العدد 254 -

العدد 254- السنة الثانية والعشرون، ربيع الأول 1429هـ، الموافق آذار 2008م

الخلافةُ، أيها المسلمون، هي وحدها القاطعةُ ألسنةَ السوء عن الإساءة إلى نبي الإسلام

الخلافةُ، أيها المسلمون، هي وحدها القاطعةُ

ألسنةَ السوء عن الإساءة إلى نبي الإسلام

 

أصدر حزب التحرير بياناً في الرد على السيئين المسيئين إلى نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم)، مبيناً فيه أن«الخلافة هي وحدها القاطعة ألسنة السوء عن الإساءة إلى نبي الإسلام» وقد ذكر البيان:

أمس الأربعاء 27/2/2008م صرح وزير الداخلية الألماني داعياً جميع الصحف الأوروبية لإعادة نشر الرسوم المسيئة إلى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم). وقد سبق ذلك بأيام قيام سبع عشرة صحيفة دنماركية بإعادة نشر تلك الرسوم المسيئة التي سبق ونشرتها إحدى الصحف الدنماركية قبل نحو سنتين! أي أن الحقد على الإسلام لم يعد قضية وسائل إعلامٍ لا علاقة لحكام الغرب بها كما زعموا من قبل، بل هي قضية الغرب بقضه وقضيضه، تقطر حقداً أسود على الإسلام وأهله، وما تخفي صدورهم أكبر.

لقد كانت أصوات المسلمين قد بُحَتْ بالتنديد بتلك الرسوم في حينها، ولازالت، انتصاراً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) … ولكن النتيجة كانت أن أخمد الحكام تلك الأصوات، وأفرغوها من فاعليتها، وعادت الصحف الدنماركية تعيد نشر الرسوم، ليس في صحيفة واحدة، بل في سبع عشرة! ليس ذلك فحسب، بل دخل وزير ألماني على الخط يدعو جميع الصحف الأوروبية لتشترك جميعاً في نشر تلك الرسوم المسيئة بحجة حرية التعبير، وهم كاذبون، بل هو الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين، وإلا فهل يجرأون على أن يذكروا بسوء ما أعلنه اليهود من محرقتهم (الهولوكوست) حتى وإن كانت معهم ألف حجة وحجة من حرية التعبير؟!

فما السبب في استضعافهم المسلمين، وإتيانهم بنيانَهم، وتسلقهم جدرانَهم، وإساءتهم إلى مقدساتهم في تحدٍ صارخ، واستفزاز ساخن دونما خوف ولا وجل؟!

إن (كلفة) الإساءة للإسلام، ولنبي الإسلام، هي عند الغرب الكافر (كلفة) قليلة بل معدومة، فلا تبعة تكون عليهم، لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا حتى عسكرياً:

فقد نَشرت الصحف الدنماركية الرسوم المسيئة، وصرح ذلك الوزير …، ومع ذلك فلم تقطع أية علاقة مع تلك الدول، بل بقيت سفاراتهم في بلاد المسلمين معززة مكرمة، ولم تخدش كرامة أي سفير من سفرائهم، فيطرد شر طردة أو حتى دون شر! ولازال وزراؤهم يستقبلون بالترحاب، وليس بعيداً أن يكون الذي صرح منهم!

ونُشرت تلك الرسوم، وصرَّح ذلك الوزير … وبقي بترول بلاد المسلمين يضخّ الحياة في شرايين الغرب الكافر المسيء للإسلام ولنبي الإسلام، فلم يوقف ذلك البترول أو يخف تدفقه…، بل لم يسحب الحكام وأزلامهم ودائعهم من البنوك التي تثري اقتصاد تلك الدول!

ونُشرت تلك الرسوم المسيئة، وصَرَّح ذلك الوزير … والقواعد العسكرية لأعداء الإسلام والمسلمين تنمو وتزداد، وتربض جيوشهم فيها آمنه مطمئنة، وتنطلق منها قاذفاتهم لارتكاب المجازر في بلاد المسلمين … فلا تغلق قاعدة، ولا يطرد جندي، بل لا توجه له كلمة تكدِّر خاطره!

وممَّ يخشى الغرب الكافر إن أساء للإسلام، وقرآن الإسلام، ونبي الإسلام؟! أيخشى الحكامَ في بلاد المسلمين، وهم قد وضعوا الإسلام خلف ظهورهم، فعطلوا الحدود ومنعوا ذروة سنام الإسلام، الجهاد؟ وحاربوا الخلافة التي تقضّ مضاجع الكفار المستعمرين، ووقفوا لها بالمرصاد. لقد حاربوا العاملين لها، لاحقوهم بالاعتقال والسجون والتعذيب المفضي إلى الاستشهاد! إن قضية هؤلاء الحكام هي عروشهم وتيجانهم، وليست قضيتهم حراسة الإسلام وبلاد المسلمين، بل عروشهم هي القضية، حتى وإن أضاعوا الدين والدنيا، وأهانوا البلاد والعباد، قاتلهم الله عما يؤفكون.

أفيقيم الكافر المستعمر لهؤلاء الحكام وزناً، فيخشى منهم سورة غضب، أو حتى تعنيفاً بأدب، فلا يسيءَ إلى الإسلام أو قرآن الإسلام أو نبي الإسلام؟!

أيها المسلمون

إن الخلافة وحدها هي التي تقطع ألسنة السوء، فيبقى حصن الإسلام منيعاً، يحرسه فرسانه، فلا يجرؤ أن يدنو من بنيانه عدوٌّ، ناهيك عن أن يتسلق البنيان. إن قضية الخلافة هي الإسلام وليست العروش والتيجان … إن الإساءة للإسلام هي إعلان حرب، تحرك الخلافةُ من أجلها الجيوش والصواريخ والقاذفات لتنسي المسيء إلى الإسلام وساوس الشيطان، بل لن يجرؤ الكفار المستعمرون على الإساءة للإسلام، خوفاً من الخلافة ورد فعلها، حتى دون الحاجة إلى تحريك الجيوش!

إن تاريخ الخلافة ينطق بذلك، وحراستها للإسلام والمسلمين شاهد حي، ليس فقط تجاه من يسيء لقرآن الإسلام ونبي الإسلام، بل حتى تجاه ما هو أقل من ذلك، وقصة المرأة التي أساء لها اليهود في سوقهم في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقتالهم وإجلاؤهم …، وقصة المرأة التي أساء إليها الروم فقاد الخليفة بنفسه الجيش لتأديبهم ثم كان فتح عمورية … ثم أولئك الذين حاولوا الإساءة إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في عهد الخلافة العباسية عندما كان نور الدين زنكي والياً على الشام سنة 557هـ، فانطلق نور الدين بعلم الخليفة العباسي إلى المدينة المنورة وألقى القبض على أولئك النصرانيين وقتلهما انتصاراً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث كانا يحفران خندقاً من منـزل استأجراه قرب مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليصلوا إلى قبره صلوات الله وسلامه عليه.

حتى إن الخلافة وهي في فترات ضعفها كانت تحرس الإسلام والمسلمين، وتدخل الرعب في قلوب الكفار المستعمرين. لقد ذكر برنارد شو في مذكراته سنة 1913م، أي في عهد ضعف الخلافة العثمانية، ذكر أنه مُنِعَ من إصدار رواية فيها شيء يسير يمس بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فمنعه اللورد شمبرلين (Chamberlain) خوفاً من رد فعل سفير دولة الخلافة العثمانية في لندن!

أيها المسلمون

من كان يحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فليعمل لإيجاد الخلافة.

ومن كانت مشاعره تثور تجاه من يسيء لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فليعمل لإيجاد الخلافة.

ومن كان يغضب لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فليعمل لإيجاد الخلافة.

ومن كان يحب أن يشفي الله صدور قوم مؤمنين ممن أساء لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فليعمل لإيجاد الخلافة.

ومن كان يحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فليتبعه وليعمل على إيجاد الخليفة الذي يبايعه، فلا يموت ميتة جاهلية «ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية».

ثم من كان يحب أن يحشر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فليعمل لإيجاد الخلافة.

هكذا أيها المسلمون، فالله سبحانه يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، فألف وعظ ووعظ، وألف صرخةٍ وصرخة، وألف تصريحٍ وتصريح … تجاه من يسيء لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لن تردعه قدر عشر معشار كلمة من خليفة مؤمن لجيشه بقطع دابر ذلك المسيء الذي يلعنه الله ورسوله والمؤمنون (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا).

إن حزب التحرير يستنصركم أيها المسلمون لنصرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يحب أن ينصر، فتمنع الإساءة إليه صلوات الله وسلامه عليه، وهل بغير الخلافة تمنع الإساءة؟! إنها الْجُنَّة والوقاية «الإمام ـ الخليفة ـ جنة يتقى به ويقاتل من ورائه».

إن الأمر جد، أيها المسلمون، لا هزل، وإن ما يمنع الإساءة للإسلام معلوم لا مجهول:

إنها الخلافة على منهاج النبوة، فهي التي تصون الأرض والعرض، وهي الفرض وأي فرض، فلمثل هذا، أيها المسلمون، فليعمل العاملون.

(إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ)

22 من صفر الخير 1429هـ                           حزب التحرير

28/02/2008م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *