العدد 258-259 -

العددان 258-259، السنة الثانية والعشرون، رجب وشعبان 1429هـ، الموافق تموز وآب 2008م

(ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً)

(ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً)

 

شكلت دعوة حزب التحرير منعطفاً مهماً في الدعوة الإسلامية في العالم الإسلامي قاطبة، فهي قامت وفي عقلها وقلبها وجميع جوارحها أنه لا يصلح هذا الأمر إلا بما صلح به أوله، لا يصلح إلا بأن تقوم الدعوة على المستوى الذي قامت عليه ابتداءً مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصحابته الكرام، خير الخلق بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بحيث تقيم الإسلام كله وتحمله وتكمل ما بدأه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مع خير السلف… فكان الهم عند الحزب ومؤسسه ومسؤوليه من بعده أن تكون الدعوة على هذا المستوى، وكان التوفيق من الله سبحانه أن جعل حزب التحرير يطرح الإسلام نقياً صافياً، ويسير به طريقاً مستقيماً سوياً، ويقوم به شباب أتقياء أنقياء، يعبدون الله لا يشركون به شيئاً، هذا ما نحسبه ولا نزكي على الله أحداً، وكفى بالله شهيداً. فإن كان لنا الظاهر، فلله الظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم…

ولقد شكلت الدعوة، في دول آسيا الوسطى، وفي فاتحتها أوزبكستان، محطة خير جمعت فيها كثيراً من الشباب المخلصين الواعين الذين يقل وجودهم عامة في الدعوة، فكشفت مواقفهم عن صدق فكرهم وصحة توجههم وسيرهم، فسجلوا مواقف تقرب من مواقف الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين، ومن مواقف من ذكرهم الله في كتابه من الأمم السابقة الصابرة على الحق التي أصابها في الله ما أصابها. كيف لا، ومن يقرأ لهؤلاء وعن هؤلاء يجد أنهم كانوا يتحرون مواقف الصحابة ليكونوا مثلهم. ولسائل أن يسأل: أين كان هؤلاء عندما كان كفر الاشتراكية سائداً، وظلم دولتها مسيطراً؟… إنهم كانوا كالدر الكامن في الباطن، والذي جاء انحسار الاشتراكية وسقوط دولتها البائدة ليكشفه، وإن الأمة الإسلامية لتذخر بالكثير من أمثال هؤلاء، ونحن حين نذكر سيرتهم كمن يتعطر بها لتفوح منه أطيب رائحة في الدعوة… اللهم إنا نحبك، ونحب كل عمل تحبه، ونحب كل من عمل على إحياء دينك… اللهم فاقبل منا، اللهم إنا نسألك محبتك…

وهذه ترجمة سريعة لبعض الرجال والنساء من هؤلاء أملتها المناسبة، علّنا نجد فيها ما يقوينا في هذه الدعوة، ويطمئننا إلى حسن حالها ومآلها إن شاء الله وهي بعنوان: «لكل دعوة أهلها: وأمثال هؤلاء هم أهل دعوتنا». وتتبعها رسالة من هناك من قلب الأحداث تحكي واقع الدعوة فيها وتشكو إلى الله الظالمين، وتدعوه مخلصة لأن يؤيد هذه الدعوة بالنصر المبين، وهي بعنوان: «حمل الدعوة الإسلامية لإقامة الخلافة الراشدة: أمانة لها أهلها».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *