العدد 243 -

العدد 243- السنة الواحدة والعشرون، ربيع الثاني 1428هـ، الموافق أيار 2007م

رياض الجنة: أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة

رياض الجنة:

أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة:

إنكار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تترك الدعوة إلى الله وإصراره عليها

 

– أخرج عبد بن حميد في مسنده عن ابن شيبة بإسناده عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما) قال: اجتمعت قريش يوماً فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأتِ هذا الرجل الذي فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه، ولينظر ماذا يرد عليه، فقالوا: ما نعلم أحداً غير عتبة بن ربيعة، فقالوا: ائته يا أبا الوليد، فأتاه عتبة فقال: يا محمد، أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك!! إنا -واللهِ- ما رأينا سخلة1 قط أشأم على قومه منك، فرقتَ جماعتنا، وشتّتَ أمرنا، وعبتَ ديننا، وفضحتنا في العرب، حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحراً، وأن في قريش كاهناً، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا على بعض بالسيوف حتى نتفانى!! أيها الرجل، إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلاً، وإن كان إنما بك الباء2 فاختر أي نساء قريش شئت فلنـزوجك عشراً.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «فرغت؟» قال: نعم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بسم الله الرحمن الرحيم ( حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي ءَاذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ * قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ * قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) [فصلت 1-13] فقال عتبة: حسبك، ما عندك غير هذا؟ قال: لا؛ فرجع على قريش فقالوا: ما وراءك؟ قال: ما تركت شيئاً أنكم تكلمونه إلا كلمته، قالوا: فهل أجابك؟ فقال: نعم، ثم قال: لا والذي نصبها بنيّة3 ما فهمت شيئاً مما قال غير أنه أنذركم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود!! قالوا: ويلك، يكلمك الرجل بالعربية لا تدري ما قال؟ قال: لا والله، ما فهمت شيئاً مما ذكر غير ذكر الصاعقة. وعند البيهقي عن الحاكم أن عتبة قال: فأمسكت بفيه وناشدته الرحم أن يكفَّ، وقد علمتم أن محمداً إذا قال شيئاً لا يكذب!! فخفت أن ينـزل عليكم العذاب.

1- السخل: المولود المحبب إلى والديه

2- الباء: الرغبة الكبيرة في الزواج

3- البنية الكعبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *