العدد 241 -

العدد 241- السنة الواحدة والعشرون، صفر 1428هـ، الموافق آذار 2007م

أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة (17): حقيقة الإيمان والدعوة إلى الإيمان والفرائض

أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة (17):

حقيقة الإيمان والدعوة إلى الإيمان والفرائض

 

– أخرج الحاكم عن عَلْقَمة بن الحارث (رضي الله عنه) يقول: قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) -وأنا سابع سبعة من قومي- فسلمنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فردّ علينا، فكلمناه فأعجبه كلامنا. وقال: «ما أنتم؟» قلنا: مؤمنون. قال: «لكل قول حقيقة، فما حقيقة إيمانكم؟» قلنا: خمس عشرة خصلة: خمس أمرتنا بها، وخمس أمرتنا بها رسلك، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية، ونحن عليها إلى الآن إلا أن تنهانا يا رسول الله. قال: «وما الخمس التي أمرتكم بها؟» قلنا: أمرتنا أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره. [ذكر أبو نعيم في الحلية: والبعث بعد الموت بدل والقدر خيره وشره]. قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «وما الخمس التي أمرَتْكم بها رسلي؟» قلنا: أمرتنا رسلك أن نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك عبده ورسوله، ونقيم الصلاة المكتوبة، ونؤدي الزكاة المفروضة، ونصوم شهر رمضان، ونحج البيت إن استطعنا إليه السبيل. قال: «وما الخصال التي تخلقتم بها في الجاهلية؟» قلنا: الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء، والصدق في مواطن اللقاء، والرضا بمُرّ القضاء، وترك الشماتة بالمصيبة إذا حلّت بالأعداء. [ذكر أبو نعيم: وترك الشماتة]. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «فقهاء أدباء، كادوا أن يكونوا أنبياء من خصال ما أشرفها!» وتبسّم إلينا. ثم قال: «وأنا أوصيكم بخمس خصال ليكمل الله لكم خصال الخير: لا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا فيما غداً عنه تزولون، واتقوا الله الذي إليه تحشرون وعليه تَقْدُمون، وارغبوا فيما إليه تصيرون وفيه تَخْلُدون».

– وأخرج البخاري عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لمعاذ بن جبل (رضي الله عنه) حين بعثه إلى اليمن: «إنك ستأتي قوماً أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *