العدد 253 -

العدد 253- السنة الثانية والعشرون، صفر 1429هـ، الموافق شباط 2008م

المجمع الفقهي الإسلامي: لا داعي إلى توحيد الأهلة والأعياد في العالم الإسلامي

المجمع الفقهي الإسلامي:

لا داعي إلى توحيد الأهلة والأعياد في العالم الإسلامي

 

في 11/1/2008م أكد الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي د. صالح بن زابن المرزوقي البقمي، الذي يمثل رأيه جمهور علماء المملكة العربية السعودية، حيال توحيد الرؤية وأيام الأعياد والصوم، أن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي قرر أنه لا حاجة إلى الدعوة إلى توحيد الأهلة والأعياد في العالم الإسلامي؛ لأن توحيدها لا يكفل وحدتهم كما يتوهمه كثير من المقترحين لتوحيد الأهلة والأعياد، وأن تترك قضية إثبات الهلال على دور الإفتاء والقضاء في دول المسلمين؛ لأن ذلك أولى وأجدر بالمصلحة الإسلامية العامة.

إن الاختلاف الذي يتكرر بشكل مقصود كل عام حول تحديد يومي الصوم والإفطار والحج والأعياد، لا يمكن أن يزول شرعاً، وحتى عقلاً، إلا بالرجوع إلى حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإذا غم عليكم فأكملوا العدة» فتطبيق هذا الحديث يشير إلى مظهر من أقوى مظاهر الوحدة بين المسلمين، وتطبيقه يذكر المسلمين كل عام أنهم أمة واحدة من دون الناس، جمعهم ربهم في يوم واحد على عبادة الصوم والحج والأعياد… إن تطبيقه هو من أسهل ما يكون وخاصة في هذه الأيام التي يتصل بها العالم كله ببعضه بثوانٍ قليلة… ومع هذا تصر أنظمة التشرذم المفروضة على المسلمين على أنه لا يمكن توحيد المسلمين على الرؤية، ويتبعهم في ذلك علماء السلاطين والمفتون الرسميون في فتاوى تدل على سوء أصحابها، وأصحاب أصحابها.

إن الدعوة إلى توحيد المسلمين هي من أخطر الدعوات على أنظمة الأمر الواقع، ولا يتصور أن يصل المسلمون إلى توحيد صومهم وأعيادهم وحجهم في ظل هذه الأنظمة لأنها بحد ذاتها أكبر إدانة لوجودهم.

ونذكر أمثال هؤلاء العلماء الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم من الحكام أن الحكم الشرعي المتعلق بموضوعنا لا يتوقف عند حده الفقهي بل يتعداه إلى موقف سياسي إسلامي يتبنى فيه الخليفة والاختلاف فيه ممنوع.

على كل حال كان لنا معكم أيها العلماء العملاء موعد في كل عام حول بدء الصوم وبدء الإفطار وأصبح لنا اليوم معكم موعدان إذ أضيف إليه موعد الوقوف بعرفة وموعد عيد الأضحى…

وفي الختام نقول لا بارك الله بمن لا يفكر بجمع المسلمين ويقر تفرقتهم… وقطع دابرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *