العدد 365 -

السنة الواحدة والثلاثين، جمادى الآخرة 1438هـ، أذار 2017م

إيكونيميست: حاكم مكة يدمرها

إيكونيميست: حاكم مكة يدمرها

 

ذكرت مجلة “إيكونيميست” البريطانية أن الأمير خالد بن فيصل آل سعود حاكم مدينة مكة المكرمة، يحاول التعويض عما تسبب فيه من إخفاقات خلال الفترة الماضية، بتنفيذ مشروعات أكبر في المدينة السعودية. وتقول المجلة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن خالد بن فيصل وصل إلى منصبه، وأصبح حاكمًا لمكة عام 2007، بعد أن كان أميرًا لمنطقة عسير، وقرر آنذاك أن ينفذ خطة لإقامة أبراج حديثة في مدينة أبها إلا أنها لم تحقق نجاحًا كبيرًا.

وأشارت المجلة إلى أن خالد بن فيصل استطاع محو معالم أبها القديمة، واستبدل مبانيها التراثية بناطحات سحاب ضخمة. والآن، يبدأ الأمير السعودي مشروع تنمية جديد يعد الأكبر في الشرق الأوسط، إذ يخطط لبناء ناطحات سحاب أعلى في أقدس الأماكن الإسلامية. ما يجعل الكعبة المشرفة تبدو أصغر كثيرًا. ولفتت المجلة إلى تسطيح الحفارات للتلال التي كانت قديمًا مكان بيوت زوجات النبي والصحابة، والخلفاء الراشدين، حيث يُنفذ مشروع جبل عمر الاستثماري، ويتم استثمار مئات الملايين من الدولارات لإقامة برجين كل منهما 50 طابقًا في مكان بيت ثالث الخلفاء الراشدين.

ولفتت المجلة إلى أنه في ظل خطط التغيير التي تقوم بها السلطات السعودية، فإن عائدات الحج ستزداد، لتنافس عائدات النفط، موضحة أن الحكومة تنفق المليارات على إنشاء السكك الحديدية، ومواقف الانتظار لـ 18 ألف حافلة لنقل الحجاج إلى الفنادق في الحرم المكي، التي يوجد أمامها مطاعم الوجبات السريعة كالمطعم الأميركي الشهير ماكدونالدز. ووسط ما يحدث من تطورات، يقول أحد مواطني مكة -بحسب المجلة- إن السلطات حولت التراث الإبراهيمي القديم إلى محطة بنزين. وأشارت الصحيفة إلى أن خطة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي كشف عنها العام الماضي، تسلط الضوء على مقومات المملكة السياحية، وتعد بأن تدرّ المشروعات السياحية والتراثية المليارات على السعودية.

الوعي: إن المدن هي “ذاكرة المجتمعات”، لذلك لا بد من الحفاظ على التراث العمراني وترميمه لا القضاء عليه، بخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالذاكرة الإسلامية. ولا ينبغي التعلل قط بالحاجة إلى التوسعة في تحويل أطهر البقاع وأشرفها، أم القرى – مكة المكرمة – إلى مدينة سياحية شبيهة بدبي أو هونغ كونغ، حيث ترتفع ناطحات السحاب وتنتشر الأسواق ومطاعم الوجبات السريعة، فليس لأجل هذا يأتي الحجيج ولا هذا هو الذي يصبون إليه. يضاف إلى ذلك أن متابعة الخطط العمرانية لآل سعود تشي بأن الأمر لا علاقة له باستيعاب الحجيج وخدمتهم، فبعد أن كانت الكعبة هي أبرز معالم مكة، صارت ساعة أبراج البيت “بيج بن الإسلامية”، التي كلفت 800 مليون دولار، وتم تشييدها بالقرب من الحرم، إضافة إلى أبراج البيت وفندق فيرمونت العملاق، وهم يريدون أن تصير هذه كلها معالم مميزة تنافس الكعبة بل وتغطي عليها، وأن تكون مشاريع تنمية رأسمالية استثمارية، وهي تشكل حالة اختناق عمراني وروحاني في آن معًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *