العدد 268 -

العدد 268- السنة الثالثة والعشرون، جمادى الأولى 1430هـ، الموافق أيار 2009م

(دوربان 2): دول الغرب وعلى رأسها أميركا أكثر عنصرية من (إسرائيل)

(دوربان 2): دول الغرب وعلى رأسها أميركا أكثر عنصرية من (إسرائيل)

 

انعقد مؤتمر «دوربان 1» في دوربان جنوب أفريقيا سنة 2001م على خلفية الانتفاضة الثانية في فلسطين وارتكاب (إسرائيل) جرائم بحق المسلمين هناك. وقد انسحبت (إسرائيل) والولايات المتحدة منه في اليوم الرابع احتجاجاً على محاولة تبني الدول الأعضاء قرار يوازي بين الصهيونية والعنصرية. وحمل البيان يومها إدانة صريحة لـ(إسرائيل) بوصفها دولة عنصرية. وكان قد سبق هذا المؤتمر ثلاثة مؤتمرات عقدت في جنيف أكدت في بياناتها على مساواة الصهيونية بالعنصرية.

وانعقد مؤتمر «دوربان 2» في جنيف في سويسرا ما بين 20 و24/4/2009م وفي جدول أعماله اتهام (إسرائيل) بالعنصرية بسبب ما ارتكبته في غزة من مجازر تفوق الوصف. وكذلك تجريم (الإساءة إلى الأديان) التي يقوم بها مفكرون وإعلاميون وبرلمانيون أوروبيون بتغطية من دولهم. وقد امتنع عن حضوره عشر دول على رأسها الولايات المتحدة و(إسرائيل) وذلك قبل عقد المؤتمر، وخلاله انسحبت بعض الدول… والحجة هي (معاداة السامية) و(المساس بحرية التعبير).

إن السامية أصبحت قدس الأقداس لدى أعور الدجال أميركا ومن معها من دول الغرب الكافر الرأسمالي. وهي أعلى منـزلة من حرية التعبير عندهم. وعليه لا يحق لأحد في الغرب، ناهيك عن خارجه، بالمس فيها بدعوى حرية التعبير وإلا فالسجن والطرد من الوظيفة ومعاداته هي المصير.

أما (الإساءة إلى الأديان) التي يدرجونها تحت حرية التعبير فهي مسموح بها ولو تعرضت للذات الإلهية أو للرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) أو للرسالة التي يحتاجون إليها أكثر من غيرهم لسوء ما هم عليه.

والسؤال الذي يسأل نفسه: من هو الأكثر عنصرية: (إسرائيل) أم دول الغرب التي تحمي عنصريتها وعدوانيتها وتمدها بوسائل القتل والإرهاب، وتغطي على أفعالها الإجرامية بإعلامها الفاسد؟..

لقد كان المطلوب من هذا المؤتمر الدعوة إلى أمرين على الأقل.

– وجوب استئصال الكيان اليهودي لأنه مرد على العنصرية، وهي جزء جوهري من كيانه، ولابد لمن يريد الدعوة إلى القضاء على العنصرية من أن يدعو إلى القضاء على (إسرائيل).

– وجوب القضاء على المبدأ الرأسمالي الفاسد، والذي لم يجر إلا الويلات على العالم، والمسلمين بالدرجة الأولى. وإن ما يحدث من جرائم ترتكبها الدول التي تحمله وتَظلِمُ به في العراق وأفغانستان والصومال… لا يقل عنصرية عما ترتكبه (إسرائيل).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *