العدد 272 -

العدد 272 – السنة الرابعة والعشرون، رمضان 1430هـ، الموافق أيلول 2009م

التوازن الإعلامي: دعوة شيطانية غربية استعمارية ماكرة

التوازن الإعلامي: دعوة شيطانية غربية استعمارية ماكرة

 

التوازن الإعلامي دعوة شيطانية غربية استعمارية ماكرة، الهدف منها التغطية على جرائم العدو. ويسمونه كذلك من باب التلبيس: اللا انحياز الإعلامي، النقل الموضوعي البعيد عن الانحياز. وهو يقتضي العرض المتوازن الذي لا يثير طرفاً على طرف، ولا يجيش النفوس فيقال مثلاً فيه: هناك قصف متبادل، هناك قتلى وجرحى من الطرفين… وتعطي وقتاً واحد في التغطية لكلا الطرفين.

التوازن الإعلامي يتطلب مثلاً عند ذكر أن (إسرائيل) قد قصفت مسجداً أو مدرسةً أو بيتاً أو مدنيين أن يذكر معها حاجة (إسرائيل) إلى حماية شعبها وأمنها. ويجب المحافظة على الوقت بالتساوي، فينقل صورة رجل من اليهود مات ومقابله يذكر رجل من المسلمين مات فقط. ويصبح ذكر من قتل شر قتلة وأبيدت عائلته ودمر منزله على رأسه ضد التوازن الإعلامي ومع الانحياز. ومن العناوين التي استعملت للتوازن في الإعلام الأميركي والأوروبي مثلاً ما ذكرته صحيفة النيويورك تايمز في 10/01/2009م: «القنابل والصواريخ تتطاير بين (إسرائيل) والفلسطينيين».

في العراق مثلاً، ومن باب التوازن الإعلامي، يجب عند نقل أي خبر عن مجازر أميركا ضد المسلمين ذكر أن صدام قتل شعبه. وعند ذكر غارات أميركا العشوائية ضد مسلمي أفغانستان ذكر أن أفغانستان تضطهد النساء. وبهذا تمحى جرائم أميركا والغرب واليهود بجريمة التوازن الإعلامي.

بابا روما في زيارته الأخيرة للأراضي المحتلة ساوى كذلك بين الضحية والجلاد حين قال: «يجب أن لا يكون هناك إراقة دماء، وأن لا يكون هناك قتال، وأن لا يكون هناك إرهاب، وأن تكون هناك حروب» من غير أن يبين أن (إسرائيل) هي التي تعتدي وتريق الدماء وتشن الحروب عليهم… والمسلمون في كل ذلك يدافعون.

اللجنة المشكلة برئاسة ريتشارد غولدستون لاستقصاء احتمال ارتكاب جرائم حرب في غزة انطلقت من فرضية التوازن هذه.فكما أن (إسرائيل) متهمة بارتكاب جرائم حرب كذلك الفلسطينيون لأنهم أطلقوا صواريخهم دون تمييز على المستوطنات…» وسارت باتجاه أنها كانت حرباً بين طرفين ارتكبا خلال اشتباكهما جرائم حرب.

والآن نطرح أمام كل عاقل من المسلمين وغير المسلمين: هل هذا كشف للحقائق أم طمس لها؟.. وهل يقبل رجال الإعلام في بلاد المسلمين هذا العرض الغربي الشيطاني الماكر. نعم هناك من يقبل، راقبوا ذلك تعرفوا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *