العدد 250 -

العدد 250- السنة الثانية والعشرون، ذو القعدة 1428هـ، كانون الأول 2007م

مفهوم الإرهاب: أداة تحركها دول الغرب لضرب المسلمين

مفهوم الإرهاب: أداة تحركها دول الغرب لضرب المسلمين

 

إن وصف الكفار للمسلمين بأوصاف مثل الإرهاب ونحوها، ليس بالشيء الجديد ولا الغريب، فقد وصفوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالساحر والكاهن والشاعر والمجنون، وكان الغرض من ذلك هو تنفير الناس من الإسلام، ولكن كشف هذه التهم والمخططات وتفنيدها ووعي الأمة عليها هو الذي سيحبط محاولات الكفار المتكررة لضرب الإسلام والمسلمين، يقول الله عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال 36].

ففكرة الإرهاب التي سنتناولها هنا لبيان زيفها وخطرها، لا باعتبارها فكرة يراد فهمها، أو شبهات يراد دفعها، بل باعتبارها عملاً من أعمال الغرب الكافر، وعلى رأسه أميركا وبريطانيا وفرنسا، يُراد به ضرب الإسلام والمسلمين، بل وضرب دولة الخلافة حين يأذن الله بإقامتها. وعليه فقد كان لزاماً أن يتم كشف هذه الأفكار والأعمال ليتبين المسلمون ما يراد بهم، وما يُحاك لدينهم؛ ليتمسكوا بهذا الدين وليجدّوا في العمل لإعادة الخلافة على منهاج النبوة اقتداءً برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيتحقق على أيديهم إعادة الخلافة، والحكم بما أنزل الله، وحمل الإسلام إلى العالم، يقول الله عز وجل: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة 33].

الإرهاب لغةً مصدر مشتق من الفعل (أرهب) بمعنى أخاف أو أفزع. إلا أن هذا المعنى تم صرفه إلى معنى اصطلاحي جديد، فقد اتفقت كل من الاستخبارات الأميركية والبريطانية في ندوة عقدت لهذا الغرض عام 1979م على أن الإرهاب هو (استعمال العنف ضد مصالح مدنية لتحقيق أهداف سياسية). وقبلها وبعدها، تم عقد كثير من المؤتمرات والندوات، وسُنت تشريعات وقوانين لتحديد الأعمال التي يمكن وصفها بالإرهاب، وبيان نوعية الحركات والجماعات والأحزاب التي تمارس الإرهاب -على حد زعمهم-.

ولكن هذه الأعمال، وهذه الجماعات لم يتم الاتفاق على تعريفها نتيجة لعدم اتفاق الدول على تعريف جامع مانع متفق عليه بين كل الدول حول تعريف الإرهاب، ولتعارض المصالح والاستراتيجيات الدولية وغيرها، فكانت هذه المصالح سبباً لتعطيل الوصول لمفهوم يعرّف العمل الإرهابي، حيث ما تزال هذه النقطة مثار تفاوض في الأمم المتحدة منذ العام 1996م وهي جزء من مشروع قيد النظر خاص باتفاقية شاملة بشأن الإرهاب الدولي. (دليل إدراج الصكوك العالمية لمكافحة الإرهاب في التشريعات وتنفيذها، 2007، ص10).

وكان من ضمن توصيات المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب المنعقد في الفترة من 5-8 شباط/ فبراير 2005م بالرياض أن (عدم التغلب على مشكلة تعريف الإرهاب يعيق الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب)، ويتضح من مجمل القوانين والتشريعات المتعلقة بالإرهاب أنها غير دقيقة، وأنها تخضع للاتجاهات السياسية لدى الدول التي قعّدت لهذه القوانين والتشريعات، فعلى سبيل المثال نرى أن أميركا اعتبرت اغتيال أنديرا غاندي عملاً إرهابياً، وأن اغتيال الملك فيصل ليس إرهابياً، ووصفت تفجير مبنى مكتب التحقيقات الفيدرالي في أوكلاهوما أول الأمر أنه عمل إرهابي، وعندما تبين أن الذين وراء التفجير من المليشيات الأميركية، تحول وصف العمل من عمل إرهابي إلى مجرد عمل إجرامي.

وأميركا على وجه الخصوص تصف بعض الحركات بأنها حركات مقاومة شعبية، مثل حركة ثوار نيكاراغوا، وجيش التحرير الأيرلندي وغيرها، وتعتبر مقاتلي هذه الحركات في حال اعتقالهم أسرى حرب، حسب بروتوكول (1) لعام 1977م الملحق باتفاق جنيف، بينما تصف كل حركة تتعرض لمصالح أميركا أو مصالح عملاء أميركا بأنها حركة إرهابية، وتضع اسمها على قائمة المنظمات الإرهابية التي تصدرها وزارة الخارجية الأميركية بشكل دوري، كمعظم الحركات الإسلامية في مصر وباكستان وفلسطين والجزائر وغيرها. وكانت أميركا قد قررت منذ سبعينات القرن الماضي أن توجد رأياً عاماً ضد الإرهاب كما تراه هي، وضد من يتصف بالإرهاب، وقد استغلت الأعمال التي تعرضت لأهداف مدنية، سواء صدرت هذه الأعمال من حركات سياسية أو عسكرية غير مرتبطة بأميركا، أو صدرت من حركات مرتبطة بالاستخبارات المركزية الأميركية،  حيث دلت كثير من التقارير على أن من الأعمال التي وصفت بأنها إرهابية قد كان وراءها رجال من الاستخبارات المركزية الأميركية، كاختطاف طائرة (TWA) في بيروت بداية الثمانينات، واستغلت أميركا تفجيرات قاعدة الخبر الأميركية في السعودية ففرضت أربعين توصية تتعلق بمكافحة الإرهاب على مؤتمر الدول الصناعية السبع، الذي عقد في فرنسا عام 1996م، ثم استغلت حادث تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك ومكتب التحقيقات الفدرالي قبل معرفة الفاعلين، باستصدار قانون مكافحة الإرهاب الذي صادق عليه مجلس الشيوخ الأميركي عام 1997م، وكذلك أحداث أيلول/ سبتمبر 2001م استغلتها لضرب أفغانستان والعراق بحجة الحرب على الإرهاب.

وبموجب هذه القوانين والقرارات والتوصيات تستطيع أميركا ملاحقة وضرب كل من تصفه بالإرهاب، سواء أكان فرداً أم منظمةً أم حزباً أم دولة، مستعملة قواها العسكرية أو نفوذها السياسي، كما فعلت في أفغانستان والعراق وليبيا. ولقد عبر عن ذلك وزير خارجيتها الأسبق شولتز، حيث قال: «إن الإرهابيين مهما حاولوا الفرار فلن يتمكنوا من الاختباء»، وبذلك يكون قانون الإرهاب الذي تبنته أميركا أحد الأسلحة الاستراتيجية التي تستعملها لإحكام قبضتها على العالم، خاصةً على الجزء الذي فيه قابلية التمرد على السياسة الأميركية، وبما أن الإسلام قد رشحته أميركا لتستخدمه عدواً لها بعد زوال الشيوعية، فإن البلاد الإسلامية من أهم المناطق التي تستعمل فيها أميركا قانون الإرهاب لزيادة نفوذها فيها، ولإبقائها تحت السيطرة؛ وذلك لأن المسلمين بدأوا يتحسسون طريق النهضة لإعادة دولة الخلافة التي تدرك أميركا وغيرها من دول الكفر أنها الدولة الوحيدة القادرة على تحطيم المبدأ الرأسمالي الذي تتزعمه أميركا.

والمتتبع لأقوال وتصريحات الكفار الغربيين يجد أن المقصود بالإرهاب والإرهابيين في عقلية الغرب هو الإسلام والمسلمون، وسنثبت لكم ذلك من خلال إيراد بعض تصريحاتهم ومواقفهم، مصداقاً لقوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ، هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ، إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [آل عمران 118-120].

فقد اهتمت الولايات المتحدة مؤخراً في إطار حربها على الإرهاب بالبنية الفكرية التي تعتقد أنها تولد الإرهاب، ويوضح ذلك اهتمامها بالقيم والمعتقدات التي يقوم عليها الإسلام، وبناءً على ما أوردته مجلة (يو إس نيوز إند ورلد) في 25/4/2005م تحت عنوان: «العقول والقلوب والدولار» عقد اجتماع في جامعة الدفاع الوطنية بين فرق العمليات النفسية وعمليات الـ(سي أي إيه) السرية القذرة، وقد وضعت مشروعات عامة وعلنية ضمن حملة كبرى هي (حرب الأفكار)، وسخرت لها مئات الملايين من الدولارات، والغرض ليس فقط التأثير على العالم الإسلامي، ولكن تغيير الإسلام نفسه عبر عملية إصلاح. يقول بول وولفويتز: «هذه معركة أفكار ومعركة عقول»، وتقول رايس: «من أجل أن نكسب المعركة ضد الإرهاب لا بد من أن نكسب معركة العقول».

وقد وافق البيت الأبيض على استراتيجية سرية جديدة اسمها الوصول إلى العالم الإسلامي (Muslims World Outreach) ورد فيها: «إن من مصالح الأمن القومي الأميركي التأثير على ما يدور داخل الإسلام، ويجب العمل عبر طرف ثالث مثل دولة معتدلة ومؤسسات وجماعات إصلاح تعتبر القيم المشتركة التي تشمل الديمقراطية وحقوق المرأة والتسامح»، وفي حوالى (24) دولة قامت الولايات المتحدة بتمويل إذاعات، وبرامج تلفزيونية، ومناهج دراسية، ومراكز بحوث إسلامية، وحلقات دراسية سياسية، كما قامت في حالات أخرى بصيانة مساجد، والمساعدة في حفظ نسخ أثرية من القرآن، وبناء مساجد إسلامية. ولعل راديو (سوا) وتلفزيون (الحرة)، خير دليل على ذلك، وكذلك المركز الإسلامي في أميركا، وخطة أميركا لتغيير المناهج في بلاد المسلمين.

– وقد ورد في استراتيجية الأمن القومي الأميركي ما يلي: «إن الكفاح ضد الإرهاب العالمي يختلف عن كل الحروب في تاريخنا، وسيخاض على جبهات عديدة ضد عدو غامض، وسيكون على مدار زمن طويل… لقد حررت أفغانستان… ونحن لا نجابه الإرهابيين على هذه الجبهة فقط، فهنالك الآلاف من الإرهابيين المدربين المنتشرين في شكل خلايا في الأميركتين الشمالية والجنوبية، وأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، وعلى امتداد آسيا. وها هي شواهد أخرى تؤكد أن الإرهاب عندهم هو إقامة الإسلام في الأرض وتطبيق أحكامه بإقامة الخلافة».

– في 26/6/2004م صرح رئيس أركان القوات المسلحة الأميركية ريتشارد مايرز أثناء شهادته أمام لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس الشيوخ قائلاً: «إن الإرهابيين في العراق يريدون إقامة خلافة إسلامية والعودة إلى القرن السابع».

– نشرت مجلة النيوزويك في عددها الثامن من نوفمبر 2004م قول وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر: «إن العدو الرئيس هو الشريحة الأصولية الناشطة في الإسلام التي تريد في آن واحد قلب المجتمعات الإسلامية المعتدلة وكل المجتمعات الأخرى التي تعتبرها عائقاً أمام إقامة الخلافة».

– يقول توني بلير في المؤتمر العام لحزب العمال بتاريخ 16/7/2005م حول تفجيرات لندن في 7/7/2005م: «إننا نجابه حركة تسعى إلى إزالة دولة إسرائيل، وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي، وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تُحكِّم الشريعة في العالم الإسلامي عن طريقة إقامة الخلافة لكل الأمة الإسلامية».

– ويقول  وزير الداخلية البريطاني السابق تشارلز كلارك في كلمة له في معهد هيرتيج في 6/10/2005م: «لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات حول إقامة دولة الخلافة، ولا مجال للنقاش حول تطبيق الشريعة الإسلامية».

– وصرح جورج بوش في خطاب له في 8/10/2005م قائلاً: «يعتقد المقاومون المسلحون أنهم باستيلائهم على بلد واحد سيقودون الشعوب الإسلامية ويمكنونهم من الإطاحة بكافة الحكومات المعتدلة في المنطقة، ومن ثم إقامة إمبراطورية إسلامية متطرفة تمتد من إسبانيا إلى إندونيسيا».

– وفي 5/12/2005م يقول وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد في تعليق له حول مستقبل العراق، وكان ذلك في جامعة جون هوبكنـز: «ستكون العراق بمثابة القاعدة للخلافة الإسلامية الجديدة التي ستمتد لتشمل الشرق الأوسط وتهدد الحكومات الشرعية في أوروبا وأفريقيا وآسيا، وهذا هو مخططهم، لقد صرحوا بذلك، وسنقترف خطأً مروعاً إذا فشلنا في أن نستمع ونتعلم».

– وفي 14/1/2006م نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالاً علقت فيه على كلام بوش حول الخلافة وجاء في المقال: «إن المسلمين متلهفون لعودة الخلافة، وأن الخلافة تشكل خطراً يهدد الغرب وإدارة بوش بالذات مما دعاه لذكرها».

– وفي 5/9/2006م عاد جورج بوش ليتحدث عن الخلافة فقال: «إنهم يسعون إلى إقامة دولتهم الفاضلة الخلافة الإسلامية، حيث يُحكم الجميع من خلال هذه الأيديولوجية البغيضة، ويشتمل نظام الخلافة على جميع الأراضي الإسلامية الحالية».

– وفي 11/10/2006م أكد بوش 3 مرات أثناء مؤتمر صحفي مطول في البيت الأبيض، أن وجود أميركا في العراق هو لمنع إقامة دولة الخلافة التي ستتمكن من بناء دولة قوية تهدد مصالح الغرب، وتهدد أميركا في عقر دارها. وأكد أن المتطرفين المسلمين يريدون نشر أيديولوجية الخلافة التي لا تعترف بالليبرالية ولا بالحريات؛ ولهذا يريدون لنا أن نرحل، ولكننا باقون حتى لا نندم، وليعلم الشعب الأميركي حينئذ أن وجودنا في العراق كان يستحق المغامرة والرهان. هؤلاء المتطرفون يريدون إرهاب العقلاء والمعتدلين وقلب أنظمة حكمهم وإقامة دولة الخلافة، إن مغامرة الرحيل عن العراق خطرة جداً، إنها تعني التخلي عن جزء من المنطقة للمتطرفين والراديكاليين الذين سيمجدون النصر على الولايات المتحدة، وستمنحهم هذه المنطقة التي نخليها الفرصة للتآمر والتخطيط ومهاجمة أميركا واستغلال الموارد التي ستمكنهم من توسيع رقعة دولة الخلافة.

– وفي خطاب لبوش بتاريخ 25/10/2006م قال: «إن الفشل في إقامة دولة في العراق سيمكّن المتطرفين من استغلال البلاد لإقامة إمبراطورية متشددة من إسبانيا إلى إندونيسيا».

– نشر موقع أخبار البيت الأبيض بتاريخ 20/10/2006م عن جورج بوش قوله: «هؤلاء الأصوليون يريدون إقامة دولة الخلافة كدولة حكم، ويريدون نشر عقيدتهم من إندونيسيا إلى إسبانيا».

وقال أيضاً: «تخيلوا وضع العالم الذي يقوم به هؤلاء المتطرفون بإسقاط الحكومات المعتدلة ويستولون على المنطقة التي سوف يهددوننا منها ويبتزوننا بامتلاكهم للنفط».

وقال: «والآن نحن متورطون بما أسميه “الحرب الأيديولوجية والصراع العقائدي للقرن الـ21″».

– قال وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد في حفل توديعه: «إن الإرهاب هو السلاح المفضل للمتطرفين، وغايتهم العظمى السيطرة على العالم الإسلامي. إنهم يريدون الإطاحة وزعزعة أنظمة الحكم الإسلامية المعتدلة وإقامة دولة الخلافة التي يقوم من خلالها بضعة رجال دين بتحديد ما يمكن أن يفعله كل فرد فيها، ومن ثم ينتشرون عبر الكرة الأرضية من إندونيسيا إلى الشرق الأوسط، ومن ثم إلى شمال أفريقيا ومنها إلى جنوب أوروبا».

– نشر موقع هيئة علماء المسلمين في العراق بتاريخ 21/5/2007م مقالاً ذكر فيه عن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني قوله: «إن الإرهابيين الذين أعلنوا الحرب على أميركا جعلوا من العراق جبهةً مركزيةً في هذه الحرب، واعتقد ابن لادن وأعوانه أنهم سيهزموننا ويخرجوننا من العراق ليجعلوا منه ملاذاً آمناً للإرهاب، وأرادوا أن يحولوا العراق إلى مركز للخلافة الجديدة، ومنه يصدّرون التطرف والعنف إلى هذه المنطقة، وشن هجمات مدمرة على الولايات المتحدة. إن الفوضى قد تجتاح العالم الذي سيصبح خطراً لولا القوة الأميركية والقيم الأميركية لخدمة الحرية»!!.

وقد كان لحكام المسلمين أثر واضح في مساندة أميركا وأخواتها في حملتها للقضاء على الإسلام والمسلمين باسم الإرهاب، كما ساندوا سابقاً حليفتها بريطانيا في هدم دولة الخلافة، ويتضح ذلك من خلال التقارير التي رفعوها، فقد قدمت ورقة في مؤتمر قضايا الإرهاب والتطرف المنعقد في الخرطوم 24-25/7/2007م بعنوان: «مبررات تطبيق التشريع الدولي لمكافحة الإرهاب على التشريعات الوطنية السودانية ص20)، ومما جاء فيها: «إن السودان ليس بدعاً من دول العالم في تعاونها مع لجنة مكافحة الإرهاب التي تفرض التزامات قانونية على كافة الدولة بهدف تضييق الخناق على الإرهابيين، وعدم مناصرتهم ومصادرة تمويلهم كجزء من استراتيجية عالمية فعالة لمكافحة الإرهاب في إطار الأمم المتحدة، فعلى سبيل المثال قدمت السعودية للجنة مكافحة الإرهاب منذ العام 2001م خمسة تقارير، وقدمت الجمهورية اليمنية خمسة تقارير».

وفي صفحة 22 من الورقة المذكورة «… في هذا الإطار بلغت التقارير التي قدمها السودان للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن والحكومة بموجب قراره رقم 1373 – 2001م خمسة تقارير». (ص 26 نقلاً عن وثيقة رقم 970 – 2006م الأمم المتحدة، مجلس الأمن)، «شهدت الفترة السابقة نشاطاً واسعاً للسودان في مجال مكافحة الإرهاب، وبذلت كل الجهات المختصة جهوداً مقدرة لمواءمة القوانين مع الاتفاقيات التي صادق عليها السودان، وما زالت الجهود مستمرة على كل المحاور، وسيبذل جهداً لتوثيق العلاقات مع المنظمات الإقليمية وغيرها…» (المصدر نفسه).

ونتيجةً لعدم التعريف الدقيق للإرهاب، لا تعتبر أعمال القتل والإبادة التي تمارسها الدول الغربية بخاصة والكفار بعامة بحق المسلمين أعمالاً إرهابية. وإليكم بعض الأعمال المروعة التي راح ضحيتها المسلمون، فقد ثبت بالإحصائيات الروسية أن ستالين وحده قتل في روسيا 11 مليون مسلم. أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– أليس عملاً إرهابياً استيلاء اليهود على فلسطين، والتي تقع في قلب العالم الإسلامي والعربي أكثر من ثلاثة وخمسين عاماً، والاستيلاء على القدس المقدسة التي فيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟

– أليست مذبحة الشيخ، ودير ياسين، والطنطورة (2000 قتيل) واللد، ونحالين، وكفر قاسم، وقبية، ورفح، وخان يونس، ومحو اليهود لقرية ناصر الدين من الوجود التي أحرقوا بيوتها وقتلوا سكانها، وإحراقهم المسجد الأقصى عام 1969م، ومذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا عام 1982 حوالى (3500 قتيل)، أليس كل هذا عملاً إرهابياً؟

– ومذبحة المسجد الأقصى عام 1990م (150 قتيلاً) من المصلين في ساحة الحرم القدسي الشريف. ومذبحة المسجد الإبراهيمي في الخليل عام 1994م عندما أقدم مستوطن يهودي تحت غطاء من الجيش (الإسرائيلي) على فتح النيران على الساجدين الصائمين فقتل 29 مسلماً في شهر رمضان المعظم، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– وقتل 70 فلسطينياً عام 1996م بعد أن فتح الجنود (الإسرائيليون) النيران لقمع الغضب الجماهيري الذي اندلع بعد افتتاح نفق تحت المسجد الأقصى، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– وقتل الرجال والنساء والأطفال وغيرهم في الانتفاضة، ومنهم الطفل المبارك محمد الدرة والرضيعة إيمان الحجو، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– ومذابح أهل البوسنة في يوغسلافيا السابقة حيث أباد الشيوعيون فيها بعد الحرب العالمية الثانية مليون مسلم، منهم 12 ألفاً قتلوا في المسجد الكبير بفوجا في شرق البوسنة، وذبح 6 آلاف مسلم في جسر فورا، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– ومأساة المسلمين في الصين الشيوعية حيث حورب الإسلام منذ عام 1945م وشمل ذلك تعطيل المساجد وقتل العلماء، ألا يعد ذلك عملاً إرهابياً؟

– ومذابح المسلمين ومآسيهم في منطقة الحبشة حيث وضع الطاغية هيلاسيلاسي خطة للقضاء على المسلمين خلال (15 عاماً) وتباهى بخطته أمام الكونغرس الأميركي، وقام بإحراق الشيوخ والنساء والأطفال بالنار والبنـزين في قرية جرسم، وقام بعده السفاح منغستو بمذبحة كبيرة حيث أمر بإطلاق النار على المسجد الكبير بمدينة ريرادار بإقليم أوجادين، فقتل أكثر من ألف مسلم كانوا يؤدون الصلاة في رمضان عام 1399هـ، كما تم تشريد المسلمين وفتنتهم في دينهم، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– ومذابح المسلمين في الفلبين على يد حكومة ماركوس، حيث ارتكبت أفظع الجرائم من قتل جماعي وإحراق الأحياء وانتهاك الأعراض والحرمات وفقء أعين الرجال وبقْر بطون الأطفال وذبح بالخناجر وفصل للرؤوس عن الأجساد، وقد نشرت صور لبعض هذه المذابح في جريدة (المسلمون) 26 شوال 1408هـ، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– ومذابح المسلمين في الهند منها مذبحة أحمد أباد عام 1970م التي ذهب ضحيتها 15 ألف مسلم باعتراف أنديرا غاندي نفسها، وارتكب فيها الهندوس (عباد البقر) أفظع العمليات غير الإنسانية، منها إحراقهم 300 امرأة مسلمة بالنار وهن أحياء، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– وأيضاً مذبحة آسام الشهيرة التي ذهب ضحيتها 50 ألف مسلم على أيدي الهندوس. ومجزرة ميروت ومليانة عام 1987م، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– ومأساة المسلمين في أفطاني في تايلاند، حيث قامت الحكومة البوذية بحرب الإسلام وإغلاق الكتاتيب وإفساد عقائد المسلمين، وقامت أيضاً بتصفية الدعاة والعلماء، وتم حرق 100 شاب مسلم بالبنـزين: صرح رئيس البوليس في جنوب تايلاند أن حياة المسلم تساوي 26 سنتاً فقط أي قيمة الرصاصة. كما اغتصبت أراضي المسلمين الخصبة وأحرقت قراهم، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– ومذابح المسلمين ومآسيهم في كشمير، حيث قتل أكثر من 44000 مسلم وجرح أكثر من 67000، واعتقل أكثر من 40.000 مسلم، وبلغ عدد المنازل والمتاجر والمساجد والمدارس المهدمة 129000 منـزل ومسجد، بالإضافة إلى آلاف النساء المغتصبات، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– ومأساة المسلمين في بورما، التي شملت قتل المسلمين وتشريدهم وإحراق المساجد وتعذيب النساء، حيث لجأ ما يزيد على نصف مليون مسلم بورمي إلى بنغلادش، وآخرون لجؤوا إلى أقطار أخرى متفرقة في العالم الإسلامي، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– ومذابح المسلمين في ليبيريا في أواخر الثمانينات الميلادية حيث أحرق الوثنيون 105 مسجداً وقتلوا الأئمة وقطعوا ألسنة المؤذنين، وقتلوا أكثر من 2000 مسلم مع التمثيل بجثثهم بعد فصل الجمجمة عنها، وأحرقوا عشرين قرية بأكملها، واغتصبوا المسلمات، وقتلوا الحوامل، ولجأ أكثر من 167 ألف مسلم إلى  غينيا وساحل العاج، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– ومذابح المسلمين في سيريلانكا على يد المجرمين التاميل، وهي مذابح عديدة ومتكررة، ذبحوا فيها المئات والآلاف من المسلمين واغتصبوا النساء وذبحوا الأئمة وقتلوا 168 من الحجاج الذين كانوا في طريق عودتهم إلى منازلهم. واشتهرت مذابحهم بحصول العديد منها على المصلين في المساجد. وخلفت هذه المجازر الآلاف من اللاجئين والمقعدين والأيتام، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– وهدم المسجد البابري التاريخي الشهير في الهند عام 1992م والذي يعتبر هدمه إهانةً وتحدياً للأمة الإسلامية، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– ومأساة البوسنة والهرسك الأخيرة شهدها العالم الإسلامي، بل والعالم أجمع، بالصوت والصورة، حيث قتل عشرات الألوف قتلاً وذبحاً (قتلوا ذبحاً ابنين لشيخ بوسني أمام عينيه)، وتم اغتصاب عشرات الآلاف من النساء بمن فيهن صغيرات السن (أقيمت معسكرات للاغتصاب الجماعي وأصبح آلاف المسلمات سبايا للجنود الصرب، وأحياناً يقدمن للترفيه عن جنود القوات الدولية!!)، وذبح الأطفال ويتموا، وشرد الشعب البوسني، وتم حرق وهدم المساجد، وحرق 1000 طفل في أحد الجوامع في سراييفو، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– ومأساة كوسوفو شهدها العالم الإسلامي وبقية العالم أيضاً بوضوح، حيث ذبح الآلاف وشرد مئات الآلاف، وتم ذبح أطفال أمام أعين آبائهم ودمرت قرى بأكملها بالحرق أو بغيره واغتصبت فيها المسلمات. وفي هذه المأساة فر 700.000 مسلم هرباً من الصرب إلى مجاهل الغابات حيث هلك الكثير منهم جوعاً ومرضاً وبرداً، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– ومأساة الشيشان شهدها ويشهدها العالم الإسلامي وغيره أيضاً بوضوح: قتل لعشرات الآلاف، وتشريد لمئات الألوف، وتدمير مدن وقرى بأكملها براجمات  الصواريخ، وحرق المنازل، وأنهار من الدماء، وتقطيع وصلب الأحياء، وضرب الطوابير المهاجرة بالطائرات والرشاشات المدفعية، وقتل للأطفال والنساء والمسنين، واغتصاب النساء، وذبح وحرق أطفال داخل روضة، وقصف حافلة مليئة بالأطفال والنساء بصواريخ من طائرات مروحية، عدا التعذيب الرهيب (قطع قدمي أسير وهو حي، وقطع يدي أسير آخر وهو حي)، وارتكاب الفاحشة بالأسرى نساءً ورجالاً (اغتصبت فتاة عمرها 13 سنة حتى ماتت)، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– وقصف سوق يعج بالمدنيين 4000 شيشاني قتلوا في قرية في يوم واحد، واستخدم الروس أسلحة الدمار الشامل المحرمة دولياً، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– وسمع المسلمون قصة الفتاة المسلمة التي اغتصبها المجرم الكولونيل الروسي يوري بودالوف ثم قتلها عن طريق دهسها بآلية مدرعة، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– ومذابح المسلمين في إندونيسيا على يد النصارى من الجروح الأخيرة الجديدة التي يقتل فيها المسلمون حتى في بلادهم، حيث قتل في جزر الملوك آلاف من المسلمين ذبحاً وحرقاً، وقتل مائتان من الطلبة المسلمين في مدرستهم، وقتل 1200 مسلم في مسجد بعد لجوئهم إليه حيث ذبح بعضهم، ثم حرق المسجد على البقية وهم أحياء، وتم تقطيع رؤوس بعض المسلمين وتم وضعها في حاويات ورقية للسخرية، وتم التمثيل بجثث المسلمين وبقر بطونهم، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

– ومذابح المسلمين في العراق والتي يشهدها العالم حتى الآن في كل يوم، أليس هذا عملاً إرهابياً؟

كان من المفروض أن تقف الدول القائمة في العالم الإسلامي والموقعة على الاتفاقيات، أن تقف في وجه الأعمال القذرة، ولكن تبين من مواقفهم أنهم متواطئون معهم ينفذون مخططات الكفار ضد المسلمين للحيلولة دون عودة الإسلام، ويتبين أن الدول الغربية وعملاءها من حكام المسلمين قد أجمعوا على ضرب الإسلام، بوصمه بالإرهاب، وتجريم العاملين المخلصين من أبناء الأمة، ليصبحوا في نظر الناس أنهم يستحقون العقاب تحت ما يسمى بقانون الإرهاب، حتى يُمنع المسلمون من العمل السياسي على أساس الإسلام، أو العمل في أحزاب سياسية تحمل الإسلام للناس عن طريق الصراع الفكري والكفاح السياسي، ولكن ما كان للكفار وعملائهم من حكام المسلمين أن يجدوا في المسلمين فرصة لولا الضعف الفكري الذي أصاب أبناء المسلمين، ما جعل تسرب هذه الأفكار (مثل الإرهاب) ونحوها سهلاً دون أن تجد مواجهة قوية من الأمة تكشفها وتبين زيفها.

والمسلمون وهم يعملون لإقامة الخلافة قد أصبح لزاماً عليهم، بوصفهم هدفاً مباشراً لسياسة ما يدعى (الحرب على الإرهاب) أن يكشفوا للرأي العام الإسلامي والعالمي حقيقة ما يسمى الحرب على الإرهاب، وحقيقة سياسة أميركا وحلفائها وعملائها الذين يعملون لضرب الإسلام، وتركيز الحضارة الغربية من خلال هذه المفاهيم، ومنها أكذوبة مفهوم الإرهاب، وأن أميركا هي التي كانت وراء الكثير من الأعمال الإرهابية في العالم وإن نسبت إلى أسماء بعض المسلمين، وعلى المسلمين أن يجعلوا الإسلام أساساً لحياتهم، وأساساً لنظرتهم للأمور، وفي قبولهم أو رفضهم لأية فكرة من الأفكار، وأن يلتزموا بالطريقة الشرعية التي طلبها الإسلام لإقامة دولة الخلافة العائدة قريباً بإذن الله، والتي لاحت بشائرها في الأفق بفضل الله.

إن الأمر ليس في قيام دول تسمى إسلامية، ولا قيام دولة واحدة تسمى إسلامية ولا تحكم بالإسلام، ولا في قيام دولة تسمى إسلامية وتحكم بالقوانين الإسلامية المجردة دون أن تحمل الإسلام قيادة فكرية للعالم، بل الأمر في قيام دولة تستأنف الحياة الإسلامية عن عقيدة، تطبق الإسلام في المجتمع بعد أن يكون متغلغلاً في النفوس متمكناً من العقول، وتحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم. فليست الدولة الإسلامية خيالاً يداعب الأحلام، فقد امتلأت بها جوانب التاريخ على مدى ثلاثة عشر قرناً فهي حقيقة، كانت كذلك في الماضي وستكون كذلك اليوم بإذن الله تعالى؛ لأن عوامل وجودها أقوى من أن ينكرها الواقع، أو يقوى على مصارعتها، وقد امتلأت بها اليوم العقول المستنيرة، وهي أمنية الأمة الإسلامية المتعطشة لمجد الإسلام، وليست الدولة الإسلامية رغبة تستأثر بالنفوس عن هوى، بل هي فرض أوجبه الله تعالى على المسلمين، وأمرهم أن يقوموا به، وحذرهم عذابه إن هم قصروا في أدائه، وكيف نرضي ربنا والعزة في بلادنا ليست لله تعالى ولا لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا للمؤمنين؟! وكيف ننجو من عذابه ونحن لا نقيم للإسلام دولته التي تنفذ الحدود وتجيش الجيوش وتحمي الثغور وتحكم بما أنزل الله تعالى.

لذلك كان لزاماً علينا باعتبارنا مسلمين أن نقيم دولة الإسلام، لأنه لا وجود للإسلام وجوداً مؤثراً إلا بالدولة، ولأن بلادنا لا تعتبر دار إسلام إلا بتنصيب خليفة للمسلمين يبايع على العمل بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم). والله نسأل أن يعجل لنا بذلك، وأن يوفقنا بالعمل على رضوانه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *