العدد 193 -

السنة السابعة عشرة – صفر 1424هـ – نيسان 2003م

أميـركا نمر من ورق يا أشباه الدول

أميـركا نمر من ورق يا أشباه الدول

 l    فوجئ الناس في اليوم الثالث للعدوان الهمجي الأنجلو أميركي أن أميركا أكبر دولة في العالم رغم ما تملكه من أساطيل وطائرات وغواصات نووية وصواريخ كروز وباتريوت من السهل أن تُهزم ويؤسر جنودها ويقتلون، وتدمّر دباباتها وتُسقط طائراتها، وأنها ليست أسطورةً، وليست مرعبةً تثير الفزع في النفوس لمجرد ذكر اسمها. وكذلك بريطانيا التي كانت «العظمى» التي لا تغيب عن أملاكها الشمس.

 l    وفوجئ الناس أن أميركا بقادتها ومخططيها ومراكز الأبحاث والتكنولوجيا والأدمغة البشرية والمكاتب الاستشارية والبنتاغون والأف بي آي، والسي آي إي، لم يكن كل هؤلاء يتوقعون أن العراق سيفاجئهم بحرب المدن، أو حرب العصابات، أو حرب المليشيات، أو الحرب الشعبية كما يسمونها، أو حرب الاستنـزاف. بل يظنون أن الناس سيمكثون في بيوتهم خائفين مستسلمين لهم.

 l    كل الدلائل تشير أن أميركا وبريطانيا فوجئتا بالمقاومة في العراق بعد أن ظنتا أن العراق سوف يسقط ويستسلم خلال ثلاثة أيام أو خلال 48 ساعة. لعمري إنه لقمّة الغباء من أناس ظنهم الناس «أشباه معصومين» لا يخطئون ويحسبون لكل أمر حسابه صَغُر أم كَـبُر.

 l    يبدو أنهم راهنوا أولاً على الحشد العسكري الضخم وتوقعوا أن أهل العراق سوف يستسلمون لمجرد رؤية «رامبو» و«السوبرمان» يتبختر في مشيته حتى يرتعب أهل العراق ويستسلمون، ثم راهنوا على اسم حملتهم المشؤومة لعله يرعب الناس ألا وهو «الصدمة والترويع». ثم راهنوا ثالثاً على أجهزتهم الاستخباراتية التي تحدد المواقع والأماكن بدقة عالية! توجه الصواريخ الذكية للهدف المحدد فإذا بالصواريخ غبية لا ذكية تخطئ أكثر مما تصيب.

 l    إذا كانت أميركا وبريطانيا بكل ما تملكانه من أسلحة متطورة، وبكل ما هيأ لهما الحكام العملاء في بلاد المسلمين من تسهيلات برية وبحرية وجوية، ومع ذلك لم يكن عدوانهم على العراق نزهة كما كانوا يشيعون، هذا على الرغم من أنهم يقاتلون هذا البلد المسلم من البلاد الإسلامية حوله، فكيف لو كانت البلاد الإسلامية في دولة واحدة، يحكمها بالإسلام خليفة واحد، يجمع شملها، ويقاتل عدوها ويحمي بيضتها؟ إنها ليست فقط ستنتصر إذا هوجمت في عقر دارها، بل ستنتصر على العدو في عقر داره. ]إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد[ [ق] .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *