صورتان من صور أميركا الحاقدة على الإسلام تعكسان فساد حضارتها وفساد القائمين عليها
2008/08/27م
المقالات
1,857 زيارة
صورتان من صور أميركا الحاقدة على الإسلام
تعكسان فساد حضارتها وفساد القائمين عليها
عبد الله عبد الرحمن تنديلي – السودان
يعتبر النظام الرأسمالي أسوأ نظام عرفته البشرية! فإنه يقوم ويعمل على ضرب كل القيم، وتركيز الباطل. وفي القرون الأخيرة ابتلينا بهذا النظام الذي شكل علينا عبئاً ثقيلاً، وعلى كل مسلم أن يُرِيَ الله من نفسه خيراً في إزالة هذا النظام، فهو نظام شعاره الكفر (طمس الحقيقة وإنكارها) وعمله نشر الظلم السياسي والاقتصادي والاجتماعي في كل بقعة، وإبادة البشرية ما وجد إلى ذلك سبيلاً.
لقد حاول النظام الرأسمالي أن لا يُظهر عفنه وسوءه طوال هذه السنين مستخدماً وسائل الإعلام والمضبوعين بثقافته، ولكن في السنين الأخيرة تكشَّف لكل عاقل عوار هذا النظام، سيما في عهد بوش الأب وكلينتون وبوش الابن، وبعد انكشاف سوأته حاول الغربيون إعادة بريق الصورة (التي حاولوا أن يوهموا بها العالم) إلى الأذهان ولكن هيهات، فقد استفاقت الأمة وعرفت من هو عدوها. حاولت أميركا قائدة الرأسمالية أن توجه خطاباً إعلامياً مباشراً بقناة الحرة التلفزيونية الإخبارية لمخاطبة المسلمين الناطقين بالعربية، ولكنها أعلنت فشلها، وعملت على إغلاق القناة، وهم الآن يتحدثون عن كيف يعيدون صورتهم (الزائفة) إلى العالم.
فهاتان صورتان تبيِّنان مدى ما يكنه الغرب الكافر بقيادة أميركا للعالم سيما الإسلامي من حقد وبغض، الصورة الأولى تكشف مخططات بوش الحاقدة ضد الإسلام، والصورة الثانية تكشف سلوك من يحكمون العالم (الكونجرس الأميركي)، وهي توضح حقيقة حضارتهم الفاسدة والمفسدة التي يريدون نشرها في العالم.
الصورة الأولى: بوش يريد تشكيل العالم الإسلامي بالرأسمالية:
ألقى الرئيس الأميركي “جورج دبليو بوش” خطاباً أمام الكونجرس عن (حال الاتحاد اليهودي المسيحي الأبيض) بتاريخ 29/1/2002م وقد تضمن تفصيلات خطيرة عن الخطط المستقبلية للسياسة الأميركية في العالم الإسلامي. وفي ما يلي ترجمة لبعض ما ورد في هذا الخطاب الذي نشر في صفحة ميديا مونترز الأميركية (www.mediamonitors.net/khodr60.html) ونشرته صحيفة الخليج. يقول الرئيس الأميركي: (السيد الرئيس، أعضاء الكونجرس، المواطنون الأميركيون : أود بكل اعتزاز أن أقول لكم إن حال الاتحاد المسيحي اليهودي الأبيض الثري قوية تماماً، ولم يحدث أبداً في تاريخنا أن كانت القوة الأميركية و الهيمنة الأميركية والقيم الأميركية مهابة ومحترمة ومقبولة في العالم كله كما هي اليوم. فاليوم يوجد العَلَمُ الأميركي والقوات المسلحة الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” ومكتب التحقيقات الفدرالي في أكثر من 100 دولة لضمان السلام والإذعان والتحرر من الخوف والإرهاب… و ينبغي أن يكون الأميركيون فخورين بي وبحكومتهم وبرجال القوات المسلحة ونسائها الذين يضحون بمباهج الحياة من أجل ضمان استمرار أسلوب حياتنا الأميركية…. إنني فخور أن أبلغكم أن طالبان قد انتحرت، وأن كابول تحررت، وأن أسامة بن لادن والملا محمد عمر إما أن يكونا قد قتلا أو أنهما يحتضران أو يختفيان، و لكن ليس لوقت طويل، إذ إنني مصمم على تقديمهما للعدالة حيين أو ميتين، وأن أبلغكم بأن الفتيات الأفغانيات رجعن إلى المدارس ليطالعن كيف ظفرنا في الغرب الأميركي، وأبلغكم أن النساء الأفغانيات تخلين عن براقعهن إلى الأبد، وأن رمز الحضارة الغربية الثقافية الأكثر أهمية وهو التلفزيون عاد للحياة الأفغانية، والأفغان سعداء الآن وأحرار في التنقل في بلادهم… وعلى الرغم من أن الحرب في أفغانستان توشك على نهايتها، فإن أمامنا طريقاً طويلاً ينبغي أن نسيره في العديد من الدول العربية والإسلامية، ولن أتوقف إلى أن يصبح كل عربي ومسلم مجرداً من السلاح, حليق الوجه، وغير متدين، ومسالماً ومحباً لأميركا، ولا يغطي وجه امرأته نقاب… وإنني مصمم على استخدام جميع مواردنا لتحقيق ذلك قبل انتخابي لفترة رئاسية ثانية… وقد اهتمت إدارتي بوضع سياسة طاقة قومية تحت إشراف نائب الرئيس “تشيني” وسنبدأ على الفور بالحفر في أرجاء أراضينا للتنقيب عن النفط. وسنبدأ العمل في مشروع طموح لبناء خط أنابيب مباشر تحت الماء من السعودية والخليج وإيران والعراق إلى نيويورك، وعلى نفقتهم لضمان إمدادت نفطية غير منقطعة. لقد حان الوقت لنعيد تشكيل العالم ليصبح على صورتنا… وبفضل إلهنا سنقوم نحن شعوب العالم من الجنس الأبيض المتحضر بفرض معتقداتنا الرزينة والودودة والتحررية على عالم جائع لأموالنا ورسالتنا، ولن يخضع الرجال بعد الآن لشرط إطلاق اللحى، لن تخضع النساء لشرط تغطية وجوههن وأجسادهن… ومن الآن فصاعداً يحق للعالم تناول الخمر والتدخين وممارسة الجنس السوي والشذوذ الجنسي بما في ذلك سفاح القربى واللواط والخيانة الزوجية والسلب والقتل ومشاهدة الأفلام والأشرطة الخلاعية داخل فنادقهم أو غرف نومهم.. وبالنسبة لشركاتنا التي تنتج مثل هذه المنتجات فيحق لها الوصول من دون أي عقبات للدول المختلفة التي منعت تلك الحريات عن شعوبها… إنني آمل أن أكون قد حافظت على إرث آل بوش بمحاربة العرب والمسلمين طيلة عشر سنوات لضمان استمرار الفوضى في بلادهم، ولن يجبرنا ملك أو أمير عربي نفطي على تحسين كفاية وقود سياراتنا المتطورة، وهذا لن يحدث وأنا رئيس للولايات المتحدة، وعلى العكس سيضطرون لزيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار]أ.هـ، هذا كلام بوش مترجماً بحرفيته، فهل هناك عداء للإسلام أكثر من هذا؟!
الصورة الثانية: أهلية الكونجرس لحكم العالم:
أخذ الأميركيون يتساءلون بحيرة: هل هذا الجهاز المسمى بالكونجرس مؤهل أخلاقياً لكي يحكمنا؟! وتساؤل الأميركيين -من هذا المنطلق- تساؤل مشروع، وذلك لكثرة ما يسمعون عن فضائح نوابهم في البرلمان، وهي فضائح لا تتوقف إلا لتبدأ من جديد.
وهذا الكتاب الجديد المسمَّى (في أروقة الكونجرس) يتناول العشرات من الفضائح الجنسية التي ارتكبها نواب في الكونجرس الأميركي!! فضلاً عما لا يحصى من الجرائم والحوادث والفضائح اليومية التي تنشرها آلاف الصحف والمجلات وشبكات الإذاعة والتلفزيون في جميع أنحاء الغرب لنجوم السياسة و الرياضة وباقي المجالات، قد كتبت عنه كثير من الصحف الأميركية، وتناولت معلوماته الشبكات التلفزيونية في نشرات الأخبار. اتبع الكتاب منهج “الاستبيان” حيث قام مؤلفه الصحفي الشهير “رونالد كيسلر” باستجواب ما يزيد على 350 شخصاً ممن لهم اتصال طويل ووثيق بالكونجرس، ودراية عميقة بخفاياه، وقد أورد أسماءهم جميعاً حتى لا تدحض شهاداتهم، وبالفعل لم يتقدم أحد من النواب بدحض ما قيل عنه..
1- ملاذات النواب:
أُسس مبنى الكونجرس على مرتفع كان يُسمَّى بمرتفع جينكنـز، الذي يعلو عن مستوى نهر البوتوماك في واشنطن بـ 88 قدماً، وظل مُضاءً من على ذلك المرتفع ليشع بقوة أميركا وكبريائها. ولكن ما يدور داخل المبنى لا يعطي نفس ذلك الانطباع. وفي كل عام يأتي ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين أميركي يطوفون بهذا المبنى، ولكن لا يسمح لهم إلا برؤية ما يعزز في خاطرهم أجمل الانطباعات، ولا يسمح لهم أبداً برؤية مواقع الشبهات فيه، وأبشع تلك المواقع هي الملاذات التي تعطى لكبار رجالات الكونجرس ورؤساء اللجان، ولا تكتب عليها أسماء أصحابها ولا تعرف إلا بأرقامها فقط، هذه الملاذات هي عبارة عن حجرات فخمة التأسيس، وكأنها حجرات الفنادق ذات الخمس نجوم. وقد خصصت تلك الحجرات لرجالات الكونجرس القياديين حتى يختفوا فيها من ضغط الواجبات إذا ما كانوا في حاجة إلى وقت للتفكير العميق.
ولكن ما أسوأ الأغراض التي استخدمت فيها تلك المخابئ والملاذات لقد استخدم “النائب” دانيا ويبستر مثلاً مخبأه الذي يحمل الرقم (S-326-A) لتخزين الخمور وتعتيقها، واستخدمها آخرون لقضاء الوقت مع الخليلات. ويذكر ضابط بوليس الكونجرس جريجوري لاكوس أنه وجد باب أحد تلك الملاذات مفتوحاً ذات يوم عند الثالثة صباحاً، وأداءً لواجبه فقد عمل على إغلاق ذلك الباب، ويبدو أن حركته أزعجت من في الداخل. وما كان أشد دهشة الضابط عندما انتفض أحد النواب من فوق عشيقته وهجم عليه ليفتك به.
ولأن الضابط كان على دراية بحدة طبع ذلك النائب، فقد آثر أن يطلق ساقيه للريح خوفاً وهلعاً، ولكن النائب طارده وهو يصرخ ويسبه بالألفاظ البذيئة، وانطلق الضابط حتى وصل إلى نهاية مبنى الكونجرس لينـزل من على سلالم الرخام حتى وصل إلى مبنى رئاسة البوليس، وهناك أخبر رئيسه بما جرى، وأخبره بأن النائب ما زال يلاحقه، فأدخله رئيسه داخل إحدى الخزانات الحديدية وانتظر حتى وصل النائب وهو يهدر بالسباب الغليظ: أين ذلك الضابط أزعجني في لحظات الخلوة؟ أجابه الضابط الرئيس سائلاً: ماذا تعني وعن أي ضابط تتحدث؟.. إنه الضابط الذي دخل هنا قبل هنيهة ولئن عثرت عليه لأقتلنه.. هكذا هدد النائب.. ولكنه لم يجد الضابط حتى ينفذ فيه الوعيد!!
ويقول جيمس ترولينجر النائب السابق لرئيس بوليس الكونجرس، إن ضباط بوليس الكونجرس يعيشون في حالة هلع دائم من النواب، ولم يعودوا يتصرفون كرجال بوليس حقيقيين.
ويعلق ترولينجر على ذلك قائلاً: إن رجل البوليس الحقيقي يتصرف في حالة مثل هذه كالتالي: إنه يقف عند الباب ويطلب من الأشخاص في الداخل أن يخرجوا فوراً وأيديهم إلى أعلى.. ثم يبدأ في سؤالهم عما كان يدور بينهم.. ولكن بوليس الكونجرس أصبح معتاداً على رؤية ممارسات النواب مع سكرتيراتهم، وأصبح مدجناً بالخوف منهم.. وبالتالي أصبح يغض الطرف عن أخطائهم وفضائحهم.. وأحياناً يدافع عنها، ويعتذر بالنيابة عن النواب!
ويقول جورج هولمرز، الضابط السابق ببوليس الكونجرس، إن كثيراً من ملاذات النواب، تستخدم بشكل روتيني لمثل هذه الأغراض.
2- بيع الخمور الرخيصة:
يصف ريتشارد كساندر، ضابط بوليس واشنطن كيف أنه شهد حفلة خليعة كُلِّف بحمايتها، حيث اجتلب بعض أعضاء الكونجرس غانيات ليرقصن لهم، ويقول إنه عندما استبد السكر بأعضاء الكونجرس أخذت الغانيات يبعن لهم الخمور الرخيصة، على أنها أغلى أنواع الخمور، ويقول: لقد كانت ليلة لعبت بها الغانيات لعباً بعقول وعواطف ممثلي الشعب!
3- التحرش بالمتدربات:
إن أفراد بوليس الكونجرس الذين تطوعوا بالشهادة لمؤلف هذا الكتاب يحكون حكايات عجيبة توحي بأن سائر المتدربات في الكونجرس يتعرضن للاستغلال الجنسي هناك.. يحكي وين بيكيت، ضابط البوليس السابق بالكونجرس، عن أحد قادة لجان الكونجرس، أنه عرف بممارسة الجنس يومياً بملاذه الآمن، ولكنه يوماً نسي الباب مفتوحاً، وأتيح لهذا الضابط أن يشهد المشهد الفاضح، وفر مذعوراً ليخبر رئيسه بذلك، فأخبره الرئيس أن النائب اتصل به مهدداً بالويل والثبور. ولكنه هدَّأ النائب عندما ذكر له أن ذلك الضابط غير مداوم اليوم بالكونجرس، وأنه غير موجود في سجل الحضور، وكان الرئيس قد شطب اسم الضابط من سجل الحضور، وأمره بمغادرة المبنى، حتى لا يأمر النائب بفصله فوراً بلا ذنب جناه!
يحكي ضابط البوليس السابق إيدز أن إحداهن، وكانت طالبة جامعية، جاءت تشكو إليه من رجل الكونجرس عن ولاية تكساس تاور وهو الذي رشح بعد ذلك وزيراً للدفاع، ورفض الكونجرس إجازة ترشيحه بسبب أنه زير نساء.. وشكت الطالبة الجامعية العاملة بالكونجرس لرجل البوليس أن تاور تحرش بها في المصعد وهو نصف سكران، فما كان منها إلا أن ضربته حتى طاح، فأجازها على رد الفعل المباح!
4- عداء صحف التابلويد:
وقد أسهمت الصحف أخيراً في كشف وتعرية بعض ممارسات رجال الكونجرس، مما كان يجري ستره بواسطة البوليس. فها هو النائب الجمهوري دان بيرتون، من إنديانا، اضطرته الصحف التي غاصت في شؤونه، إلى الاعتراف بأنه أنجب ابناً غير شرعي، رغم أنه كان متزوجاً، وقد اعتذر عن الجناية، بأنه أحاط زوجته بها علماً من قبل، وأنه يقوم بواجبات الأبوة خير قيام عن ذلك الابن البالغ من العمر خمسة عشر عاماً الآن.. والعجيب أن دان بيرتون كان من أشد خصوم الرئيس السابق كلينتون، ومن الذين تشددوا ضده في يوم واقعة مونيكا لوينيسكي وطالب بتوقيع أقصى العقوبات عليه!!
وها هي النائبة هيلين شينوويث، من آيداهو، اعترفت أخيراً، بأنها كانت قد أقامت علاقات لمدة ست سنوات، مع رجل أعمال متزوج، وما كان عذرها إلا أنها كانت قد انغمست في تلك العلاقات عن غير رضا واستساغة منها.. وأنها ليست فخورة بها الآن! والجدير بالذكر أن النائبة هيلين عرفت من سيرتها -العلنية!- بدفاعها عن القيم والفضائل في الكونجرس.. وفي دعايتها الانتخابية ضد منازلها دان وليامز، لم تترك فرصة دون أن تعرض بالضعف الأخلاقي لبعض الزعماء الديمقراطيين، وعدم قدرتهم على السيطرة على أنفسهم في موضوع النساء!
وتتحدث زوج أحد أعضاء الكونجرس وهي ريتا جينريتي، أن غانياته وقيانه لا يبالين بحضورها مع زوجها، جون جيزيت، ويتجرأن على الغمز وإرسال الإشارات المغرية بغية التقرب إليه، وأحياناً يعطينه مفاتيح غرفهن في الفنادق، أو عناوينهن، أو أرقام هواتفهن، ولا يردعهن وجودي معه، ولا أني صغيرة السن، وأبدو أجمل كثيراً منهن.. وأخيراً بت محتارة، هل زوجي عضو بالكونجرس،أم..؟!
ثم جاء أخيراً دور جورج هايد، رئيس لجنة الشؤون القضائية بالكونجرس، وقد تصدت مجلة SALON التي تظهر على الإنترنت لكشف ماضي هايد، وأنه اتخذ من امرأة متزوجة عشيقة له، ودمر حياتها الزوجية بتلك العلاقة، إذ طلقها زوجها عندما كشف علاقتها بهايد. وقد اعترف هايد بتلك العلاقة، وأبدى استعداده ليستقيل بسببها من لجنة الشؤون القضائية ومن الكونجرس جميعاً، ولكنه عدل عن استقالته بضغط من عتاة الجمهوريين!
5- السكر والسباب والشتائم:
ويزيد أعضاء الكونجرس نواحي فسادهم الأخلاقي بإدمان الكثيرين منهم للخمر، يحكي رودتي آديز، ضابط البوليس السابق بالكونجرس، أن رئيس الكونجرس الأسبق، كارل ألبيرت، المعروف بإدمانه للخمر، جاء إلى الكونجرس في عطلة نهاية الأسبوع يقود سيارته وهو يترنح ويصدم الحائط مرة ثم يرتد عنه ليرتطم بحوافي الممشى، ويحكي الضابط نفسه عن الشخص نفسه أنه سكر مرة مع أصحابه في الملاذ، ثم أمر الضابط بأن يخرج عنه أصحابه، وأن يحبسهم في الشرفة في درجة حرارة (-10م)، وهي أدنى من درجة التجمد، وذلك إلى أن يفيقوا أو يتجمدوا!!
وهذا عضو آخر (محترم) بالكونجرس ينتمي إلى أقصى اليمين الجمهوري، يحكي جوزيف شاب ضابط بوليس الكونجرس المتقاعد فيقول: إنهم وجدوه ذات ليلة من ليالي 1992م ساقطاً في حفرة، وقد تقيأ على ملابسه، فحملوه إلى سيارته، وذهبوا به إلى مبنى في الكونجرس يسمى كانون، فغسلوه بخرطوم المياه الخاص بتنظيف السيارات ووضعوه أخيراً في مكتبه.
وفي ليلة أخرى -يحكي ضابط البوليس المتقاعد نفسه- أنهم وجدوا عضواً في الكونجرس عن ولاية تكساس مخموراً، فحملوه وسألوه عن عنوان منـزله، لكي يحملوه إليه، فلم يعرف إذ أعطاهم عنواناً خاطئاً، ذهبوا به إليه فوجدوه يخص أشخاصاً لا صلة لهم به، فحملوه إلى قسم البوليس الذي أعطى العنوان الصحيح، وعند ذلك ذهبوا به إلى منـزله وسلموه لزوجه، التي سبته أمامهم -كما قالوا- بكل سباب معروف لدى أهل الأرض!
6- شهادة طبية:
وعلى هذه الممارسات (اللاأخلاقية) المريضة يعلق طبيب الأمراض العقلية بالكونجرس، الدكتور بيرتزام براون قائلاً إنها أعراض مرض خاص أطلق عليه اسم (Congressional Psychological Syndrome l) قال: إنه يصيب الإنسان الذي تفسده القوة السياسية التي لا توازيها، ولا تسندها، قوة روحية، أو أخلاقية أو إنسانية، فأعضاء الكونجرس تناطُ بهم قوى وسلطات سياسية مهولة، ولكنهم ما أن ينصرفوا عن الكونجرس، إلى بيوتهم، حتى يصطدموا بالخواء الروحي، وتمزق أوصال الأسرة، ووهن الروابط الإنسانية مع الزوج والأبناء والأقارب؛ فيصابون بالانفصام والإحباط. ويقول الدكتور براون إن أعضاء الكونجرس يعيشون ما بين عالمين متناقضين، ويدفعون ثمن ذلك التناقض من أعصابهم، التي تجدها دائماً في حالة شد وجذب، ويعيشون بسبب ذلك في حياة زائفة ملؤها النفاق!
ولعلاج ذلك كثيراً ما يلجؤون إلى الخمور والمخدرات، فكثير منهم مدمنو خمر، كما أن المخدرات شائعة بينهم، مثل شيوعها في أوساط الشعب، وكثيراً ما يلجؤون إلى ممارسة الجنس مع موظفاتهم، ليفكوا عن أنفسهم أستار الضيق والتوتر، وتعد القوة السياسية المفرطة مثيراً للشهوات الجنسية لدى الكثير منهم، كما تعد جاذباً يجذب الغانيات للوقوع في أحضانهم.
7- الشيكات الطائرة:
إن غرور القوة هو الذي يدفع أمثال ذلك النائب إلى عدم الاكتراث بمشاعر زوجه، وإلى الانغماس في فعل ما يريد، وهذه صفة شائعة في وسط النواب، وبهذا الشعور اللامبالي يندفعون إلى ارتكاب كثير من المخالفات والموبقات.
وأخيراً أذاع مكتب المحاسبات العام تقريره عن بنك الكونجرس، مؤكداً بالتفاصيل أن أعضاء الكونجرس أعطوا لذلك البنك خلال تسعة أشهر 8331 شيكاً بلا رصيد، وقد قابل أعضاء الكونجرس ذلك التقرير ببرود تام، وعندما سأل أحد الصحفيين عضو الكونجرس (ذات وزر تينكويس) إن كان داخلاً ضمن تلك الزمرة، رد عليه قائلاً: لا تتدخل فيما لا يعنيك.. ذلك أن تقديم شيك بلا رصيد حتى من مواطن عادي، يعد جريمة كبرى، فما بالك إذا كان صاحب الشيك عضواً بالكونجرس؟!
وعندما قامت لجنة الأخلاق بالكونجرس، بضغط من الوسائل الإعلامية، بالتحقيق في تلك المخالفات، اتضح لها أن 269 عضواً حالياً و56 عضواً سابقاً بالكونجرس قدموا شيكات من دون رصيد، وأنهم لم يعاقبوا ولو بمجرد إضافة سعر الفائدة على تلك المبالغ، وكان أبرز أولئك المخالفين هو النائب ستيفن سولاز، الديمقراطي من نيويورك الذي قدم شيكات فاسدة بما قيمته 594 ألف دولار، وقد استمر البنك في صرف المبالغ له، لمدة ثلاثين شهراً، رغم توالي ارتداد شيكاته غير المغطاة إلى البنك! وتلاه النائب الديمقراطي من ولاية كنتاكي، كارل بيركنـز الذي صرف مبلغ 565 ألف دولار، وظلت شيكاته الفاسدة ترتد على البنك لمدة 13 شهراً، وتلاه النائب الديمقراطي من تينسي هارولد فورد بـ552 ألف دولار وشيكاته ظلت ترتد لمدى 31 شهراً.
ختاماً: نقول لكل عاقل مؤمن بالله سبحانه: هل هذه الحضارة المهترئة وأهلها صالحون لقيادة العالم؟ وماذا سنقول للمولى سبحانه عند ما نسأل ماذا فعلنا لإيجاد نظام الخلافة الذي يحرر البشرية من العبودية لهؤلاء المجرمين، وماذا فعلنا لنعبِّد أنفسنا لربِّ العالمين؟
الوعي: لقد تردد القائمون على المجلة في نشر الصورة الثانية المتعلقة بتهتك أعضاء الكونغرس لكثرة ما فيها من أحداث كثيرة تخدش الحياء، ثم ارتأوا أن يُعرض بعضاً منها وحذف ما يمكن حتى يدرك المسلمون مدى (اللاشرف) الذي يتحلى به زعماء أميركا، وليتبينوا أن الرأسمالية كالقبور المرخمة: ظاهرها رخام، وباطنها نخام.
2008-08-27