العدد 248 -

العدد 248- السنة الثانية والعشرون، رمضان 1428هـ، الموفق تشرين الأول 2007م

صرخة من فلسطين: من يضع اسمه في المكان الفارغ؟

صرخة من فلسطين

من يضع اسمه في المكان الفارغ؟

 

أيـّها المسلمون جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها، حكاماً وضباطاً وجنوداً، ورجالاً ونساءً، إننا أهل فلسطين قد وصلت بنا الحال إلى وضع لا تستطيع الكلمات أن تعبر عنه. إننا منهكون، مالياً وجسدياً ونفسياً، في هول ما نرى من حصار ودمار وتخاذل، نسألكم بالله جميعاً أن تضعوا أيديكم على صدوركم، هل تشعرون بنبضات قلوبكم؟ هل لكم قلوب؟! نسألكم بالله أن تنظروا إلى المرآة، وانظروا إلى عيونكم، هل هي مكونة من سائل آخر غير الذي نعرفه؟! هل تحسون؟! هل لكم مشاعر؟! إننا في فلسطين نقسم عليكم بالله العلي العظيم، ونغلظ عليكم بالقسم أن لا يهدأ لكم بال ولا تنام لكم عين إلا وأنتم عندنا تمسحون الدمع من عيوننا، من عيون الأطفال اليتامى والنساء الأرامل، وتسكنون روع قلوبنا. إن اليهود أمعنوا فينا التقتيل والتنكيل، ماذا تنتظرون أن نبادَ عن بكرة أبينا جميعاً لكي تتحركوا. إننا نلفت نظركم في وسط هذه المجازر إلى معلم مهم من معالم بيت حانون وهو مسجد النصر، وهذا المسجد له قصة نرجو أن تعتبروا بها وتدفعكم للعمل مع المخلصين الواعين للعمل السريع الحقيقي الذي يوصل جيوشكم إلينا. إننا لا نتسول منكم، فنحن نرفض ثقافة التسول التي طغت، نريد من يأتي إلينا بالجيوش قبل الأموال، فمسجد النصر الذي هدمه اليهود أمام أعينكم ووصل إليكم خبره، هذا المسجد يتوسط مدينة بيت حانون، وهو معلم أثري إسلامي نفيس، فمسجد النصر في بيت حانون أنشأه المماليك احتفالاً بالنصر على الإفرنج، وهو مسجد أثري أنشأه الأمير شمس الدين سنقر سنة 637هـ بعد النصر المبين على جحافل الإفرنج في تلك المعركة الفاصلة تيمناً بالنصر، ونقش على باب مسجد النصر في بيت حانون بعد الانتصار في تلك المعركة الفاصلة هذا النص: «بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) صدق الله العظيم، أمر بإنشاء هذا المسجد المبارك الأمير الأجلّ الكبير الغازي المجاهد شمس الدين سنقر الملكي العادلي عند كسره الإفرنج -خذلهم الله- ببيت حانون يوم الأحد الثاني في ربيع الآخرة سنة 637هـ وعنده من استشهد من أصحابه في الموقعة، عمره ابتغاء وجه الله، رحم الله من قرأه ودعا له بالرحمة والمغفرة ولجميع المسلمين آمين».

الآثار لأي أمة من الأمم تمثل شخصيتها الحضارية، وتنم عن مدى تقدمها وعراقتها وعلى وجودها، ونحن في هذه الأرض المباركة نملك عدداً كبيراً من الآثار الإسلامية التي حاول الاستعمار طمسها، فهذا المسجد يذكرنا بالنصر وبالأمجاد وسبب بناء هذا المسجد “وقد جرت فيها -بيت حانون- وقائع حربية وحصلت بنواحيها معارك دموية؛ لأنها باب غزة في الجهة الشمالية. فيا مسلمون، ويا أهل القوة، من يأتينا إلى فلسطين محرراً، ويعيد بناءه بعد انتصاره على يهود، فهل نعيد الكرة ويكون في بيت حانون مقبرة لليهود، كما كانت للإفرنج؟ ويضع الأمير المحرر اسمه بجانب اسم الأمير شمس الدين سنقر، وها نحن نكتب لكم مقدمة الكتابة على البلاط: «أمر بإنشاء وإعادة إعمار هذا المسجد المبارك الأمير الأجل الكبير الغازي المجاهد المرابط/ ……..   ……..   ………. عند كسره لليهود، خذلهم الله، في فلسطين على أرض بيت حانون في حضرة الخلافة».

فيا أيـّها المسلمون من يحوز الشرف ويضع اسمه في المكان الفارغ، قال تعالى: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين 26].

نريد أن تدمع أعيننا فرحاً ونحن نرى الأمير الأجل القادم في حضرة الخلافة القائمة قريباً بإذن الله ويختم اسمه على البلاطة الثانية بنفسه، لا نريد أن نبني المسجد بأموال التسول، نريد الآن أن يأتي خيار الأمة يتنافسون جميعاً على وضع الحجر في مكانه، فهل أنتم مستجيبون؟

أيـّها المسلمون ، نذكركم وما منبر نور الدين زنكي في المسجد الأقصى المبارك ببعيد، حيث أرسل اليهود المدعو مايكل دوهان -خذله الله وأذله- سنة 1969م ليقوم بحرقه؛ لأن وجود هذا المعلم الأثري الديني المقدسي يذكرنا بأننا كنا منصورين في يوم من الأيام، إذ حينما تقف أمام منبر نور الدين تتذكر النصر وتتذكر صلاح الدين وانتصاراته في حطين.

أيـّها المسلمون، هل تنتظرون أن يهدم المسجد الأقصى وأنتم ساكنون، فسمجد النصر لم يبقَ منه إلا المأذنة فهل تنتظرون ذلك أن يحدث للمسجد الأقصى؟! أين غيرتكم؟! لا نريد أموالكم نريد الجيوش تزحف أسرع من الزحف.

الآن نقسم عليكم بالله أن تستجيبوا، وأن تخلعوا كل رباط يربطكم بأذناب الهزيمة، فهل أنتم مستجيبون؟

قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال 24].

أبو أيوب الكفارنة – بيت حانون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *