خطبة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه لما ولي الخلافة
2005/02/08م
المقالات
3,312 زيارة
خطبة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه
لما ولي الخلافة
– أخرج ابن سعد والمحاملي وغيرهما عن عروة قال: لما ولي أبو بكر، خطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أما بعد، أيـّها الناس، قد وليت أمركم ولست بخيركم، ولكن نزل القرآن، وسن النبي صلى الله عليه وسلم السنن، فعلمنا أن أكيس الكيس التقى، وأن أحمق الحمق الفجور، وأن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، وأن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق. أيـّها الناس، إنما أنا متبع ولست بمبتدع، فإن أحسنت فأعينوني، وإن زغت فقوموني، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم».
– وأخرج الدينوري عن عبد الله بن عُكَيم قال: لما بويع أبو بكر، صعد المنبر، فنزل مرقاة من مقعد النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «اعلموا، أيـّها الناس، أن أكيس الكيس… فذكر نحوه، وزاد في آخره: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، ولا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالفقر، ولا ظهرت الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء، فأطيعوني ما أطعت الله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم…»
– وأخرج الطبري في التاريخ عن عاصم بن عدي قال: نادى منادي أبي بكر من بعد الغد من مُتَوَفَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتم بعث أسامة: ألا لا يبقين بالمدينة أحد من جند أسامة إلا خرج إلى عسكره بالجرف. وقام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: «يا أيـّها الناس، إنما أنا مثلكم، وإني لا أدري لعلكم ستكلفوني ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق، إن الله اصطفى محمداً على العالمين، وعصمه عن الآفات؛ وإنما أنا متبع ولست بمبتدع، فإن استقمت فتابعوني، وإن زغت فقوموني، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض وليس أحد من هذه الأمة يطلبه بمظلمة ضربة، سوط فما دونها، ألا وإن لي شيطاناً يعتريني، فإذا أتاني فاجتنبوني لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم. وأنتم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه، فإن استطعتم أن لا يمضي هذا الأجل إلا وأنتم في عمل صالح فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله. فسابقوا في مهل آجالكم، من قبل أن تسلمكم آجالكم إلى انقطاع الأعمال، فإن قوماً نسوا آجالهم، وجعلوا أعمالهم لغيرهم، فإياكم أن تكونوا أمثالهم، الجدَّ الجدَّ، والوحا الوحا (السرعة)، والنجاة النجاة، فإن وراءكم طالباً حثيثاً، أجلاً مَـرُّهُ سريع، احذروا الموت، واعتبروا بالآباء، والأبناء، والإخوان، ولا تغبطوا الأحياء إلا بما تغبطون به
2005-02-08