العدد الرابع -

السنة الأولى، العدد الرابع، محرم 1408هـ الموافق أيلول 1987م

بريد الوعي – الصحافة الناجحة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أبدأ رسالتي هذه بالدعاء إلى الله العزيز القدير أن يوفقكم ويسدد خطاكم لما فيه خير للإسلام وللمسلمين، شاكراً مجهودكم في إخراج مجلة جديدة لتقف شامخة بين أمواج عاتية من الأفكار الضالّة والمضلّة، متعاونة مع غيرها من المجلات الإسلامية لردّ كيد الأعداء… فكلنا على ثغر من ثغور الإسلام… وأنتم اخترتم هذا الثغر، فلتذكروا قوله : «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». فلتكونوا يا اخوتي على قدر المسؤولية.

وإن ظهور مجلة جديدة تتوخّى خدمة الإسلام ومصالح أمتّه يعد دليلاً على أن المسلمين قد التمسوا وسيلة من وسائل النهضة والتقدّم والقوة، فلا مراء في أن الصحيفة أو المجلة وسيلة إعلامية تستطيع (إذا استفادت من أرقى ما حقّقته الصحافة من تطور فني) أن تقدم خدمة إعلامية عظيمة للأمة، فإنها حظ عظيم في هذا المجال… ولنعلم أن الصحافة الناجحة ليست إخراجاً جميلاً ولا زخرفة لامعة، ولسنا ننفي العناية بالجمال، وإنما ننفي الاكتفاء بالشكل الجميل. فإن الصحافة الناجحة هي التي تأخذ بحظها المعقول من التزّين، ثم توجّه معظم اهتمامها إلى العناية بالمقوّمات الجوهرية للنجاح.

إنّ الصحافة الناجحة هي التي تحمل أو تنبعث من تصور فكري حضاري صحيح ومتكامل:

1- تصوّر صحيح للمبادئ والقيم التي تلتزمها وتخدمها، ومثال ذلك التصور الصحيح لقيمة الكلمة: من حيث هي تعبير عن موقف الأمة وترجمة لشخصيتها وتصوير لمستواها الفكري والثقافي والأخلاقي والحضاري، ومن حيث أثرها في الناس.

2- تصور صحيح لقضايا الإنسان ومشكلاته ومثال ذلك التصور الصحيح لقضايا الصحّة النفسية والفكرية للإنسان كيف تتحقق هذه الصحة؟ ما عوامل توافرها؟ ما وسائل صيانتها؟ ما أساليب حفز الناس على الاكتراث بها؟ ما وظيفة الصّحافة، وما مسؤوليتها تجاه ذلك كله؟

3- تصور صحيح للواقع المحلي والدولي الذي تؤدي المجلة رسالتها من خلاله. ومثال ذلك تقدير المصالح العليا للأمة، وجعل هذه المصلحة مقياساً لنشر الخير والتعليق والتحقيق والمقال… فلا ينشر شيء من ذلك يضرّ بالمصلحة الذاتية للأمة أو بالمصلحة المشتركة بينها وبين العالم ولا يتحقق ذلك إلا بالحساب الدقيق والمتجدد للواقع المحلي والدولي.

وسينشأ عن هذه الرؤى الصحيحة ما ينبغي أن ينشأ عنها من موضوعا وقضايا جديرة بالتناول الذكيّ والمعالجة الحكيمة. وهذه أمثلة عما يمكن أن ينشأ عنها:

1- قضيّة الإسهام الصادق والبصير والمثابر في بناء (القوّة الفكريّة) للأمة. فالأمّة الإسلامية بحاجة إلى نهضة تعزز مكانة دينها، وتحقق مصالح المسلمين، وتورثهم وزناً وهيبة دوليّين.

والقوّة الفكرية هي أساس النهضة المبتغاة، على أن تكون دوماً مقرونة بالأخلاق. والإسهام الصحفي في بناء القوة الفكرية والأخلاقية يمشي في طريقين يؤديان إلى غاية واحدة: الأول: ربط المسلم بأصوله الثابتة وجذوره الراسخة في الاعتقاد والعلم والدعوة واللغة والتاريخ. والثاني: مقاومة الحرب الفكرية والنفسية التي تجري في أكثر من ميدان، والتي تأخذ شتى الصور والأشكال.

2- قضية المشاركة في علاج المشكلات الاجتماعية والتربوية والشبابية والأسرية والإنمائية الخ… وفق منهج علمي لا يحرّم الصحافة من استخدام لغتها الرشيقة في التناول، ولا يحل لها الخروج عن جوهره وهي تعرض هذا الموضوع أو ذاك.

3- قضية تسخير المجلّة لتكون أداة لـ “التفاهم” بين المسلمين كافة.

لقد سررنا بصدور الوعي، وإنا لنأمل أن تكون (نقلة نوعية واعية) في مجال الصحافة المسلمة، وان توظف استفادتها من الخبرة الصحفية التراكميّة ـ المسلمة وغير المسلمة، والاستعانة برأي العلماء ـ والدكاترة ـ والأساتذة وأهل الاختصاص. في الانتقال الطردي من المرحلة الراهنة إلى مرحلة أعلى بإذن الله. وفقكم الله، وسدد خطاكم لما فيه خير للإسلام والمسلمين … ثابروا ولا تمّلوا… ولا تنسوا إنكم على ثغر من ثغور الإسلام… والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم

أبو بلال ـ بيروت

الوعي: نشكر للأخ أبو بلال اهتمامه بالمجلة، وحرصه على تحسينها واستغلالها لأرقى ما وصلت إليه فنون الصحافة. وسنعمل إن شاء الله بما ينصحنا به بالنسبة للوعي على قيمة الكلمة، وقضايا الإنسان المسلم ومشكلاته، والوعي على الواقع الدولي وموقع الأمة الإسلامية فيه.

أما بخصوص مقالك يا أخ أبو بلال، فسنحاول نشره في الأعداد القادمة إن شاء الله، نظراً لكثرة المواد التي وصلتنا. وجزاكم الله خيراً.

رسالة إلى أخت

أختاه حجابك..!!

هو حصنك الحصين، ودرعك المتين، ولباسك القويم، ورحمة بك من العزيز العليم.

أما إذا سُئلت أختاه عن فرضيّة الحجاب، فاعلمي أن الله سبحانه وتعالى خاطب نبيه محمداً قائلاً:

(يا أيها النّبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابِيبهن ّ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين، وكان الله غفوراً رحيماً).

أما إذا سئلت أختاه: لماذا فرض الحجاب؟ وما شأنه؟ فاعلمي أنه نورٌ على نور.

نورٌ خصّه الله بمربي الأجيال ومثالِها الأعلى، خصّه الله بهذه الدرّة التي ما كانت لتكون في متناول جميع الأيدي العابثة، والنظرات الماكرة، والخلوات التي لا يرجوا أصحابها من ورائها إلا العبث بكرامتها والنيل من طهرها وعفافها. لقد خصه الله بهذه المرأة التي جعلت طريقها الكرامة والولاء لله الواحد الأحد. فهو الرادع لنظرات الماكرين، واللاجم لوسوسة الشياطين، ورافع لواء هذا الدين، هو لباس التقوى وثمنٌ لجنّة المأوى.

اعلمي أختاه

أنه فرضٌ من الله، فمن التزم به وصانه عن كل دنيئة تشوه منزلته أعد الله له جنة عرضها السماوات والأرض، ومن جحد به وخذله، خذله الله وأعد له جهنم وبئس المصير.

إلى الوعي

لا يسعني إلا أن أتقدم بكلمة شكر إلى مجلة الوعي والعاملين عليها، الذين سمحوا لنا من خلال هذه المجلة أن ننقل آراءنا إلى أكبر عدد ممكن من الاخوة والزملاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وليد ع ـ عكار ـ لبنان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *