العدد 251 -

العدد 251- السنة الثانية والعشرون، ذو الحجة 1428هـ، الموافق كانون الاول 2007م

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)

بسم الله الرحمن الرحيم

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)

حشدت السلطة الفلسطينية الخانعة لليهود، الخائنة لله ولرسوله والمؤمنين، حشدت أمس في 27/11/2007 أزلامها وأوباشها وعصاباتها للهجوم الوحشي على مسيرات حزب التحرير في الضفة، مستعملةً كل ما في حوزتها من أسلحة أذنت بها دولة يهود، من رصاص حي وغاز مسيل للدموع والهراوات … لقمع من ولدتهم أمهاتهم أحراراً في فلسطين، الذين يصدعون بالحق، ولا يخشون في الله لومة لائم، فجرحت واعتقلت الكثير من شباب الحزب ومن المشاركين في المسيرات، واستشهد برصاص سلطة عباس الساقطة الذليلة أحد شباب الحزب الكرام البررة، الشهيد (هشام البرادعي) من الخليل، حيث أطلقت النار عليه من مسافة قريبة مباشرةً إلى صدره.  هذا وكان رصاص السلطة ينهمر بغزارة في الخليل، وبخاصة عند تجمع المسيرة، على منصة الخطابة وحولها للحيلولة دون تمكين الخطيب من إكمال بيانه، ومع ذلك فقد تم إلقاء البيان الختامي خلال زخات الرصاص الكثيفة .. فعلمت تلك السلطة وأزلامها أننا نحن الناس (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) [الأحزاب 23].

وكان الحزب قد قام بست مسيرات: في غزة، والخليل، وبيت لحم، ونابلس، ورام الله، وجنين، ضمَّت حشوداً من الناس، وبخاصة في الخليل.  لقد استنهض الحزب فيها همم الأمة ضد مؤتمر الجريمة والخيانة في أنابوليس، وكشف في بيان أصدره خيانةَ الذين حضروا المؤتمر من مسئولي السلطة والدول العربية، وصدع بالحق في أسماع أولئك المقبِّلين لأعتاب بوش في أنابوليس، بأنهم لن يجنوا من حضورهم إلا المزيد من التركيع والتطبيع أمام يهود وهو الخزي في الدنيا والآخرة.

لقد كان أزلام سلطة عباس يرون ويسمعون أن هذه المسيرات هي مسيرات منضبطة منتظمة، كلمة الحق هي سلاح المشاركين فيها، وراية الإسلام هي رايتهم راية (لا إله إلا الله  محمد رسول الله) .. ومع ذلك فقد انقضَّت السلطة على المسيرات بالرصاص الحي بشكل غزير كثيف، وهي التي يقتلها الجبن والرعب أمام يهود الذين يدوسون أعناق السلطة فلا تطلق عليهم رصاصةً!

ويصرح مسئول السلطة مبرراً فعلته القبيحة بأن الحزب تحدى السلطة في مسيراته، فكان تصريح ذلك المسئول عذراً أقبح من ذنب!

فأين هذه السلطة واليهود يدوسونها صباح مساء فلا تطلق عليهم رصاصةً؟  أين هذه السلطة والمقدسات يعاث فيها الفساد والإفساد من يهود، وأصحاب السلطة صم بكم عمي، أموات غير أحياء، لا يعقلون؟ وأين هي السلطة وبوش وأولمرت يسوقونها سوق العبيد؟ وأين هي السلطة وأزلامها يوقعون العهود الخيانية والمواثيق الإجرامية على بيع البلاد والعباد؟ وأين هي السلطة وهي لا تمتلك من أمرها شيئاً، حتى إن رئيسها لا ينتقل من مكان إلى مكان إلا بإذنٍ يحصل عليه من دولة يهود بعد انتظار حقير ذليل؟!

أَكُلُّ هذا ليس تحدياً للسلطة؟!  أما مسيرات صادقة مؤمنة منضبطة منتظمة تصدع بكلمة الحق، تكون تحدياً للسلطة؟!! صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) «إذا لم تستحْيِ فاصنع ما شئت»، فهي سلطة لا تستحيي من الله ولا من رسوله ولا من المؤمنين، فويل لها ولأوباشها من عذاب يوم عظيم.

ثم بلغت سلطة عباس حداً فاضحاً فاقعَ الجريمة والخيانة عندما أطلقت النار هذا اليوم على السائرين في جنارة الشهيد (هشام البرادعي) فجرحت العشرات، جراح أحدهم خَطِرة، دون أن تخشى هذه السلطة لعنة الله وملائكته والناس أجمعين.

إننا في حزب التحرير نعدُّ الدماء الزكية التي سالت من الشهيد ومن الجرحى هي نور يسعى بين أيدينا، يزيدنا عزماً وحزماً، وإخلاصاً وصدقاً، وسيبقى دم الشهيد في قلبنا وسمعنا وبصرنا، يُضمُّ إلى دماء إخوانه الذين استشهدوا على أيدي الطغاة الظلمة في آسيا الوسطى، والعراق، وسوريا… وغيرها من بقاع الأرض، وهي دماء مؤذنة بالنصر، وبزوغ فجر الخلافة الراشدة بإذن الله، وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله، ويعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

أما السلطة وأزلامها فيُخْزيهم أنهم مستمرون في تركيعهم وتطبيعهم أمام بوش ويهود حنى تنكسر ظهورهم من الانحناء، ثم بعد أن يؤدوا خدماتهم ويستنفدوا دور الخيانة الذي رسمته أميركا لهم، فإن أميركا نفسها ستلفظهم لفظ النواة، وتلعنهم السماء والأرض، وذلك هو الخسران المبين.

وأما فلسطين الأرض المباركة، أرض الإسراء والمعراج، فإن لها فرسانها الذين يعيدون فيها سيرة عمر فاتحها، وصلاح الدين محررها من الصليبيين، وعبد الحميد مانعها من يهود… لها فرسانها الذين يعيدونها كاملة إلى ديار الإسلام، لا فرق بين ما احتُلَّ منها في 1948 ولا بين ما احتُلَّ منها 1967، بل يصيب الذين يقايضون هذه بتلك صغار وشنار.

وأما الشهيد، فإننا يا هشام عليك لمحزونون، حشرك الله مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

وأما الجرحى والمعتقلون فإننا نسأل الله سبحانه لهم الخير والأجر والنصر (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف 21].

19 ذو القعدة 1428هـ.

حزب التحرير

28/11/2007م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *