العدد 275 -

العدد 275 – السنة الرابعة والعشرون، ذو الحجة 1430هـ، الموافق كانون الأول 2009م

زمن الرويبضة

زمن الرويبضة

 

بقلم: عصمت الرنتيسي


كمْ منْ نُبُوءَاتِ الرَّسـولِ تَحَقَّقـتْ
أَوَ لمْ يَسِرْ لحَِضرَمَوتَ منْ اليَمَـنْ
وحطمتمُ الأوثانَ في كعبِ الهُدىْ
هذا صَلاحُ الدِّيـنِ نَادَىْ في الوَرَىْ
اليـومَ  موعدُكـمْ  بعكـةَ  نلتقـي
فلْتسحقوا “الصلبانَ” في نقعِ  الوغـىْ
فإذا الجنودُ يَفُوا اللَّياليْ سُجَّدَاً
وبقـدرةِ القهَّـارِ كـانَ حَليفَهـمْ
وَتَهَـاوَتِ الأَمْصَارُ تَتْرَى بَعـدَهَـا
ِنعْمَ الأَميرُ لَذَاكَ كانَ “مُحَمَّدٌ”
قـدْ دَكَّ أَوصَالَ الطُّغَـاةِ بِمِنجَـقٍ
ومدينـةُ”الصلبـانِ” “روما” تنتظـرْ
أرضُ الظـلامِ فمَا دَنَا نُورٌ بِهَا
وطنُ  الجَهَالةِ  لنْ  يُضِـيءَ   سَمَـاءَهُ
وَكَذا يَهودُ بِغربِ نَهرٍ يَحْتَمُـوا
ِلتُنادِي عَبدَ اللهِ هيـَّـا مُسلِماً
فإذا الجنودُ ضحىً تسـوءُ وجوهَهـمْ
يا ويلَكمْ  جِنـسَ اليهـودِ  فَوَيلَكـمْ
ويُتَبَّـرُ   الإجـرامُ  ذاكَ   علوتُــمُ
هَيَّا أَخِيْ في اللهِِ قُمْ لِجَمَاعِـةٍٍ
اعزمْ بأمـرِ اللهِ تَحْمِـلُ دعوةً
واسعَى مَعَ الساعيَن تُنْشئُ دولةً
وأمرْ بِعُرْفٍ وانـهَ عنْ ذِي مُنكَـرٍ
إلاَّ فعلتََ فقدْ تَركــتَ  فَرِيضـةًً
فتَمُتْ وليسَ تلفُّ عُنْقَكَ بَيْعَـةٌ
واصبـرْ بِنفسِكَ مَعْ دعاةٍ ركَّعٍ
فأُولئكَ المُوفـونَ عَهَدَ إلهِهِمْ
لا تتبـعْ أهواءَ مـن غَفِـلَ  الهـدىْ
لا تَرْتَكـِنْ لِدِهَـانِ كُفـرٍ  مَاكِـرٍ
لا  تَستَضِىء بنارِ شركٍ فاجرٍ
وَلْتَستنِر بنـورِ هّـدْيِ  محمِّـدٍ
واعمـلْ  لِيَومٍ  حَالِمٍ بِمُوَحِّدٍ
يَـومٍ  عَبـُوسٍ  قَمطَرِيـرَ  بِمُلْحِـدٍ
يَومِ الوَثَاقِ فَلا مَفَرَّ لَهُ رَجَا
يومٍ تُلاقي كلُّ نَفـسٍ كدَّهـا
إنْ لـمْ تَحُزْ نَصْـراً قَرِيـباً وَاعِـدَاً
إن النتائـجَ للكريـمِ نفاذُهـا
واعلـمْ بأن اللهَ نافـذُ وعـدِه
قـدْ واعـدَ الرحمـنُ  خَيـرَ عبـادِه
كلٌ إلى أجـلٍ مسمَّىً عنـدَه
أيْ مُسلمونَ فَإنْ أَردتـمْ عِزَّةً
ولْتَخلَعُوا أَحكَامَ كُفـرٍ فَاجِـر
قُوموا لعزٍّ في الحَياةِ و نهضةٍ
كَيْ تُشْرِقَ الأَرضُ الطَّهورُ مُضِيئَةً
وتَطَالَ أعْنانَ السَّماءٍ بِسُؤْدُدٍ
إنِْ تَبتَغُوا عِزَّ العَزِيـزِ يُعِزُّكُم
هيـَّا اعْلِنُـوهَـا رَايـَـةً خَفَّاقَــةً

 

ولقدْ رَأتَْـهُ عيونُكـم تَتَجَسَّـمُ
الرَّاكِبـونَ مؤمِّنيــنَ يُؤمِّمُــوا
وسُوارَ “كسرىْ” وأَرضَ “مصرَ” غَنِمتُمُ
هيـَّا اسْتَعـدُّوا  للنَّزال و أَحزِمُــوا
وهنـاكَ تُبلَـىْ سَرَائِـرٌ و عَزَائــمُ
وتقدَّموا لِتُحـَّررُوا أَقصَاكُمُ
صامـوا النهـارَ وفي الهجيرِ يُزَمزِمُـوا
نّصْرٌ وَفَتحٌ يَشتَهِيـهِ العَالَـمُ
ومدينـةً لهرقـلَ قَسْـرَ فَتَحْتمُ
“الفاتحُ”المُغوَارُ لا يَتَبَرَّمُ
لمْ  يُـرْجَ حِصْـنٌ  بَعـدَهُ  أوْ  مَعْلَـمُ
مـنْ يَعتَليْ أَسوَارَها وَيُحطِّـمُ
أَنَّـىْ لِقَفرٍ دُونَ شَمـسٍ تَبْسُــمُ
إِلا الهُـدَاةُ  القَـائِمُـونَ الصُّــوَّمُ
فمَـتى الحجـارةُ للهـداةِ تُكَلِمُ
هـذَا “يهـوديٌّ”  ورائـيْ   يُحْجِـمُ
وإذاِ القصـورُ الفارهاتُ تُهثَّمُ
إنَّ الجَحَافـلَ “تلَّبيبَ” سَتَحْطُمُ
وتُبَـدَّدُ الأحـلامُ تِلْكَ حلِمتُـمُ
تَدعُوْ لِحُكـمِ اللهِ جَدّ يُحكَّـمُ
بقَوَامَةٍ للحق أمرُك قائمُ
وإمامـةً للمسلمينَ تدَمدمُ
لتَنُولَ  عِزَّاً في الحَياةِ  وَتَغنَـمُ
أَخلَدْتَ نَفَسَكَ لِلتُـرابِ تُلازمُ
فَبِذَاكَ أَنتَ لَدَىْ العَظِيمِ مُذَمَّـمُ
لا تعْـدُ عيناكَ الزَّكيَّةُ عنهـمُ
أُغْدُو إِليهِمْ واقتدِهْ بِهُدَاهُـمُ
لَئِنِ اتَّبَعـتَ خُطاهُـمُ فَسَتَنــدَمُ
فَلَظـى الجَحِيـمِ عَتَيَّـةٌ لا تَُرْحَـمُ
خِـبِّ العُقُـولِ الـدَّاءُ فِيـهِ مُسَمِّمُ
طِـبِّ القلـوبِ بهِ الـدواءُ  البلسـمُ
ومَصيـرُهُ الفِـرْدَوسُ فيـهِ يُنَعَّـمُ
مَثْوَاهُ في دَرْكِ الجَحِيمِ يُضَرَّمُ
فَوَلاتَ سَـاعَـةَ مَنْدَمٍ ذَا تُنْـدَمُ
فيـهِ المَثَابَـةُ والمَفَـازةُ أَعظَــمَُ
فقَـوَامُ عَزمِِكَ أَمـرُ فَرضُ مُلْــزِمُ
واعلمْ بِأَنَّ النَّصرَ حَتْمَاٍ قَادِمُ
فَإِذَا قَضَـاهُ فَلا مَحالَـةَ مُحْتَمُ
خَلْفَـاٍ  وتَمكِينَاً لدينِـهِ يُحكِــمُ
فَإِذَا أَرادَ تَمَـامَ أَمـرٍ يُتْمِـمُ
هيَّا أَزِيلوا الرِّجْسَ مِنْ دُنَيَاكُمُ
حُرَّاسُه من كلِ حَدْبٍ شِرذِمُ
ورِسالةٍ تَغْشَى الدُّنا وتُخَيِّمُ
مِن نورِ رَبٍّ قَابِسَاً َتَتنَسَّمُ
تَسمو وتَعْلوَ في الأفاقِ و تَعْظُمُ
فَهُـوَ العَزيزُ القَاهرُ المُتَحَكِّمُ
عُنْوانُها لَخِلافـةٌ وَمَكَــارِمُ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *