناطق “أ” و”ب” وبعض أجزاء من منطقة “ج” في الضفة الغربية. 

وستقوم الدول المانحة بموجب الخطة بتوفير عشرة مليارات دولار لإقامة “الدولة الفلسطينية” التي ستشتمل بنيتها التحتية على مطار وميناء في غزة، ومساكن ومشاريع زراعية ومناطق صناعية ومدن جديدة. كما سيتم تأجيل وضع مدينة القدس وموضوع عودة اللاجئين. بعبارة أخرى، إن تسوية ترامب لا تتضمن عودة اللاجئين ولا استعادة القدس. فيما ستشمل المفاوضات النهائية محادثات سلام إقليمية بين (إسرائيل) والأقطار العربية بقيادة المملكة العربية السعودية. 

ويلفت التقرير إلى أن جاريد كوشنر، مستشار ترامب الخاص وصهره ورئيس فريق عملية السلام، زار السعودية مؤخرًا وأطلع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على الخطة “وطلب من السعوديين المساعدة في إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقبولها، والتي سوف تقدم بشكل رسمي في مطلع 2018”. ويوضح التقرير أن محمد بن سلمان “متحمس جدًا للخطة، وهو حريص على رؤية صفقة سلام تبرم بين الفلسطينيين والإسرائيليين أولاً، ثم بين “إسرائيل” والأقطار العربية، كخطوة أولى لتشكيل تحالف بين السعودية و”إسرائيل” لمواجهة التهديد الإيراني!” وقال التقرير إن بن سلمان أبلغ كوشنر أنه مستعد لاستثمار كميات ضخمة من رؤوس الأموال في الصفقة، وسيعطي القيادة الفلسطينية الحوافز اللازمة لدفعها للاستجابة الإيجابية. وقد التقى بن سلمان مع عباس في خلال زيارته الأخيرة للرياض التي بدأت في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني وأبدى استعداده لزيادة الدعم المالي السعودي للسلطة الفلسطينية بثلاثة أضعاف تقريبًا لتحفيزها على الدخول في الصفقة.

وقد علق زير الخارجية الأسبق، مروان المعشر، على هذه الصفقة بقوله: “نحن نتعامل مع إدارة لا تملك الحد الأدنى من المعرفة والخبرة حول القضية الفلسطينية، إضافة إلى موقفها العلني والمتشدد في دعم الجانب “الإسرائيلي” وعدم قدرتها حتى على التعبير عن أي تعاطف إنساني مع الفلسطينيين”. وقال المعشر إن ترامب وصهره جاريد كوشنر ومسؤولين آخرين “مغالون في دعمهم لإسرائيل” معتبراً أن “الولايات المتحدة وضعت خيارين لـ”صفقة القرن” أمام الفلسطينيين، وهما: “إمّا حكمًا ذاتيًا لا يتضمن القدس الشرقية أو غور الأردن، أو الأراضي المقامة عليها المستوطنات”. والخيار الآخر وفقًا للمعشر هو “كونفدرالية مع الاْردن للأراضي المشار إليها”. مضيفاً أن “كلا الحلّين يَصبّ في مصلحة إسرائيل فقط”. ونوّه المعشر إلى أن الولايات المتحدة تعول في إتمام الصفقة على الدول العربية التي تقاربت مع (إسرائيل) ضد إيران مؤخرًا.

الوعي: يبدو أن حكام العرب لا يتورعون عن عقد أية صفقة من أجل تثبيت أركان ممالكهم الهشة، فبعد الصفقات المهولة التي قامت بعقدها دول الخليج مؤخراً مع الولايات المتحدة لكسب تأييد الإدارة الأميركية الجديدة للعائلات الحاكمة في الخليج، ها هي السعودية تتصدر المشهد من جديد لعرض قضايا المسلمين ومقدساتهم في فلسطين للمساومة في صفقة مشبوهة، تعيد ترتيب صفوف العملاء في المنطقة، وتجعل من (إسرائيل) حليفًا علنيًا لآل سعود في صراعهم ضد المحور الإيراني، الذي يلهث بدوره للاندماج في النظام السياسي الدولي الذي يرعاه الغرب ويديره لمصالح الدول الكبرى فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *