رياض الجنة: ترغيب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الإنفاق
2008/12/02م
المقالات
1,839 زيارة
رياض الجنة:
ترغيب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الإنفاق
– أخرج ابن عساكر عن أنس (رضي الله عنه) قال: أول خطبة خطبها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال: «يا أيها الناس، إنَّ الله قد اختار لكم الإسلام ديناً، فأحسنوا صحبة الإسلام بالسَّخاء وحسن الخلق. ألا إن السخاء شجرة من الجنة وأغصانها في الدنيا، فمن كان منكم سخياً لا يزال متعلقاً بغصن منها حتى يورده الله الجنة. ألا إن اللؤم شجرة في النار وأغصانها في الدنيا، فمن كان منكم لئيماً لايزال متعلقاً بغصن منها حتى يورده الله في النار. قال مرتين: السخاء في الله، السخاء في الله».
– أخرج مسلم والنسائي وغيرهما عن جرير (رضي الله عنه) قال: كنا في صدر النهار عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فجاءه قوم عُراة حُفاة مُجْتابي النَّمار -أو العباء- متقلِّدي السيوف، عامتهم من مُضَر بل كلُّهم من مُضَر؛ فتمعَّر وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما رأى ما بهم من الفاقة. فدخل ثم خرج فأمر بلالاً (رضي الله عنه) فأذَّن وأقام، فصلى ثم خطب فقال: «( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) [النساء 1] -إلى آخر الآية- (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)، والآية التي في الحشر: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) [الحشر 18]، تصدَّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمره حتى قال: ولو بِشِقِّ تمرة. قال فجاء رجل من الأنصار بصرَّة كادت كفه تعجِز عنها بل قد عجزت. قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومَين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتهلل كأنه مَذْهَبة (مموه بالذهب). فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء».
2008-12-02