العدد 60 -

السنة الخامسة – العدد 60 – شوال 1412هـ الموافق نيسان 1992م

إقامة الخلافة الإسلامية (1)

أنور أبوطير

الخلافة الرشيدة

يا خليفة المسلمين هذه يدي أول يد تمتد إلى يدك لمبايعتك بالخلافة، وهذه حياتي أقدمها مليون مرة لو استطعت قربان تضحية لقيام أمة الإسلام العظمى وإحياء الخلافة الإسلامية الرحيمة وتطبيق شريعة الإسلام الباهرة خيرِ شريعة لخير أمة أخرجت للناس.

إن أهدافي في الحياة:

قيام الخلافة الإسلامية – وحدة أمة الإسلام – تطبيق الشريعة الإسلامية وسيادة أحكام الإسلام. وحينما تتحقق هذه الأهداف – ولست أشك لحظة واحدة في تحققها – فسوف أكون أسعد إنسان على ظهر هذا الكوكب لتحقق كل أمالي في الحياة.

إني لأرى يا أمة الإسلام راياتك التي تحمل صورة الكعبة قبلة المسلمين، والقرآن دستورهم الإلهي الخالد، والسيف رمز الجهاد المقدس.

هذه أمة الإسلام قد بعثت مرة أخرى لتقود ركب الحياة إلى شاطئ الأمان، ولترد كيد أعدائها، وينتقل فيها المواطن من ولاية إلى ولاية بلا سدود ولا حدود ولا قيود ما دام يحمل معه بطاعة إثبات هويته كمواطن من رعايا أمة الإسلام العظمى.

أيها المسلمون: لا يأس مع الإيمان ولا مستحيل أمام اليقين (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) ومن كان الله ناصره لا تستطيع أعظم قوة أن تهزمه أو تنال من عقيدته.

وأنتم يا علماء المسلمين هذه يدي في أيديكم لنحارب معاً معركة العزة لنحقق بالعرق والدمع والدم هذه الأهداف التي في تحققها عزة الإسلام وهوان الشيطان ومن والاه إلى يوم الدين. فهذه هي المعركة القدسية ولا معركة أمام المسلمين الآن سواها، فأنتم أيها العلماء أبطالها وأنتم أيها المؤمنون فوارسها، فلتتجمع صفوف الإيمان من أجل نصر خير دين ارتضاه لخلقه رب العالمين.

الحضارة الغربية في طريقها إلى الغروب

إن الحياة المادية في قلوب الغربيين من أوروبيين وأميركيين هي النتاج الطبيعي لعالم ترك الروح وأخذ يلهث وراء مطالب الجسد.

والعقيدة التي تحفظ التوازن بين قوة الروح وقوة الجسد هي العقيدة الكاملة ولا توجد عقيدة بهذا الوصف إلا عقيدة الإسلام.

ولهذا يقول سبحانه (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) ولكن ها نحن نرى الآن الدين الكامل كبله أعداؤه بالأغلال لحساب الثالوث الذي يقود البشرية إلى هاوية الفناء.

لقد أعطى المسلمون شعلة الحضارة لأوروبا بعد أن قرعوا أبوابها بعنف من اسبانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال.

ولكن… أوروبا التي أعطاها الإسلام شعلة الحضارة لم تخذ حضارة الإسلام بشقيها الروحي والمادي بل أخذت الجانب المادي فقط من تلك الحضارة فانتقل الأوروبيون من حيوانية تعيش في الكهوف إلى حيوانية تعيش في المباني الفخمة وناطحات السحاب.

وحينما ملك أتباع الشيطان تلك القوة المادية، نظروا فوجدوا أتباع الله وهم المسلمون قد فقدوا قوتهم لأنهم تخلوا عن دستورهم الإلهي العظيم وصاروا يجهلون تعاليم الإسلام المفجرة لطاقات القوة والإبداع والابتكار، تلك التعاليم العظيمة التي رفعت المسلمين من أمة تحبوا على التراب إلى أمة تعلو بحضارتها وعظمتها.

أما يقف خليفتها يتطلع إلى سحابة مارة فيخاطبها: أمطري حيث تشائين فسيأتيني خراجك.

رسالة التوحيد التي انطلقت تدك معاقل الشرك من أسبانيا حتى سور الصين العظيم. لترفع فوق صليب الوثنية كلمة: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

انظروا كيف يحقدون؟

– في الأندلس: في 2 يناير عام 1492م رفع أحدهم الصليب على الحمراء القلعة الملكية للأسرة الناصرية فكان ذلك إعلاناً بانتهاء حكم المسلمين على أسبانيا.

– ويتحدث ألن مورهيد في كتاب له صدر عام 1960م عن غزو فرنسا لتونس فيصفه بأنه انهيار لمعقل حصين من معاقل الإسلام في أفريقيا.

بعد استقلال الجزائر ألقى أحد كبار المستشرقين محاضرة في مدريد عنوانها: (لماذا كنا نحاول البقاء في الجزائر؟). قال فيها:

إننا كنا نعتبر أنفسنا سور أوروبا الذي يقف في وجه زحف إسلامي محتمل يقوم به الجزائريون وإخوانهم من المسلمين عبر المتوسط ليستعيدوا الأندلس التي فقدوها ويكتسحوا أوروبا الواهنة.

– وفي الأيام الأولى من يونيو عام 1967م رفع المتظاهرون اليهود في شوارع باريس لافتات كتب عليها وعلى صناديق التبرعات: (قاتلوا المسلمين). فتبرع الصليبيون بألف مليون فرنك لإسرائيل في أربعة أيام، كما طبعت بطاقات معايدة كتب عليها: (هزيمة الهلال). فأي حقد وأية شماتة بعد هذا يا أتباع الإسلام.

دمروا الإسلام

المستشرق الفرنسي كيمون قال في أحد كتبه: (اعتقد من الواجب إبادة خمس المسلمين والحكم على الباقين بالأشغال الشاقة وتدمير الكعبة ووضع قبر محمد وجثته في متحف اللوفر في فرنسا).

أيها المسلمون: أفيقوا من نومكم واستيقظوا من غفلتكم فنواقيس الخطر تصلصل من حولكم محذرة لكم مما يريده بكم وبدينكم الثالوث المعادي لكم.

عليكم أيها المسلمون أولاً أن تعودوا إلى نظام الإسلام حكاماً ومحكومين. لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى. بفضل الإسلام الذي وحد الشعوب الإسلامية في أمة واحدة تمتد من الصين شرقاً حتى اسبانيا غرباً. أمة واحدة خليفتها واحد ودستورها القرآن والسنة وقبلتها واحدة وربها واحد لا تعرف عصبية الجنس ولا عصبية اللون ولا عصبية القومية بل تنطوي تحت جناح الإسلام (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ).

(يتبع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *