العدد 272 -

العدد 272 – السنة الرابعة والعشرون، رمضان 1430هـ، الموافق أيلول 2009م

خطورة تغيير المناهج إرضاءً للغرب

خطورة تغيير المناهج إرضاءً للغرب

 

عين الملك عبد الله فريقاً جديداً لقيادة وزارة التعليم في السعودية، وتولى الأمير فيصل بن عبد الله مسؤول المخابرات السابق منصب وزير التعليم، وتم تعيين فيصل بن معمر الذي رأس هيئة أنشئت عام 2003م لتشجيع الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية نائباً له. وفي عام 2005م دشن الملك عبد الله مشروعاً قيمته تسعة مليارات ريال 2.4 (مليار دولار) لتطوير التعليم ممهداً الطريق لتغييرات أكبر في منهج الدراسات الإسلامية. وقال أحمد المعدي (خبير في الشريعة): إن تغييرات المنهج التعليمي سوف تعيد صياغة مبادئ معينة تم رصدها في الكتب المدرسية مما يسمح بتفسير أكثر اعتدالاً.

وقال علي الأحمد (معارض سعودي في واشنطن): إن الكتب المدرسية السعودية الحالية ما زالت تضع الركائز الأيديولوجية (للإرهابيين) والمفجرين الانتحاريين، وهي الركائز التي تمخضت عن آلاف الانتحاريين السعوديين في 11 سبتمبر والعراق وأفغانستان.

وقال دوايت بشير (كبير المحللين السياسيين بالمفوضية الأميركية للحريات الدينية في العالم) الذي زار السعودية عام 2007م وأصدر تقريراً عن الكتب المدرسية السعودية: قلقنا من هذه الكتب يكمن في أن التفسير محافظ بشدة، وينطوي على فهم (ضيق الأفق للإسلام) يشجع عدم التسامح في بعض الحالات. وأضاف: إن بعض الآيات القرآنية تحتاج إلى تفسير حتى لا ينظر إليها على أنها تشجع العنف، وقال: نقول إنه يجب توضيحها فحسب وليس حذفها، مشيراً إلى الآيات التي تناقش مفهوم الجهاد. وقال نايف الرومي وكيل وزارة التعليم للتخطيط والتطوير ومدير عام المشروع: إن هناك حاجة إلى تدريب المدرسين وتعليمهم كيف يتقبلون التغيير. وتمت الإشارة إلى أنه يجب أن يجري التغيير ببطء تجنباً لإثارة المعارضة، وقال إنه لا بد أن يتم الإصلاح على مراحل لأن الإصلاح المفاجئ يمكن أن تكون له آثار عكسية. ولا يمكن تغيير هذا بين عشية وضحاها، وأردف قائلاً: إن هناك حاجة إلى الوقت والصبر، وإن هذا سيكون نضالاً.

هل مازال يوجد مسلمين في بلاد نجد والحجاز غير مقتنعين أن أصل الداء هم حكام آل سعود الذين يعملون لأنفسهم، لعرشهم فحسب، ويتعاملون حقيقة مع الغرب ويتظاهرون بالغيرة على الدين ادعاءً؟ إنهم يعملون على إعادة صياغة تعاليم الإسلام صياغة غربية، وهل خلت البلاد من علماء أفاضل يُعهد إليهم بالإصلاح الحقيقي حتى يُعهد بهذا الأمر إلى مسؤول مخابرات سابق؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *