العدد 262 -

العدد 262- السنة الثالثة والعشرون، ذو القعدة 1429هـ، الموافق تشرين الثاني 2008م

حلقة جديدة من مسلسل حلقات الافتراء على حزب التحرير

حلقة جديدة من مسلسل حلقات الافتراء على حزب التحرير

 

منذ أن بزغ فجر الإسلام والصراع بين الحق والباطل قائم لم تخبُ ناره ولم تهدأ عواصفه، بل إن هذا الصراع كان ككرة الثلج المتدحرجة بلا توقف، كلما مرت عليها الأيام والسنون كبرت وتضخمت، وهذا لا يخفى على ذي بصر، غير أن أشكال هذا الصراع أخذت تتنوع وتتشكل واكتست صوراً متعددة، فظن قصيرو النظر أن حدة الصراع قد ضعفت، وأن زماننا زمان “ثقافة الحوار وحوار الحضارات وتكاملها” كما يحلو للبعض أن يسميه، ولكن هؤلاء قد أخطؤوا الحق وجانبوا الصواب بعلم وبينة أو بغفلة وجهل، فالصراع بين الحق والباطل لا يمكن أن يقف ولو للحظات إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهذه سنة لله، ولن تجد لسنة الله تبديلاً.

لقد كان أعظم حدث في تاريخ البشريّة، هو قيام دولة الإسلام في المدينة المنورة. وكان هذا الحدث الجلل بمثابة الهزّة القويّة التي ارْتجت لصداها الكرة الأرضية بمن عليها من بشر!!

وسيكون قيام دولة الإسلام المرتقبة الثانية هو أعظم حدثٍ منذ ذلك العصر الزاهر حتى يومنا هذا، وسيكون لقيامها نفس الهزّة التي حدثت عند قيام الدولة الإسلامية الأولى ليصل صدى ذلك كلّ إنسانٍ على ظهر هذه البسيطة.

لكن هذا الحدث الجلل الفريد من نوعه لنْ يسلم من تحدّياتٍ تواجهه في بداية الأمر، تماماً كما أنه لم يسلم من قبل من تحدّيات وقفت في طريقه قبل تحققه وقيامه وميلاده ورؤيته للنور.

ولعل من أهم التحديات في وقتنا الراهن هو الناحية الإعلامية المسمومة التي تطال حملة الدعوة وحزبهم ومن يسير معهم من تشويه لفكرهم وشخصياتهم، وذلك عن طريق بث الأفكار المسمومة والمشبوهة ضدهم وضد الحزب الذي يقود الأمة إلى شاطئ الأمان.

لقد عملت الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية والمحطات الفضائية على محاربة فكرة الخلافة التي يدعو لها حزب التحرير، ولم تكتف الوسائل الإعلامية بعملها هذا، بل زادت عليه وبدأت تنفث سمومها الشديدة في عقول الناس لإبعادهم عن العمل لإقامة الخلافة وتطبيق شرع الله في الأرض.

ولعل أبرز ما صدر أخيراً ما تناقلته صحيفة الرأي العام الكويتية يوم الجمعة 17/10/2008 حول سيناريو السيطرة على الضفة الغربية وزج حزب التحرير في الأعمال المادية تحت عنوان “مصادر مصرية تتحدث عن «سيناريو» للسيطرة على الضفة”. حيث صرحت المصادر بأن هناك اتفاقاً بين حماس وجناحها العسكري وبين حزب التحرير من أجل الانقلاب على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وجاء نصه «وكانت مصادر مصرية قريبة من جماعة «الإخوان المسلمين»، كشفت لأحد المواقع الالكترونية الفلسطينية (أمد)، عن مخطط تعدّه «حماس» وجناحها العسكري «كتائب القسام»، بالاتفاق مع «حزب التحرير الإسلامي» وبمباركة «الإخوان»، مشيرة إلى أن المخطط يستهدف في بداياته، اغتيال قيادات في السلطة مباشرة بعد الانتهاء من توقيع اتفاق يتوج الحوار المنعقد حالياً في القاهرة. ويتوقع أن يشمل الحوار لقاءات بين «فتح» و«حماس» ابتداء من 25 الشهر الجاري، على أن يعلن عن الاتفاق في وقت لاحق».

ويقول الموقع أيضاً: «وأكدت أن مجموعات خاصة تابعة لـ«حماس» ستتولى السيطرة على مقار السلطة التي ليس عليها حراسة قوية. وسيساعد في ذلك تجنيد «حماس» بعض العناصر العاملة في هذه المقرّات كما حصل في غزة. وذكرت أن «حماس تراهن إلى حدّ كبير على جبن عناصر الأجهزة الأمنية في الضفة وعلى المجتمع المدني الذي تعتبره منقسماً على نفسه ومستاء من تصرفات عدد لا بأس به من رجال السلطة ومسؤوليها». وأوضحت أن «حماس» اتفقت مع مجموعات في حزب التحرير على السيطرة على كل المقرات الأمنية في الخليل وتنفيذ ما يطلب منها بموجب المخطط الحماسي. ولهذا الغرض، حولت «حماس» لـ«حزب التحرير الإسلامي»، الذي يمتلك وجوداً قوياً في الخليل، مبلغاً كبيراً من المال لشراء الأسلحة والمعدات القتالية اللازمة لذلك».

وعليه نريد أن نذكر ببعض الأمور الهامة:

1) إن هذه المحاولة محاولة يائسة بائسة ضالة مضلة للزج بحزب التحرير في دائرة العمل المادي المسلح، وهي محاولة ليست بالجديدة والتي تهدف لضرب الحزب تحت ذريعة قيامه بالأعمال المسلحة.

2) إن حزب التحرير غرس منذ اللحظة الأولى لانطلاقته معالم سيره في مشروعه النهضوي في التغيير, وهذا ما أدركه المستعمر وللأسف قبل الكثير الكثير من أبناء المسلمين, فلم ولن تسطيع أية جهة في الكرة الأرضية أن تأتي بدليل واحد منذ نشأة الحزب وحتى أخر محطة له, أن يكون لديهم دليل على الأعمال المادية, التي تحاول عدة جهات اتهامه بها للنيل منه, وحزب التحرير ليس له أي ارتباط أو علاقة فكرية أو منهجية بأية تنظيم أو حزب على وجه الكرة الأرضية.

3) إن عمل حزب التحرير في العالم هو العمل الجاد بالطريق السياسي والفكري تأسياً بالرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، لتطبق دين الله في الأرض، ولتحرر بلاد المسلمين المحتلة، ولتنشر العدل والنور في العالم كله، فتنقذ المسلمين وتنقذ معهم البشرية جمعاء.

4) ليعلم الجميع أن حزب التحرير لا ينافس على سلطة خاضعة للاحتلال ليس لها إلاّ خياران: تخدم الاحتلال أو تزول. فبالرغم من أن الحزب يمتلك القدرة على إدارة دولة عظمى وليس بلدية تسمى دولة، فإن هذه السلطة إذا قُدمت إلينا على طبق من ذهب فإننا لا نقبل بها، لأننا نعتبرها إثماً، فوجودها حرام، والمشاركة فيها كذلك حرام.

أبو تقي الدين الكرمي – فلسطين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *