العدد 130 -

السنة الثانية عشرة – ذو القعدة 1418هـ – آذار 1998م

كلمة أخيرة مأساة المسلمين في كوسوفو

كلمة أخيرة

مأساة المسلمين في كوسوفو

في 24/03/98 شُكّلت في صربيا حكومة جديدة متشددة جداً ضد مسلمي كوسوفو. وبدأت المواجهة العنيفة التي استعمل فيها الصرب الدبابات والطائرات ودمّروا وأحرقوا وقتلوا واعتقلوا.

مسألة كوسوفو هي مثل مسألة البوسنة والهرسك. وكوسوفو إقليم في دولة صربيا، مساحته (10887 كلم2) وعدد سكانه حوالي ثلاثة ملايين نسمة، 92 بالمائة منهم مسلمون ألبان. وهو مجاور لدولة ألبانيا. وقد كان هذا الإقليم مثل سائر دول البلقان جزءاً من دولة الخلافة العثمانية.

الدول الأوروبية خافت قيام دولة مستقلة في البوسنة والهرسك غالبية سكانها من المسلمين، ولذلك شجعت الصرب والكروات على ضرب مسلمي البوسنة والهرسك. أميركا ساعدت مسلمي البوسنة والهرسك، لا حباً بهم أو شفقة عليهم، بل لتوجد بواسطتهم بعض المشاكل للدول الأوروبية للضغط عليها حين يلزم ذلك لأميركا. والآن يعود الدور نفسه إلى إقليم كوسوفو.

هذا الإقليم كان أعلن الاستقلال سنة 1991 عن صربيا من طرف واحد، ولكن لم يحصل على اعتراف، ولم يحصل على استقلال، بل بقي تحت القبضة الحديدية للصرب. ورغم حصول انتخابات في كوسوفو سنة 92 (صربيا كانت غير راضية عنها ولكنها لم تمنعها) ولكن البرلمان (130 نائباً) لم يستطع الاجتماع ولا مرة. وفي 22/03/98 حصلت انتخابات جديدة نجح فيها غالبية الذين كانوا في البرلمان السابق بقيادة إبراهيم روغوف. وهؤلاء معتدلون ويميلون إلى التفاوض والتفاهم سلمياً مع صربيا للحصول على حكم ذاتي ضمن صربيا. وهناك أحزاب متشددة تعمل للاستقلال التام مهما تطلب من عنف وتضحيات.

دولة ألبانيا ستصبح طرفاً في مشكلة كوسوفو. حكومة ألبانيا الاشتراكية الحالية بزعامة فاتوس نانو تحبذ الحل الذي يختاره المجتمع الدولي. الرئيس السابق صالح بريشا الذي يتزعم الديمقراطيين يؤيد الاستقلال التام.

يوم الأربعاء 25/03/98 اجتمع في بون وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا (مجموعة الاتصال) ليبحثوا في وضع حد للأزمة المتفاقمة في إقليم كوسوفو ولكنهم لم يتوصلوا إلى فرض عقوبات محددة على بلغراد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *