العدد 112 -

السنة العاشرة – جمادى الأولى 1417هـ – تشرين الأول 1996م

الشَـهِـيــدُ ا لـخـا لِــدُ

الشَـهِـيــدُ ا لـخـا لِــدُ

(وَلا تـَحْـسَبَنَّ الذِيْنَ قُتِلُوْا فِي سَبِيْلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)

إلى شهيدِ الشاشانِ المؤمنِ -هكذا نَحسَبُه ولا نزَكّي على اللهِ أحَداً- الذي فازَ بها في ساحةِ الجهادِ وهو يَرفعُ في وجهِ الشيوعيّةِ الملحِدة والصليبيّةِ الحاقدةِ شِعارَ الإسلامِ شِعارَ أُمّتِه الخالدةِ: (لا إِلهَ إِلاّ اللهُ واللهُ أَكْبـَرُ)، إليهِ في قمةِ الإباءِ والفداءِ، إليهِ في سُدَّةِ عِلّيِينَ مع النَبِيّينَ والصِدّيقِينَ والشُهداءِ والصالِحينَ، إليهِ أَرفعُ هذه القصيدةَ:

الشَـهِـيــدُ الخـالِــدُ

للشاعر: يوسف إبراهيم

أَوْدى بِمـَيْدانِ المَـعــالِـيْ جَـوْهــرُ
ماضٍ لجنـّـاتِ الـنَـعـيـمِ وجُرحُه
و (اللهُ أكبرُ) في الجهادِ شِعارُه
اللهُ أكبرُ مِن سلاحِ المعتدي
يا فارساً مَنَحَ المعاليَ مَهرَها
أَأَعَزُّ مِن بذلِ الحياةِ رخيصةً
أَلْبَسْتَها الشَرفَ الرفيعَ قِلادةً
أَهْرَقْتَ مِن دمكَ الطَهورِ سُلافةً
ويَضُوعُ تاريخُ الجهادِ ويَنْتَشِي
لم تَرضَ أن تَلِجَ العَرينَ جيوشُهمْ
الأُفْقُ نارٌ بالصواعقِ مُرعِدٌ
ووقَفتَ كالطَوْدِ الأشَمِّ تَصُدُّهمْ
أوقدتَها ناراً بِحرِّ سعيرِها
وطوى هشيمَ الملحِدينَ أتُونُها
اللهُ أكبرُ يا بــنِـي الشــاشـانِ لا
لا تَرهَبوا والحقُّ في أَيمانِكمْ
والمجدُ سِفْرٌ تكتبونَ حروفَه
والمجدُ صرحٌ ترفعونَ قِبابَه
ولكُمْ بتاريخِ الجهادِ صحائفٌ
.

وعَلَيْهِ تاجٌ لِلشَّهادَةِ يُظْفِرُ
بالطِّيبِ فَوّاحَ الشَّذى يَتفجَّرُ
نِعْمَ السلاحُ هو الأَعَزُّ الأقْدَرُ
مِن زحْفِهِ الباغي أَجَلُّ وأَكْبَرُ
لا قابِضاً كفّاً ولا يستكثِرُ
في خِطبةِ العلياءِ مَهْرٌ يُؤْثَرُ؟
تزهو لآلِـئُـها وأنْتَ الجَوْهَرُ
للعِطْرِ تَرْشُفُها الرياضُ فَـتَـسْـكَرُ
عَبِقاً بأَشْذاءِ البطولةِ يَزْخَرُ
وبِوَجْهِكَ الوضَّاءِ عَينٌ تنظُرُ
والأرضُ نارٌ باللَّظى تتسعَّرُ
وكوثْبةِ الأسدِ الغَضُوبِ تُزَمْجِرُ
ذابَ الغُرورُ الغاشِمُ المتجبِّرُ
وتحطَّمَ الحقدُ الكَفورُ الأحـمرُ
تهِنوا وفي لَهَبِ المَعارِكِ كَبِّروا
في حُلْكةِ الظَّلْماءِ صُبْحٌ مُسْفِرُ
بدمِ الشَّهادةِ للخُلودِ يُسَطَّرُ
شُماًّ بأجسادِ الضحايا يُعمَرُ
بالفخْرِ والمجدِ المؤثَّلِ تُذكَرُ
.

ما أنتمُ إلا فيالِقُ (شاملٍ)
ويحطِّمُ الطغيانَ في جَبَروتِهِ
كم من رِكابٍ أُسرِجَتْ صَهَواتُهُ
وبقوةِ اللهِ العظيمِ وبأسِهِ
يا خيرَ غَرْسٍ مِن جُذورِ حديقةٍ
طَلَعَتْ بأرجاءِ المدينةِ فازْدَهَتْ
تزهو على مرِّ العُصورِ وظِلُّها
غَمَرَتْ بقاعَ الأرضِ بالـنُّـعْمى فلا
أَبْناءَ جَوْهَرَ والكرامةُ تَرتَوي
هو قادَكُمْ للموتِ لا تتردَّدوا
ورِدوا حِياضَ الموتِ حُرّاً قد بدا
يا فيْلقَ الإيمانِ يا فجرَ السَّنا
ويَخِرُّ ليلُ الظلمِ مُنتحِرَ الدُّجى
ويُحطَّمُ الإلْحادُ وهْو ممزَّقٌ
صوتُ الأذانِ يهُزُّكمْ ونِداؤُهُ
فتموجُ راياتُ الخلافةِ عِزَّةً
وتَتِيهُ غاباتُ الُأسودِ ولا يُرى
اللهُ أكبرُ فوقَ كلِّ مُكابِرٍ
والنصرُ للشاشانِ يصحَبُ زحفَهُمْ
والفوزُ في ساحِ الجهادِ لأَهْلِهِ

إذ هبَّ يعصفُ بالغُزاةِ ويَثْأرُ
ويفوزُ بالنصرِ المبينِ ويَظْفَرُ
يحدو الركابَ مهلِّلٌ ومكَبِّرُ
كم ديِسَ من تاجٍ وزُلْزِلَ قَيْصرُ
قد طابَ مُزهِرُها وطابَ الـمُـثـمرُ
ظِلاًّ وروّاها السَّحابُ الممْطِرُ
يكسو الأنامَ وخيُرها يَتفجَّرُ
صحراءُ تَظمأُ أو مَهامِهُ تُقفِرُ
بدمائِكمْ ولِواؤُها يَتعطَّرُ
ودعاكمُ للبذْلِ لا تتأخَّروا
في الخُلدِ موْسِمُهُ البهيجُ الأَخضرُ
جيشُ الغُزاةِ بعزْمِكُمْ سَيُدَمَّرُ
ويخِرُّ قيْصَرُهُ الجديدُ ويُنْحَرُ
تحت النِّعالِ مُجَـنْدَلٌ ومعفَّرُ
بالنصرِ والصبْحِ القريبِ مُبَشِّرُ
والأرضُ مِن رِجْسِ الطُّغاةِ تُطَهَّرُ
فَأْرٌ بها مُسْتَأْسِدٌ مُتَنَمِّرُ
مِن صَوْلةِ الوحشِ المعربِدِ أكبرُ
نصرٌ مِن اللهِ العزيزِ مُؤَزَّرُ
فوزٌ بإحدى الحُسْنَيَيْنِ مُظَفَّرُ

4 من ذي الحجة 1417هـ

22 من نيســان 1996م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *